-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أول وجهة للعائلات خلال فصل الصيف

متنزه الصابلات.. متنفس للعاصميين رغم قلة المرافق

روبورتاج: آدم. ح
  • 1971
  • 0
متنزه الصابلات.. متنفس للعاصميين رغم قلة المرافق

بعد عشر سنوات من افتتاح متنزه الصابلات، تحول هذا المكان إلى الوجهة السياحية الأولى في العاصمة، لزوار من داخل وخارج الوطن، نظرا إلى ما يتمتع به المتنزه من موقع استراتيجي ومساحات شاسعة وأنشطة وفضاءات لعب وتنزه ومجاورته للعديد من المعالم على غرار جامع الجزائر وميناء العاصمة وإطلالة مقام الشهيد ونسمات البحر التي تجعل من الصابلات مشروعا سياحيا واعدا، يتطلب المزيد من الاهتمام واستغلال المساحات الفارغة في تشييد مدينة ألعاب كبيرة وقرية سياحية تتربع على مساحات خضراء ومسابح ومطاعم وفضاءات ثقافية وتجارية ومسالك لممارسة الرياضة والاستجمام..

مع بداية شهر أوت، وقمة الإنزال العائلي على المتنزهات والأماكن السياحية بالعاصمة، قصدنا متنزه الصابلات الذي تبدأ به الحركة والنشاط بعد العصر، بسبب الحرارة وغياب الأشجار الظليلة في المكان، وما شد انتباهنا ونحن ندخل المكان هو التواجد الكبير للسيارات في الموقف التي كانت لوحات ترقيمها من مختلف الولايات الشرقية والغربية والجنوبية للبلاد، وامتد الأمر إلى بلدان أجنبية أوروبية وعربية، وهذا ما يعطي صورة إيجابية لمتنزه الصابلات الذي يعتبر الوجهة السياحية الأولى للعاصمة، نظرا لخصوصية المكان الذي يتربع على شريط ساحلي محاذ للبحر لعدة كيلومترات تجعل منه قبلة للباحثين عن المشي والتنزه وممارسة مختلف الرياضات.

إنزال عائلي إلى غاية الفجر

المتجول في متنزه الصابلات، يلاحظ كثرة العائلات التي تفضل اصطحاب الطعام والأطفال وفرش زرابي في المساحات الشاسعة المطلة على البحر والاستمتاع بسمر وأحاديث صيفية لساعات متأخرة من الليل، وإعطاء فسحة للأطفال للعب والاستمتاع بفضاءات الألعاب المتواجدة في المكان، ويستمر توافد العائلات على المتنزه حتى لما بعد منتصف الليل، وهو ما يعطي للمكان بعدا عائليا بامتياز، بسبب توفر الأمن ونسمات الهواء العليلة والكثير من النشاطات الترفيهية التي تجعل من زوار الصابلات لا يملون المكان الذي تحول إلى متنفس عائلي خاصة للأسر العاصمة التي تعاني من ضيق السكن ما يجعلها تبحث عن فضاءات قريبة للاستجمام والترفيه ولقاء الجيران والأصدقاء بعيدا عن الجدران الإسمنتية..

جولات سياحية تلقى استحسان الزوار

من المبادرات الإيجابية التي لقيت استحسان زوار متنزه الصابلات، تخصيص شركة النقل الحضري وشبه الحضري إيتوزا لحافلات مكشوفة تنقل السياح من المتنزه إلى مختلف أحياء الجزائر الوسطى، على غرار ساحة الشهداء وباب الواد والبريد المركزي، وهو ما يمنح الزوار فرصة التعرف أكثر على العاصمة في أجواء سياحية عائلية يميزها الاستمتاع بالأناشيد الوطنية، وتستقطب القطارات السياحية التي تأخذ المصطافين في جولة لاكتشاف الشريط الساحلي لمتنزه الصابلات على مدى عدة كيلومترات الكثير من العائلات في أجواء حماسية وسياحية رائعة، كما خصصت مؤسسة إيتوزا خطوطا مباشرة لربط متنزه الصابلات بمختلف أحياء وبلديات العاصمة على غرار البريد المركزي ساحة تافورة، بئر مراد رايس وساحة أودان…

عودة المسبح ومجانية دخول الأطفال أقل من 3 سنوات

ومن الإيجابيات التي زادت من الإقبال على متنزه الصابلات، إعادة افتتاح المسابح المفتوحة على الهواء بمناسبة إحياء ذكرى الاستسقلال المصادفة لتاريخ 5 جويلية، حيث  أكدت لنا مصادر من ديوان حظائر الرياضة والتسلية بولاية الجزائر، أن المسبح أوكل تسييره لأحد الخواص، وعاد للنشاط من جديد وهو يحتوي على أماكن للراحة وألعاب مائية، بالإضافة إلى خدمات الإطعام وهو ويجعل من السباحة في هذا المكان متنفسا للعائلات التي تصطحب أطفالها خاصة وأن هذه المسابح تتميز بتأطير جيد ومساحات استجمام وأماكن مخصصة لسباحة الصغار والكبار ما يجعلها ملاذا لعشاق السباحة، وبالنسبة لتفاصيل الافتتاح والأسعار، فالمسبح مفتوح من الساعة العاشرة صباحا إلى السادسة مساء، بسعر 1000 دج للصغار و1500 دج للكبار ومجانية دخول الأطفال أقل من 3 سنوات.

فضاء للدراجات التشاركية وقوارب للنزهة

ومن المكاسب التي تدعم بها متنزه الصابلات هذا الصيف هو افتتاح فضاء جديد للدراجات التشاركية الكهربائية لأول مرة، التي تتيح للمواطنين استعمال هذه التكنولوجيا الجديدة داخل المساحات الشاسعة للمتنزه، ويفتح هذا الفضاء أمام الزوار بشكل يومي ماعدا الإثنين من الساعة السادسة مساء إلى الساعة 23 ليلا، كما تم افتتاح برنامج ترفيهي للرحلات البحرية التي تربط متنزه الصابلات بمختلف موانئ العاصمة، حيث أعلنت المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين وضع تحت تصرف زبائنها برنامج الرحلات الخاص بالنزهات البحرية على متن العبارة “سرايدي” لرحلة نزهة التي تنطلق تنطلق من “المسمكة” و”الصابلات” وصولا إلى ” تمنفوست”، فيما تتراوح أسعار تذاكر النزهة من “المسمكة” إلى “الصابلات” بين 200 دج بالنسبة للبالغين و100 دج بالنسبة للأطفال دون سن 12 سنة.

شاطئ عائلي وسباحة مسموحة

يعتبر شاطئ الصابلات الرملي ملاذ الكثير العائلات التي تحبذ الجلوس أمام البحر والاستمتاع برؤية الأمواج المتلاطمة، ومنها من تفضل شرب القهوة وتناول العشاء في الشاطئ والتلذذ بالنظر للقمر، ومع وجود خيمة كبيرة تقوم باستئجار الشمسيات “باراسول” والكراسي والطاولات زاد من إقبال العائلات على الشاطئ، وبحسب المعلومات التي بلغتنا من ديوان حظائر الرياضة والتسلية بولاية الجزائر فأن الشاطئ مسموح للسباحة ومياهه محللة بانتظام ويتواجد فيه حراس الشواطئ، وهذا بالنسبة للشاطئ المحاذي لحديقة الألعاب التي تتواجد فيها العجلة العملاقة، وبالنسبة للشاطئ المحاذي لمحطة تحلية المياه فهو غير مسموح للسباحة.

تراجع المساحات الخضراء وغياب أشجار الظل

من النقاط السوداء التي وقفنا عليها في متنزه الصابلات، هو التراجع الكبير للمساحات الخضراء، أين كان العشب الطبيعي يغطي مساحات شاسعة كانت مقصد العائلات، غير أن الأمر تغير ولم يعد أثر للعشب الطبيعي وتحولت المساحات الخضراء إلى أراض قاحلة وساحات ترابية، تفترشها الأسر التي تقصد المكان، وما وقفنا عليه أيضا اعتماد القائمين على المشروع على غرس أشجار النخيل مهملين غرس الأشجار المخصصة للظل، وهذا ما يجعل أغلب الزوار يتجنبون زيارة المكان في الصباح وحتى بعد الظهر، ويفضل الغالبية التوافد على المتنزه بداية من الخامسة والسادسة مساءا تجنبا للأشعة الشمس، ومن العائلات من لا تزور المكان إلا في الليل، وطالب الكثير من المواطنين الذين تحدثنا إليهم بضرورة إعادة غرس العشب الطبيعي والاعتناء به وغرس الأشجار في كل مكان وتحويل المكان لشبه غابة على البحر ليتمكن السياح من التوافد صباحا ومساء على غرار حديقة الحامة بالعاصمة أين تقصدها العائلات في الصيف طيلة سعات اليوم..

مساحات شاسعة في حاجة إلى استغلال

ما يجذب المصطافين والسياح أكثر لمتنزه الصابلات هي المساحات الشاسعة التي يتميز بها المكان، على مدى عدة كيلومترات بجانب البحر، لكن يبقى الجانب الأكبر من هذه المساحات عبارة عن أراض ترابية وحجرية دون استغلال، وبحسب ما استقيناه من الزوار يمكن إنشاء فضاءات ألعاب ومسابح ومطاعم ومساحات خضراء وغابات في هذه المساحات تجعل من متنزه الصابلات أكثر جاذبية للسياح ويمكن زيارته في الصباح والمساء على حد سواء، وهناك مساحات شاسعة من المتنزه لا يمكن للعائلات بلوغها بسبب بعدها، في حين يرتكز أغلب الزوار في المساحة الوسطى أين تتواجد فضاءات اللعب وبعض المطاعم، والشاطئ الرملي، وما يتمناه زوار متنزه الصابلات هو تحول هذا المكان الجميل الإستراتيجي إلى قرية سياحية تحتوي على العديد من المرافق السياحية على غرار مطاعم عائمة ومسابح وفضاءات كبرى للعب وممارسة الرياضة ومدن ألعاب متطورة ومساحات خضراء للراحة والاستجمام ومسارح على الهواء للأنشطة الثقافية والفنية وغيرها من المرافق التي ستجعل من متنزه الصابلات متنفسا حقيقيا لزوار العاصمة.

قارورة مياه بـ 70 دج و”ساندويشات” على قارعة الطريق

ومن النقائص التي يعاني منها متنزه الصابلات هو نقص المطاعم العائلية، ما فتح المجال واسعا للشباب لبيع مختلف أنواع الوجبات السريعة “ساندويشات” و”بوراك” و” محاجب” على الأرصفة وقارعة الطريق ما يعطي صورة سلبية للمتنزه، وما زاد الطين بلة هو الأسعار المبالغ فيها للوجبات في المطاعم القليلة بالمتنزه أين يتجاوز سعر “الساندويش” 400 دج و” البيتزا” 800 دج وهو ما يجعل أغلب العائلات التي تقصد المكان تجلب طعامها معها وتفترش الأرض لتتناول وجبة العشاء جماعة، وما أثار استغرابنا أكثر هو الأسعار الخيالية لبعض المشروبات والحلويات في الأكشاك الموجودة في المكان حيث اشترينا قارورة ماء بـ 70 دج وعندما طلبنا من البائع تفسيرا لذلك، رد علينا بعذر أقبح من ذنب، حيث قال: “القارورة من هنا وهناك تباع بسعر 100 دج”.. وهذا ما يجعل القائمين على المكان مدعوين إلى تكثيف الرقابة على الأسعار ونوعية الخدمات..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!