مشروع ضخم سيسمح بتعزيز مكانة الجزائر الطاقوية مع أوروبا

تستعد الجزائر في غضون الأيام القليلة المقبلة، ابرام عقود استثمارية كبيرة وهامة مع دول شمال حوض البحر المتوسط، لانجاز مشروع الربط الكهربائي، حيث من المتوقع أن تكون شركة “ايرنا” الايطالية الطرف الثاني الموقع على وثيقة المشروع إلى جانب “سونالغاز” الجزائرية.
وفي تصريح لوزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، أمس الاحد، خلال زيارته الى مقر مجمع سونالغاز في الجزائر العاصمة، كشف عن استعدادات تقوم بها ا”سونالغاز” لمباشرة هذا المشروع في القريب العاجل.
وتتوفر لدى الجزائر قدرات انتاجية كبيرة من الكهرباء تقترب من 26 ألف ميغاواط، بالنظر الى الاستثمارات الكبيرة التي باشرتها، الشركة الوطنية للكهرباء والغاز “سونالغاز” خلال السنوات القليلة الماضية، وفق تصريح الوزير عرقاب، أمس الأحد، وهو ما جعل البلاد في أريحية كبيرة بخصوص توفير الكهرباء للمواطنين.
وفي ظل المعطيات المتوفرة وتحقيق فائض انتاجي يصل إلى حدود 06 آلاف ميغاواط، تسعى الجزائر إلى تصدير هذه الكمية إلى اوربا التي تعيش بعض دولها عجزا في توفير الطاقة، خاصة بعد اندلاع الحرب الروسية الاوكرانية، والتي أدّت حتما الى انخفاض الصادرات الروسية من الغاز نحو اوربا، بسبب عقوبات الأخيرة على موسكو.
وفي حيثيات هذا المشروع الذي لم تتضح معالمه كاملة بعد، من المنتظر ان تتم عملية الربط بين الجزائر وايطاليا عبر جزيرة سردينيا، ومن ثم إلى جمهورية النمسا وألمانيا صاحبة أكبر اقتصاد في اوربا واكثرها حاجة للطاقة الكهربائية، حيث من المتوقع ان تصل القدرات التصديرية من الجزائر نحو ايطاليا إلى مستوى 2000 ميغاواط، ما يسمح بتحقيق عائدات مالية كبيرة، تظاف الى تلك المحققة من صادرات النفط والغاز.
وفي بيان صادر عن وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية، عقب اجتماع عقده مدير “سونالغاز” مراد عجال، بوزير التحول البيئي الايطالي روبيرتو سينغولاني، شهر ماي 2022، أعرب الأخير عن اهتمام بلده بهذا المشروع، مع اقتراحه باشراك المفوضية الأوربي في عملية التمويل، وذلك من خلال البنوك الأوربية.