هذه شروط تنظيم التظاهرات العلمية الدولية عبر الجامعات

أقرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إجراءات جديدة، من أجل تنظيم التظاهرات العلمية الدولية عبر المؤسسات الجامعية والبحثية، حيث اشترطت أن يكون موضوع التظاهرة ذا اهتمام دولي مع احترام القيم المجتمعية والثوابت الوطنية.
وحسب المراسلة المحررة من قبل الأمين العام لوزارة التعليم العالي، تحوز “الشروق” نسخة منها، ينبغي على الجامعات المعنية بتنظيم ملتقيات دولية احترام عدة شروط لقبولها من قبل الوصاية وتمريرها عبر الهيئات العلمية المختصة، ومن بينها أن يكون موضوع التظاهرة العلمية تخصّصيا وغير عام يشمل محاورا ذات اهتمام دولي وتدخل ضمن المواضيع والمحاور ذات الأولوية الوطنية، مع مراعاة احترام القيم المجتمعية والثوابت الوطنية، وأن تندرج إشكالية التظاهرة العلمية ضمن مسار بحثي للمخبر أو للقسم أو للمعهد أو الكلية أو مركز البحث.
واشترطت الوزارة للموافقة على التظاهرة العلمية تشكيل لجنة علمية مكونة من أساتذة باحثين من مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي المرموقة من ثلاثة بلدان على الأقل، وتنتمي إلى قارتين على الأقل، أو بلدين في إطار اتحاد حول مشاريع ثنائية، حيث ينبغي أن يكون أعضاء اللجنة العلمية من المصف العالي، مع الحصول على موافقة مسبقة من الأعضاء، وأن تكون نسبة المكوّن البشري الدولي المندمج في اللجنة 20% على الأقل، وأن يكون رئيس اللجنة العلمية برتبة أستاذ التعليم العالي، وذا صيت دولي، وأن ينتمي رئيس لجنة تنظيم التظاهرة إلى المؤسسة المنظمة حيث تقام التظاهرة العلمية، وأن يكون عدد المشاركين الدوليين يناهز 10% من جميع المتدخلين شفهيا، فضلا عن مشاركة شخصية علمية أجنبية ذات صيت علمي دولي في المحاضرات الافتتاحية.

إشراك الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين
ويبرز، من خلال الشروط المدرجة، توجّه الوزارة نحو الربط بين الجامعة ومحيطها الاقتصادي والاجتماعي، وهذا من خلال التأكيد على ضرورة أن تعقد التظاهرات العلمية الدولية بإشراك مختلف الفاعلين من القطاعين الاجتماعي الاقتصادي، أو الجمعيات العلمية، الوطنية أو الدولية القادرة على إثراء الحدث، وضمان التأثير الاجتماعي والاقتصادي المطلوب، فضلا عن التركيز على أن تلعب المؤسسات الجامعية والبحثية الدور المنوط بها للحفاظ على التراث الجزائري الثقافي والتاريخي والترويج لصورة الجزائر دوليا ومحليا، وهو ما ركّزت عليه الوزارة من أجل تنظيم الملتقيات الدولية العلمية، حيث اشترطت تضمينها برنامجا ثقافيا أو سياحيا لترقية صورة الجزائر الثقافية والسياحية على المستوى الدولي ودمج ذلك في الموقع الرسمي للملتقى.

اعتماد اللغة الإنجليزية في منشورات التظاهرة
وفي إطار تعزيز مرئية الجامعات الجزائرية والبحوث العلمية، أكدت الوزارة على ضرورة اعتماد اللغة الإنجليزية حصرا في جميع منشورات التظاهرة مثل الموقع الرسمي للتظاهرة وغيره لضمان المرئية الدولية للحدث والمؤسسة المنظمة له، وتستثنى من ذلك التظاهرات الخاصة باللغات أو بعض ميادين العلوم الإنسانية التي يتوجب عليها إدراج اللغة الإنجليزية إضافة إلى اللغة موضوع التظاهرة، بالإضافة إلى وضع مقالات المداخلات في مطبوعات متخصّصة محررة أو مؤلف جماعي، مع التكفل بإنشاء موقع رسمي للملتقى، يتم الولوج إليه عبر الموقع الرسمي للمؤسسة المنظمة للملتقى، يشمل تعريفا بالملتقى وأهدافه ومحاوره والمحاضرين الافتتاحيين، إضافة إلى شروط وطرق المشاركة من دون إهمال وضع مساحة ترويجية للصورة الثقافية والسياحية للمنطقة حيث تنظم التظاهرة وللجزائر.

الخطوات الواجب إتباعها في عقد النشاطات العلمية الدولية
وكشفت ذات المراسلة عن الإجراءات والخطوات الواجب إتباعها في تنظيم التظاهرات العلمية الدولية، حيث تتكفل المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي بتحديد الميادين ذات الأولوية وإعلانها للسنة المالية، فيما تودع بعدها مختلف الكيانات البحثية أو الأساتذة الباحثون الراغبون في تنظيم تظاهرات علمية طلباتهم على مستوى مجالس مخابر البحث والهيئات العلمية لمؤسساتهم الأصلية، من أجل المصادقة عليها وتحويلها إلى الوكالات الموضوعاتية للبحث ذات الاختصاص، حيث تتكفل هذه الأخيرة بالتحقّق من جدوى موضوع التظاهرة وعدم تناوله من قبل هيئات أخرى، وتولي عناية خاصة للموضوعات ذات الصلة بالميادين ذات الأولوية المعلن عنها من قبل المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي، والتي تستوفي الشروط ، فيما يمكن تجميع مقترحات التظاهرات ذات الموضوعات المتقاربة المتشابهة في تظاهرة واحدة جامعة، ويمكن إشراك الجمعيات المتخصّصة إن وجدت، وإسناد التظاهرة إلى مجلة علمية محكمة ومصنّفة في ذات المجال، إذا أمكن، لتبلّغ فيما بعد نتائج دراسة مقترحات التظاهرات العلمية إلى مديري مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي.

رزنامة خاصة لعملية تنظيم الملتقيات الدولية
وحدّدت الوزارة آجالا من أجل احترامها في عملية تنظيم التظاهرات العلمية الدولية، حيث اقترحت الفترة من 2 جانفي إلى 28 فيفري من كل سنة لتحديد المواضيع أو المحاور ذات الأولوية الوطنية من قبل المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي، على أن تتم عملية إيداع طلبات تنظيم التظاهرات العلمية على مستوى الأقسام أو الكيانات البحثية من أجل إبداء الرأي من قبل الهيئات العلمية والمصادقة على طلبات تنظيم التظاهرات العلمية الدولية من قبل الهيئة العلمية للمؤسسة وتحويلها إلى الوكالة الموضوعاتية ذات التخصّص في الفترة من 1 مارس إلى 30 جوان من كل سنة، على أن تدرس الطلبات من قبل الوكالات الموضوعاتية للبحث من 1 جويلية إلى 31 أكتوبر من كل سنة، وحدّد تاريخ 15 نوفمبر كأقصى أجل كل سنة لتبليغ وتحويل نتائج دراسة طلبات تنظيم التظاهرات العلمية الدولية من قبل الوكالات الموضوعاتية للمؤسسات الجامعية والبحثية.
أما بخصوص التمويل الخاص بالتظاهرة العلمية الدولية، فأشارت المراسلة إلى أن ذلك يتم ضمن الاعتمادات المالية المخصّصة لها ضمن ميزانية المؤسسة المنظمة لها، فيما يمكن إشراك الشركاء الاقتصاديين الوطنيين في تمويل احتياجات التظاهرة من دون التدخل في التقييم العلمي أو سير التظاهرة العلمية وفقا لعقد رعاية مصادق عليه من طرف الجهة الراعية ومدير المؤسسة.

تقديم المداخلات حضوريا وعن بعد
واقترحت الوزارة، أن تنظّم التظاهرة العلمية الدولية من قبل مؤسسة التعليم العالي أو البحث حضوريا، ويمكن إتاحة الفرصة لعدد معين من المشاركين، تقديم مداخلاتهم عن بعد باستعمال تقنية التحاضر عن بعد، بشرط تقديم نسخة عن المداخلة كاملة إلى المؤسسة المنظمة للتظاهرة، فيما تضمن مؤسسة التعليم العالي أو البحث، في حال تنظيمها تظاهرة علمية دولية، حضور طلبة الدكتوراه وطلبة الماستر قيد التخرج ذوي الصلة بموضوع التظاهرة وكذا الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين، مع ضمان تغطية إعلامية مناسبة لأشغال التظاهرة من دون إغفال الترويج للجانب الثقافي والسياحي للجزائر، فيما تجمع كل المواد الإعلامية المنتجة وترسلها إلى الوكالة الموضوعاتية.

احترام التظاهرة لثوابت وقيم الدولة الجزائرية
وشدّدت الوزارة على ضرورة أن تحرص المؤسسة الجامعية المنظمة، بالتنسيق مع اللجنة العلمية للتظاهرة، على التحقق من محتوى المداخلات فيما يخص مواءمتها لموضوع التظاهرة العلمية واحترامها لثوابت وقيم الدولة الجزائرية، مع إلزامية نشر المداخلات كاملة، باللغة المقدمة بها، في البوابة الرقمية للتظاهرات العلمية، وموقع المؤسسة، مع ملخص عن كل مداخلة باللغة الوطنية، والالتزام بتقديم تقرير كامل عن التظاهرة بعد انتهائها يشمل التقرير المالي، المشاركين والإحصائيات، مطبوعات وكذا نتائج وتوصيات اللجنة العلمية والكتاب الرقمي للملخصات إلى الوكالة الموضوعاتية بغية المتابعة والتقييم والتثمين.
وبخصوص إجراءات التأشيرة للمشاركين الأجانب، أشارات المراسلة إلى أن المديرية المكلفة بالتعاون الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ستتولّى مرافقة القائمين على تنظيم التظاهرة الدولية في الشق المتعلق بالتأشيرة لفائدة المشاركين الأجانب، فيما تتكفل المديرية المكلفة بالتعاون الدولي، في نهاية كل سنة، بتحويل جداول حصائل التظاهرات العلمية بغية إعداد الحصيلة السنوية للتظاهرات العلمية المنجزة.