-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مختصان يشرحان الظاهرة لـ"الشروق":

هذه هي أسباب تشكل الحفرة العملاقة بتيارت

لوز محمد أمين
  • 5407
  • 0
هذه هي أسباب تشكل الحفرة العملاقة بتيارت
ح.م

قدم مختصان قراءتهما لأسباب تشكل الحفرة العملاقة، والتي وظهرت فجأة ببلدية ملاكو في تيارت، وتقاطعت تفسيراتهما العلمية، في الدور الكبير للمياه الجوفية، في حدوث هذه الظاهرة الغريبة، التي كانت محل اهتمام وطني وعالمي.
عرض الأستاذ الجامعي بعلوم الجيولوجيا بجامعة ابن خلدون بولاية تيارت، عامر محمد، قراءتهلأسباب ظهور الحفرة العميقة التي أحدثت ضجة كبيرة، سواء محليا أو عالميا، حيث أرجع سبب الانهيار إلى ظاهرة تسمى بـ”السينك هول” أي الحفر الانهدامية، وهي ليست بالجديدة، حسبه،”بل يوجد العديد من الحوادث التي وقعت من قبل والتي تظهر بفعل تفاعل المياه مع الطبقات الكلسية سواء كانت جيرية أو جبسية، ومع مرور الوقت تتحلل هذه الصخور الكلسية ما يسبب تجاويف بطبقات الأرض”.
وقال محمد لـ”الشروق”، إن تلك التجاويف”تكبر شيئا فشيئا مع مرور الزمن، إذ مع تراجع منسوب المياه تُحدث ما يعرف بالانهدام لتظهر هذه الحفر العملاقة، وحجم كل حفرة مرتبط بالطبقات الكلسية المتحللة، وهو نفس الشيء الذي حدث بأحد حقول بلدية ملاكو بولاية تيارت منذ أيام”، ويضيف المتحدث “أنه بالدليل القاطع، تعرف بلدية ملاكو بأنها موطن الجبس، وخاصة بطبقاتها السفلية، وحتى الرواسب الكلسية”.
وأشار مُحدثنا أن البلدية المذكورة “معروف أنها تحتوي مخزونا هائلا من المياه، وهي مياه تقريبا سطحية وقريبة جدا من سطح الأرض، عكس بعض المناطق التي توجد بها مياه جوفية تحت الطبقات الأرضية، إذ ساهم العامل المناخي بعد ارتفاع درجات الحرارة في انخفاض منسوب المياه السطحية، ما أدى إلى ظهور هذه التجاويف وبالتالي ظهور الحفرة العملاقة، والتي لا تزال تشهد حالة الانهدام بعد زيارتي الأخيرة لها، يضيف ذات المتحدث”، معتبرا أن ذلك “يعكس التفسير الجيولوجي الصحيح المعروف بـظاهرة ـ سينك هول ـ، والتي تتخذ عدة أشكال حسب نوعية صخور وتضاريس المنطقة التي تقع بها”.
وأشار محدثنا أشار إلى أنه جرى مؤخرا بحث بخصوص هذه الظاهرة بمنطقة بوقادير، التي شهدت نفس الحالة، باختلاف بسيط هو أن حجم الحفرة كان أكبر من حفرة بلدية ملاكو.
من جانبه،استحضررئيس مكتب المياه السطحية بمديرية الموارد المائية لتيارت بن زغودة مصطفى، واقعة مشابهة لما حدث بملاكو،قبل نحو 4 سنوات،عند محاولتناحفر بئر إرتوازية بنفس البلدية، وقال لـ “الشروق”: “عند البدء بعمليات الحفر بمنطقة الدبداب، وقعت حادثة غريبة جدا، فقد تم العثور على آلة الحفر في حفرة بمكان تواجدها، أي أنها سقطت بتجويف وبحفرة لكن ليست بحجم الحفرة التي تشكلت مؤخرا”،والشيء “المدهش” على حد وصفه أنه”لدى معاينة الحفرة التي سقطت بها آلة كانت بعمق 8 أمتار وبقطر 6 أمتار، وبعد البحث في هذه الظاهرة، تم اكتشاف أن الماء هو السبب الرئيسي لظهور هذه الحفرة العميقة والكبيرة، لتبقى بذلك طبيعة الصخور السطحية هي من تتحكم وتساهم في تشكل مثل هذه الحفر، بالتفاعل مع المياه الجوفية التي تجري تحتها”.
وأضاف بن زغودة أن المناطق بولاية تيارت تقسم إلى منطقتين، “الأولى منطقة السرسو والثانية منطقة مينا، وبلدية ملاكو تقع بمنطقة مينا، والتي توجد بها مثل هذه الصخور السطحية الكلسية، والجبسية، والتي تعتبر السبب الرئيسي والعامل الأساسي في عمليات الانهدام”.
وكان شاهد عيان من سكان بلدية ملاكو، قد روى لـ”الشروق”،أن المنطقة شهدت حالة مماثلة في عقد السبعينيات، إذ ظهرت حفرة بنفس قطر وعمق الحفرة الحالية تقريبا، وهو ما يؤكد، حسبه،تواجد المياه الجوفية بقوة، إذ يُمكن سماع خرير المياه القريبة من السطح عند وضع أذنك على الأرض، كون بلدية ملاكو غنية بالمياه السطحية، ولا يمكن القول إن الحفرة تشكلت بفعل فاعل أو بسبب أمور أخرى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!