-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الإعلامية الجزائرية..

آمال عرّاب: المشاهد اليوم أكثر ذكاء من أن تقوم القنوات بتسطيح وعيه

الشروق أونلاين
  • 5910
  • 2
آمال عرّاب: المشاهد اليوم أكثر ذكاء من أن تقوم القنوات بتسطيح وعيه

تعود آمال عرّاب في هذا الحوار إلى مسافة الألف ميل لتقول أن الإعلام لم يكن يوما وظيفة بالنسبة لها، بل إنه عشق استحوذها منذ الصغر، تدرجها فيه واكب سنها، فمن برامج الأطفال بالإذاعة المحلية، قذفتها الصدفة إلى منبر الإذاعة الوطنية فالقنوات التلفزيونية العربية.

*كيف جاء دخولك إلى مجال الإعلام؟

كنت لا أفوت ساعة بعد المدرسة للذهاب إلى مبنى الإذاعة المحلية في مدينتنا للمشاركة في برامج الأطفال التوعوية والترفيهية.. بل إنني أسست مشروع الإذاعة المدرسية، وهذا المشروع الصغير قادني لتقديم برنامج في الإذاعة المحلية. مشوار الإذاعة رافقني إلى الجامعة وكبر للإعلام حبي وأصبحت أقدم جل البرامج المحلية الحوارية من إخبارية وثقافية وحتى ترفيهية.. لكنني للمفارقة توجهت إلى دراسة الحقوق في الجامعة بوهران تزامنا مع عملي الإذاعي. وبعد تخرجي مباشرة أرسلتني الإذاعة المحلية إلى العاصمة الجزائر لتلقي دورة في الصحافة الإلكترونية. وحين حضوري ندوة للإذاعة الرسمية في الجزائر فتح النقاش بين الصحفيين والمدير العام للإذاعات حينها وكان السيد عز الدين ميهوبي رفقة مديري المحطات الإذاعية، استلمت الميكروفون بجرأة فاجأت الكثيرين وبدأت في سرد مشاكل وانشغالات الصحفيين في الإذاعات المهمشة، مستخدمة اللغة الفصحى -التي قيل لي فيما بعد ان قوتها وجمالها أدهشهم- فالتفت جميع الحاضرين لمعرفة صاحبة هذا الصوت الجريء.. بعد اللقاء اقترب مني مدير الإذاعة الجزائرية الوطنية مبديا اعجابه بصوتي و لغتي وعرض الالتحاق بفريق قسم الأخبار بالإذاعة، وبعد تفكير حزمت حقائبي إلى العاصمة لمشوار احترافي جديد. 

*ما هي أهم المحطات الإعلامية التي مررت به؟

بعد الإذاعة الرسمية في الجزائر التي اضافت الكثير لآمال الصحفية والمراسلة والمذيعة، انتقلت للتلفزيون الجزائري.. لكن مفارقات القدر لم تدعني أيضا.. بينما كنت أطرق أبواب المدرسة العليا للقضاء، فاجأني زميل لي بعرضين، واحد في إيران وآخر في بلد خليجي.. استشرت مدير القناة الخامسة آنذاك ذكره الله بخير.. لأيهما سأذهب، فنصحنا بطهران باعتباري في بداية مشواري الصحفي وستكون هذه البلاد العجيبة فارقة في اكتتابي لمعلومات جديدة وحضارة مختلفة ولغة أجبرت على تعلم البعض منها.. وكان توجهي فعلا إلى هناك، ولا ريب أن كل الاختلاف الذي تصادمت معه لقّح نواة اخرى في شخصيتي وكأني ولدت من جديد.. فهناك صافحت الغربة لأول مرة وعرفت كيف يكون الاعلام سلاحا، وكيف يمكن حتى للأمور السلبية ان تكون درسا ابديا يفيدك في كل المراحل.. من طهران إلى الدوحة إلى الأردن إلى بيروت اختلفت وتعمقت تجاربي. فعملي في قنوات متخصصة او موجهة أكسبني عمقا في الملفات العربية..

*الثورة الإلكترونية أصبحت تهدد الإعلام الكلاسيكي، هل توافقين على هذا الطرح؟

الاعلام الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي لا ريب انها احتلت مساحة شاسعة من يومياتنا واهتماماتنا.. أصبحنا وأنا بشكل شخصي لا استغني عن متابعة الجديد من اخبار واحداث عبر خدمة العاجل على الهاتف وعبر المواقع والمدونات.. لكني اعتقد ان الاعلام الكلاسيكي ان كنت تقصدين التلفزيون والجرائد والإذاعات لايزال متربعا على العرش.. فالشاشة لازالت وحدها تجمع الأهل على برامجها.. بينما تكون الصفحة الشخصية للفرد غير قادرة على ذلك وحتى لو قام بمشاركة المواضيع.. كما ان معبودة الجماهير الكرة لازالت تستقطب معظم عاشقيها على تلك الشاشة، ويتابع المهتمون تحليلاتها مجتمعين على ما قالته الجرائد.. ولعل الجزائر تصدرت مؤخرا قائمة البلدان التي لايزال شعبها مقبلا على قراءة الجريدة مع فنجان القهوة، لكن هذا لا يمنع التحدي الذي تواجهه هذه الوسائل ما يجعلها مجبرة على التحديث ومواكبة العصر من حيث المواد المقدمة وطريقة الطرح.

*هل تؤمنين بأن البرامج الحوارية التي تقدمها الفضائيات العربية تعزز فرص الحوار بين الفرقاء، أم أنها لا تعدو أن تكون محض حشو لوقتها وإضاعة لوقت المشاهدين؟

أوافقك أن شاشات التلفزيون أصبحت ولودة لعدد هائل من البرامج الحوارية والتي تشبه كل شيء الا الحوار.. أصبحنا نرى نماذج مؤسفة لأصحاب رأي، بل ولمسؤولين يوضعون على طاولة للنقاش سرعان ما تتحول الى حلبة للمصارعة ورمي الأكواب ان لم يكن السلاح عدا عن الشتائم والألفاظ الخارجة.. وما هذا للأسف غير انعكاس للفعل الديمقراطي المشوه في بعض برلماناتنا العربية.. ولا يمكن برأيي تعليق اللوم على الاعلام وحده، فهو وإن كان مؤثرا يقوم بدور الكاشف لما هو موجود.. فحصار الفرقاء واقع فرضته سياساتهم ورؤاهم وممارساتهم وليس الإعلام . ومع ذلك فهو أداة يجب ان تمثل ضمير الشعب في نقل هذا الواقع بوسائل عالية من المهنية والأخلاق. 

*الفضائيات العربية على تعداد أنواعها ومشاربها متهمة بتسطيح الوعي العام، كيف تنظرين إلى هذه النقطة؟

بعد السنوات الخمس الماضية وما أثبته الشارع من قوة وحضور، لا اعتقد ان شعوبنا باتت مساحة خصبة او ساذجة لتمرير كل الرسائل وغرسها.. المشاهد اليوم اكثر وعيا وذكاء.. هو متيقن من التنافس الحامي للظفر به وبوعيه.. طلاق بائن أحدثته المتغيرات بين المشاهد العربي اليوم وبين السطحية والسذاجة، ومن هنا اصبح التحدي أكِبر امام من يسمي نفسه اعلاميا .. قبل ان يطرح السؤال وقبل ان يستضيف شخص وحتى قبل ان يكون اعلاميا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • kada benkada

    un journaliste qui ment,petite journaliste a la radio locale de bechar ,elle a eu honte de le dire a la radio nationale du qoran ,et puis mettant le voile elle atteri a teheran,et puis n'ayant pas pu integre aljaziraa elle atterit a londres et se fait recruter a el ghad al arabi apres avoir epouser un egyptien

  • الاسم

    اكثر اليوم من تهبيط وليس تسطيح لان الاعلا م الرياضي هو من كشف مفسه بنفسه و افقد الموضوعية من محتواها فكيف اذن للمواطن ان يثق في من يطبلون لاشخاص