-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جاءت إلى لبنان جائعة وصنعت مجدها بيديها

آنا فرناندو.. من خادمة إلى مديرة أعمال فعارضة أزياء!

جواهر الشروق
  • 4496
  • 2
آنا فرناندو.. من خادمة إلى مديرة أعمال فعارضة أزياء!
ح.م

هي الحياة من علّمتها كيف يقلب الزمان لعبته.. كيف تتحوّل عاملة التنظيف وغسل الصحون وتلميع الزجاج إلى سيّدة أعمال..

عندما وطأت “آنا فرناندو” المواطنة السريلنكية أرض لبنان للمرّة الأولى منذ عشرين سنة من اليوم، لم تكن تفكّر في شيء سوى الهروب من المجاعة.. سماع صوت أولادها عبر الهاتف كان يكفيها.. أرحم لها من سماع كركرة بطونهم من شدّة الجوع.. برم الدولاب فجأة.. بعد معاناةٍ مع حيطان المنزل الأربعة التي ملّت من عينيها الحالمتين اللتين تعكسهما مرايا شبابيك الزجاج والبلاط الملمّع.

كانت دائماً تتذكّر أن خارج الحيطان عالماً ينتظرها.. كوّنت محيطها الاجتماعي.. مارست هوايتها في مجال الطبخ فأتقنته وتحوّلت إلى خبيرة في مجال التموين.. اليوم أصبحت العاملة الفقيرة مديرة أعمال.. افتتحت عملها الخاص وانطلقت من لبنان.. أولادها كبروا وتعلّموا.. لم تعد بطونهم تعزف لحن الحزن.. ابنها تطوّع في الجيش السريلنكي بعدما أنهى دراسته.. وابنتها خرّيجة جامعيّة.. أما هي فتصرّ على البقاء في لبنان، لن تغادره قبل أن تكتب الصفحة الأخيرة في مسيرتها المهنية. 

هي التي باتت اليوم ملجأً لأبناء بلدها في لبنان ومتابعةً لشؤونهم وحاجاتهم.. صارت جسر تلاق بين المنظمات والجمعيات غير الحكومية وكلّ من احتاج يد العون من أبناء موطنها.. والأهم أنها في عمر الأربعين لا تزال تحبّ الحياة.

فاجأت الجميع وصارت عارضة أزياء.. وفي نشاطٍ سبّاقٍ تنظّمه جمعية “إنسان” الناشطة في لبنان في إطار دعم حقوق اللاجئين والأجانب سنويّاً، اعتلت آنا ومواطناتها مسرح الشهرة منذ 3 أسابيع.. صاروا نجمات، لأن الأنوثة لا تفرّق بين لونٍ وعرقٍ وثقافةٍ ولغة. يداً بيد إلى جانب عارضاتٍ فرنسيّاتٍ ولبنانيّات، نبض المسرح بالمساواة.. وصفّق الجمهور لعذوبة القصّة، قبل تصفيقه لحلاوة العرض.

الأنوثة ليست حكراً على لون بشرة

لم تصارع فرناندو صعوبات الحياة وحدها، رافقها في المسيرة أكثر من قارب نجاة، أوّلهم كانت جمعيّة “إنسان” التي تحرص على ابتكار أفكارٍ خلّاقة تعزّز منطق المساواة والنضال في سبيل حقوق الإنسان.

آخر المبادرات كان عرض أزياء حافل، إحدى عشرة من نجماته عاملات أجنبيّات.. مديرة العلاقات العامّة في الجمعيّة السيدة رندة الديراني تقول: “كان علينا أن نبرز المرأة الأجنبيّة العاملة في صورة مختلفة عن الصورة النمطيّة التي تفيد بأنها تعمل في بيت وليس لديها ما تفعله سوى الواجبات المنزليّة. وأحببنا أن نضعها في إطار ما تحبّ المرأة فعله ألا وهو إطار الجمال والابتكار.. من هنا أتت فكرة عرض أزياء.. أي امرأة تشعر بأنوثتها وجمالها ولديها أحلام وطموحات متشابهة على اختلاف مستواها الاجتماعي والثقافي”.

لعلّ فترة العشرين سنة التي أمضتها آنا في لبنان كانت كفيلةً بتحقيق أحلامها البعيدة المنال. من الصعب أن تصدّق أن مواطنة سريلنكيّة استطاعت أن تخترق النظرة العامّة إلى العاملات الأجنبيات في لبنان والتي تصوّرهن من منظور الشفقة. حين نتكلّم عن “آنا” لا بد لنا أن نصفّق بحرارة، فهي التي ستعود يوماً إلى موطنها الأصلي، لتلوّح لأولادها بيديها بعد فراقٍ طالت فصوله، وتقول لهم: “أنا هي التي غادرت أرضها جائعة وعلى وجهها دمعة حزن، أعود اليوم إليها وعلى وجنتي دمعة فرح”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • djamila

    يا سي الرشيد دابا واش من مرقة حرقتلك شواربك القذف في الوليات كي ساهل عندكم اذا كان المكوث بالبيت هو معيار الشرف عندك فياما من ماكثات حاشا الي ماتستاهلش كن عارا و كن بطلات لقصص تندي لها الاجبان عس قدام بابك فربما انت اضحوكة في الحومة و عملي فيها راجل يا معلممممممممممممممممم

  • rachid

    أولادها كبروا و و ابنها تطوع في الجيش ثم فاجأت الجميع و أصبحت عارضة أزياء هههههه في الحقيقة هي أضرت بسمعة إبنها و سمعة بنتاها و أسرتها فإذا كان النجاح هو التحول إلى عارضة أزياء في هذا العمر فهذه قمة الوقاحة.