الجزائر
البعض اعتبر تعليمة عيسى متأخرة جدا

أئمة يحمّلون الحكومة مسؤولية ركوب “الحراقة” قوارب الموت!

زهيرة مجراب
  • 2212
  • 9
ح.م

تفاوتت استجابة الأئمة، الجمعة، لتوجيهات وزير الشؤون الدينية بعد دعوته لهم بتخصيص فقرات من خطبة الجمعة للحديث عن ظاهرة “الحرقة”، ففي الوقت الذي تقيدت فيه بعض المساجد بالتعليمة، وجد آخرون في دعوة عيسى أنها جاءت متأخرة جدا وقد سبق لهم الحديث عنها وتخصيص خطب كاملة ودروس لوعظ الشباب وتحذيرهم من خطورتها.

انقسم أئمة المساجد حول الخطبة التي دعت إليها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، حيث حمل بعض الأئمة السلطة مسؤولية مغامرة جحافل من الشباب بأنفسهم واتخاذ البحر وسيلة للهجرة غير الشرعية، وتساءل أحد الأئمة عن الضجة المثارة حول “الحراقة” في الوقت الذي يسافر فيه إطارات الدولة وشخصياتها مباشرة بعد إحالتهم على التقاعد لفرنسا، واعتبر الأئمة “الحقرة” في توزيع مناصب العمل، البيروقراطية الإدارية و”المعريفة” التي ترهن مستقبل شباب حاملين لشهادات عليا وتجعلهم على رصيف البطالة ينتظرون بينما يفوز بالمناصب أبناء المسؤولين، سببا رئيسيا في مغادرة الوطن بطرق غير شرعية وطالب الأئمة بتوفير مناصب شغل والإمكانيات الضرورية للمواطنين ووحدهم الشباب سيبقون في أوطانهم دون خطب.

وهو نفس الاتجاه الذي انتهجه الغالبية، ففي بابا حسن طالب الأئمة الدولة بالقيام بدورها ومساعدة الشباب بتوفير جميع الإمكانيات لهم، وكذا على المجتمع رفع معنويات البطالين وتفادي تهميشهم حتى لا يتأثروا نفسيا، وتفادى غالبية الأئمة الخوض في الحديث عن عدم جواز الهجرة غير الشرعية، ذاكرين وجود نوعين من القتل المباشر والسببي، فالأول هو بحمل سلاح، أما السببي فهناك عوامل ودوافع تؤدي إليه فالحرقة سببها البطالة والمشاكل الاجتماعية.

في حين، ارتأى بعض الأئمة تخصيص الخطبة للحديث في مواضيع أخرى كالزوجة الصالحة، الموت، أهمية الوقت.. ضاربين بذلك توجيهات الوزارة عرض الحائط، خصوصا أنها بحسبهم قد جاءت متأخرة جدا وقد سبق لهم الحديث عن الهجرة غير الشرعية عدة مرات وتناولها من جوانب شتى، فزوارق الموت تحصد أرواح الشباب والعائلات الجزائرية منذ فترة والوزارة التزمت الصمت ولم تتحرك إلا بعدما أثارت وسائل الإعلام ضجة حول الموضوع، فالأئمة حسبهم كانوا من المبادرين تلقائيا للحديث عنها ونصح المصلين بالآيات والأحاديث النبوية ويحرصون على معالجة مختلف الآفات الاجتماعية والحديث عنها في كل مرة.

وفي السياق، أوضح عضو لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية وإمام مسجد الفتح بالشراقة، الشيخ محمد الأمين ناصري، تطرقهم للموضوع في خطب عديدة لكنهم عادوا للحديث عنها هذه الجمعة امتثالا لتعليمات وتوجيهات الوزارة، وللوصول لنتائج حول الظاهرة يرى المتحدث أن الأسباب ليست اقتصادية بل هي ثقافة مرضية استشرت في المجتمع مثلها مثل باقي المفاسد والآفات كالمخدرات، الطلاق، الخمر وكل هذا مرده لتخلي المجتمع عن النصح، فالمولى عز وجل قال في كتابه الحكيم بعد بسم الله الرحمان الرحيم: “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر”.

ويضيف الشيخ، أن الشباب الآن تائه لا يجد من ينصحه ويتحاور معه وإذا لجأ فيستعين بمن هم في مثل سنه وقليل منهم من ينصحه، بل يدفعونهم لشرب الحبوب المهلوسة، ويرى الشيخ ناصري أنه في غياب التواصل بين أفراد الشعب والحكومة، بات من الضروري القيام بحوار موسع للخروج من هذا المأزق.

مقالات ذات صلة