-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أبناء الحركى يعودون هذا الأسبوع

حسين لقرع
  • 1100
  • 1
أبناء الحركى يعودون هذا الأسبوع

ما إن انفجرت قنبلة إمكانية ترشح أبناء “الحركى” لانتخابات الرئاسة، حتى سارع بعضُ الناس إلى التذكير بأن هذه الفئة لا تزر وازرة آبائها ولا تتحمّل أخطاءهم، واستدلوا على ذلك بتقديم الصحابي عكرمة ابن أبي جهل لقيادة بعض جيوش الفتح الإسلامي مع عداوة أبيه الشديدة للإسلام فضلاً عن عدم تحميل أبناء المنافقين جريرة آبائهم.

والواقع أن هذا الأمر صحيحٌ، كل شاة تُعلّق من عرقوبها وكل شخص يتحمّل مسؤولية أخطائه وحده، ولكن ما نعرفه أن عكرمة قاد فصيلاً من جيوش الفتح تحت لواء القائد العام خالد بن الوليد، ولم يكن هو القائدَ العام، كما لم يرشِّحه أحدٌ لخلافة المسلمين، ولم يُرشَََّح أحدٌ من أبناء المنافقين للخلافة، فهل كان كل ذلك صدفة؟

والجزائر لم تأخذ أبداً أبناء خونة الثورة بجرائم آبائهم، وسمحت لهم بالعودة إلى بلدهم والتمتع بحقوقهم كمواطنين، ولكنها في نفس الوقت لم تسمح لهم بتبوّإ أعلى المسؤوليات والترشح لرئاسة الجمهورية، لما قد يُحدِثه ذلك من فتنة في صفوف المجاهدين وأبنائهم وأبناء الشهداء وباقي المواطنين الشرفاء الذين لن يرتضوا أن يحكمهم ابن “حركي”؛ فالبلاد لم تخلُ من الوطنيين حتى يحكمها ابنُ خائن قد يكون ولاؤه لفرنسا أكثر من ولائه للجزائر.

وانطلاقاً من ذلك، فإن اقتراح إسقاط شرط عدم معاداة والديْ المترشح للرئاسة للثورة التحريرية في التعديل الدستوري الجديد يثير الريبة والشكوك: فما الذي تغيّر الآن حتى يُسمح لأبناء خونة الثورة بالترشّح للرئاسة؟ وما الهدف من ذلك؟

كان الجميع يعتقد أن دسترة المصالحة تهدف إلى طيّ صفحة العشرية الحمراء نهائياً، ولم يكن أحدٌ يعتقد أن السلطة قد اتخذت المصالحة غطاءً فضفاضاً يشمل أبناء “الحركى” أيضاً من خلال السماح لهم بالترشح لمنصب رئيس جمهورية، وآلاف المجاهدين لا يزالون على قيد الحياة.

ما الذي نتوقعه من ابن خائن للثورة غير إصدار قرار يسمح لعشرات الآلاف من “الحركى” الأحياء بالعودة إلى الجزائر وقضاء باقي أيامهم فيها، وإقرار قانون للمصالحة مع “الحركى” وإعادة الاعتبار لهم، وربما إصدار قانون آخر يُرغم الشعب على المصالحة مع الأقدام السوداء ويهود الجزائر ويسمح لهم بالعودة أو تعويضهم عن أملاكهم المزعومة؟

يبدو أن الفرنكفونيين المتغلغلين في دواليب الحكم لم يكتفوا بخدمة المصالح الفرنسية في الجزائر إلى درجة أن مكَّنوا اللغة الفرنسية من تحقيق مكاسب مذهلة في 50 سنة من الاستقلال لم تحققها لها فرنسا نفسها طيلة 132 سنة من الاحتلال، بل ويريدون أيضاً إيصال ابن خائن للثورة إلى رئاسة البلد تحت غطاء ترقية “المصالحة الوطنية”؟

الشعب صوّت مرتين للوئام والمصالحة قصد حقن الدماء وإخراج البلد من دوامة العشرية الحمراء وليس لتحقيق “المصالحة” مع الحركى وترشيح أبنائهم لرئاسة البلد وإدراج ذلك ضمن “ثوابت” دستور البلد.

العهدة الرابعة دُشنت بتعيين بن غبريط رمعون وزيرة للتربية، على معاداتها للعربية، والسماح لأبناء “الحركى” بالترشح لرئاسة الجمهورية، وغداً قد يُصدم الشعبُ بقرار آخر.. ولو كان الطاهر وطار رحمه الله حيا وشاهد هذه الموبقات السياسية لاعتذر عن نصّه المسرحي الشهير “الشهداء يعودون هذا الأسبوع”، وكتب بدله نصا آخر بعنوان “أبناء الحركى يعودون هذا الأسبوع”، فهو عهدُ الحركى وأبنائهم وليس عهد الشهداء وأبنائهم، ولعل القادمَ أعظم. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • طبيب الأطباء :ماحكم الجزائر إلا ابناء الحركى

    حتى هذا الوقت فهمت أنت أن ابناء الحرمى سيعودون لا؟
    بل ابناء الحركى هم موجودون ويحكمون في الجزائر هذه الأيام بعد ءابائهم ــ
    اليس منذ خروج المستعمر ونظام فاش فرنسي مائة بالمائة يحكم في الشعب الذي قيل له نلت استقلالك لكن خدعوه فساد على فساد وعنصرية وتحكيم قوانين فرنسية القانون المدني وقانون العقوبات وكل القوانين هي فرنسية مائة بالمائة لاتقل ماخوذة من المذهب المالكي او الهف المتواصل لاالمالك ولا الهالكي
    عار عليكم لم فهمتم متاخرين