الجزائر
يبلغ من العمر 90 عاما

أبناء شقيق المجاهدة جميلة بوباشا يطردونه من بيته!

راضية مرباح
  • 2188
  • 4
أرشيف

فرضت الظروف القاهرة التي يعيشها عمي جمال الدين بوباشا، مجاهد معطوب وأخ المجاهدة جميلة بوباشا بعد ما وجد نفسه وفي سن الـ90 وهو العمر الذي يتصف صاحبه بالضعف والعجز وينعت بأنه أسير الله في الأرض، متشردا بالشارع، تائها، مجروحا، بعد ما تخلى عنه أبناؤه ورموه بالشارع بقرار الطرد من منزله الذي أواهم طيلة حياته، وهو من وضع فيهم كامل ثقته، علّه يجد فيهم برا يستند إليه في ضعفه، بمنح أحدهم منزلا هبة والآخر وكالة شفهية للتصرف في أملاكه قبل فسخها، لكن هيهات..

قصة عقوق الوالدين مع عمي جمال الدين بوباشا التي تبكي الحجر وتدمي القلب، أبطالها أبناؤه، يقول المعني الذي زار “الشروق” رفقة أحد أبنائه وهو مصطفى الذي يعيش بديار الغربة والذي وجد نفسه يطرق أبواب العدالة منذ 11 شهرا بعيدا عن عائلته، وهو يخطو خطوات متثاقلة، مرتكزا على عكازه من جهة وابنه من الجهة الأخرى والدموع تنهمر كلما تذكر أذية أبنائه له ـ يقول – انه ورث عن والده عدة ممتلكات من بينها فيلا تابعة لـ”للكولون” وقطع أرضية وشقق بوسط بلدية دالي إبراهيم منذ زمن بعيد، ولأن الآباء معروف علنهم حب الابن الأكبر والأصغر، فمنح للأخير الفيلا هبة له، أما الأول فأعطاه وكالة شفوية لتسيير أملاكه، لكنه استغل ثقة والده وقام بإبرام وكالة خاصة وباع القطعة الأرضية دون موافقة الأب بتواطؤ مع الموثق بموجب عقد بيع محرر 10/5/1097، ليفسخ الأب الوكالة فور لمسه مكر ابنه – يضيف الشيخ الذي لم يستطع تمالك نفسه والدموع تنهمر من جديد كلما عادت به الذاكرة إلى الوراء قائلا: “رحمني المستعمر ولم يرحمن أولادي!”، تذكر عندما أخذ للتعذيب في إحدى الغرف، وقتها أحضر له عسكر المستعمر أخته المجاهدة جميلة بوباشا حتى يتم إنطاقه بالحديث إليها وهم من وضعوا له سماعات لفضح خطة الثوار، حيث أخبره احد الملازمين العسكريين العامل لدى “الكولون” مسبقا أن الغرفة مراقبة وعليه أن لا يتحدث إليها رأفة به حتى لا يتعرض لأشد التعذيب.

ويوضح ابنه مصطفى من جهة أخرى، انه وبتاريخ ماي 2017، قدم المحضر القضائي مرفقا بالشرطة لتنفيذ قرار الطرد في حق الأب والأم التي كانت على قيد الحياة وقتها، حيث لم يشفع مرضها بالزهايمر وهي التي كانت تتغذى من فضلاتها ولم تتوقف إجراءات الطرد إلا بعد تدخل أحد “الأشخاص” لتأجيل القرار، وقتها توفيت الأم بعد 7 أشهر، وبتاريخ 14/11/2019 طبق قرار الطرد والإخلاء في حق الوالد رفقة مصطفى الذي كان يعتني به، ليجد الأب نفسه متشردا بالشارع وبين بيوت أصحاب القلوب الرحيمة، موجها نداء إلى وزير العدل التدخل بصفة استعجالية، للنظر في القضية التي يحوم حولها الكثير من الشكوك بفتح تحقيق فيها بعد ما تنازل ابنه لهبة الفيلا لوالده في 2015 ليعود نفس الابن تقديم الهبة لأخيه الأكبر وهو ما يطرح أكثر من تساؤل في القضية ككل.

مقالات ذات صلة