رياضة

أبوريدة حفظ درس الجزائر

ياسين معلومي
  • 17337
  • 1

انتهت كأس إفريقيا للأمم التي لعبت بالغابون، بتتويج منافس الجزائر في تصفيات كأس العالم المنتخب الكاميروني بالتاج الإفريقي، وأظهر للجميع أنه يستحق الفوز بالكأس، رغم غياب سبعة لاعبين فضلوا البقاء في أنديتهم، على التنقل إلى أدغال إفريقيا، لكنهم ندموا في آخر المطاف على عدم التضحية من أجل منتخبهم الذي استقبل في ياوندي بطريقة تشبه وبكثير عودة التشكيلة الوطنية من أم درمان بتأهل تاريخي لكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا.

الحديث عن النهائي الإفريقي، يجرنا حتما إلى الحديث عن المنتخب المصري الشقيق، الذي وصل إلى المباراة النهائية، رغم أن المختصين والمتتبعين لم يرشحوه لبلوغ هذا الدور لأمور عدة، أهمها غيابه عن المنافسة القارية لثلاث دورات متتالية، والمشاكل الداخلية التي عاشتها مصر في السنوات الأخيرة، لكنه حفظ جيدا درس الإقصاء من كأس العالم بأم درمان، وعرف كيف يعود إلى القمة بجيل من اللاعبين أغلبهم ينشطون في البطولة المحلية، وهو يسير بخطى ثابتة للتأهل لكأس العالم القادمة بروسيا، حيث يحتل مقدمة ترتيب فوجه بفوزين، والكل عازم على تحقيق حلم التسعين مليون مصري والمشاركة في كأس العالم القادمة بعد غياب دام أكثر من 28 سنة.

عودة الكرة المصرية إلى الواجهة بطلها “المهندس” هاني أبوريدة، الصديق الحميم لمحمد روراوة، الذي تمكن في ظرف قصير من إعادة الكرة المصرية إلى الواجهة، ويكون قد حفظ الدرس الجزائري مع النجاحات جيدا، كيف لا وهو الذي كان جنبا إلى جنب مع الرئيس روراوة في كل المنافسات القارية والدولية، وتأكد من أن التجربة الجزائرية جديرة باتباعها، وهاهو يحصد ثمرات ذلك بوصول منتخبه والزمالك إلى النهائي الإفريقي، وإعادة الكرة المصرية إلى سابق عهدها، غير أن الأمور مختلفة هذه الأيام في كرتنا التي عادت إلى نقطة الصفر، حيث أصبحنا نقصى شر إقصاء من المنافسة القارية، ونحتاج إلى معجزة للتأهل لكأس العالم.

خيبة الأمل والتراجع المذهل الذي أصاب كرتنا، جراء حسابات ضيقة وجهوية، كنت أتمنى أن تعالج بطريقة حضارية، وجلوس الجميع إلى طاولة واحدة، لتشخيص الداء وإيجاد الدواء المناسب، في أقرب وقت ممكن لإعادة السكة إلى طريقها الصحيح، بقاء الرئيس روراوة، أو مغادرته لا يغير في الأمر شيئا، ما لم تكن هناك نية لإصلاح الأمور، فبعدما كنا مثالا يقتدى به في كل أرجاء العالم، عدنا إلى سابق عهدنا، نتخبط في مشاكل لن تحل ما لم تتضافر جهود الجميع، وبكل روح رياضية بعيدا عن العصبية والمحسوبية.

غيرتي على وطني الجزائر، تجعلني أطلب من المشرفين على الرياضة والكرة في الجزائر أن يجدوا حلا سريعا لمشاكلنا وإسكات المتطفلين الذين لا يهمهم سوى المال حتى على حساب الجزائر.

مقالات ذات صلة