-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حسناء الشاشة السورية جيني اسبر لمجلة الشروق العربي

أثق في نفسي ولا تهزني الشائعات والسوشيال ميديا

طارق معوش
  • 4155
  • 0
أثق في نفسي ولا تهزني الشائعات والسوشيال ميديا
تصوير : مسعد الرفاعي

بدأت مشوارها خارج سوريا، وتحديداً في أوكرانيا، حيث انُتخبت ملكة جمال المغتربين. انتقلت بعدها مع عائلتها إلى سوريا حيث عملت “موديل” في عروض الأزياء والإعلانات التجارية. لم تكن تعلم حينها أنّها ستصبح محط أنظار الجميع، خاصةً أنّ دراستها بعيدة عن المجال الفني. ورغم هذا شكلت حالة جديدة في الأعمال الدرامية السورية، حيث تعتبر الفتاة الرئيسية لكل دور يتطلب فنانة موهوبة وجميلة، تحمل وتتقن مفردات التميز والتألق الدائم، أثبتت مكانتها على الساحة الفنية السورية بجدارة لتصبح نجمة الدراما العربية، الفنانة الشابة جيني إسبر، المعروفة في الوسط الفني بملامحها الأوروبية، في حوار خاص مع «الشروق العربي »، تصرح بأن حياتها الشخصية خط أحمر، ولا يجب أن يتعداه أحد، حيث لكل فنان خصوصياته التي يجب ألا يقترب منها أحد، خصوصاً المتنمرين الإلكترونيين، الذين اعتبرتهم مرضى نفسيين وتواجههم بالحظر «بلوك» أو بالترفع عن الرد.

الممثل مجبَر على اختيار ما يُعرض عليه والمخرج مجبر على إخراج ما يُقدَم له

يؤخذ على الممثل السوري أنه يشارك في مجموعة أعمال في وقت واحد، ألا ترين أن لذلك انعكاساً سلبياً على الفنان؟

 الدراما السورية تعتمد على البطولات المشتركة وليس على البطولة المطلقة، كما في المسلسلات المشتركة. البطولات المشتركة لا تتطلب حضور الممثل 3 أشهر بشكل يومي على البلاتو (موقع التمثيل)، وهذا ما يتيح أمامه فرصة المشاركة في أكثر من عمل، خصوصاً إذا كان هناك مجال للتنسيق في ما بينها. ولكن إذا طُلب مني الظهور في 50 مشهداً فسأشارك عندئذ في عمل واحد. ويتطلب الإنتاج أحياناً وجود عدد كبير من الممثلين في العمل الواحد.

 وإذا عُرضت كل تلك الأعمال في موسم واحد، ألا يمكن التحدث إذّاك عن مشكلة؟

هذا طبيعي ولا مشكلة فيه إذا كان هناك اختلاف في الشخصيات. يمكن أن نتحدث عن مشكلة عندما لا يجيد الممثل سوى تجسيد شخصيته.

ما هو سبب غياب النجمات السوريات عن الدراما المشتركة التي تعتمد تركيبة واحدة تقوم على البطل السوري والبطلة اللبنانية؟

هذا السؤال يجب أن يوجه إلى المنتجين والمخرجين. هم وجدوا أن هذه التركيبة ناجحة فاستمروا فيها. المشكلة التي تعانيها الدراما العربية عامةً، هي تكرار التجارب الناجحة سنوات طويلة إلى أن يملّها الناس. هناك الكثير من التقليد وغياب للابتكار، وهذا الأمر ينطبق على النصوص والأفكار واستنساخ المسلسلات الناجحة.

 هل هذا يعني أن الممثل يجد نفسه مجبراً على الوجود في الدراما على الرغم من مشاكلها وعدم قدرتها على الابتكار؟

هذا صحيح. عندما يعرض عليّ أعمال عدة، فأنا مجبرة على الاختيار، لكنني لست صاحبة القرار في اختيار نوع الدراما ونوع العمل، كوني لست مخرجة أو منتجة. هي دائرة مغلقة، لأن الممثل مجبَر على اختيار ما يُعرض عليه والمخرج مجبر على إخراج ما يُقدَم له، والمنتج مجبَر على تنفيذ طلب محطات التلفزة والمحطات تطلب نوع الأعمال و”تركيبة” ممثلين معينة، كونها تحقق نسبة مشاهدة عالية

هناك توجه في الدراما نحو الممثلة اللبنانية أكثر منه إلى السورية.. بسبب تداعيات الحرب

 هل تهتمين بالأعمال المشتركة لأنها تؤمن لك انتشاراً عربياً أم إنك حققت ذلك من خلال الدراما المحلية؟

المسألة ترتبط بالتوزيع. خلال الأزمة (في سوريا) تعرضت الدراما السورية للحظر ومُنع عرضها على الشاشات العربية، وهناك فرق بين عرض العمل على محطة محلية ومحطة سورية. صحيح أنني معروفة عربياً، ولكن يُفترض بالفنان أن يغذي مسيرته الفنية وأن يشاهده الناس في أعمال جديدة دائماً. الجمهور العربي يعرفني من خلال مسلسل “صبايا” و”العراب” و”علاقات خاصة” و”الخوارزمي” لأنها عُرضت على محطات عربية، ولكن هناك أعمالاً أخرى عُرضت على قنوات مشفرة وهذا الأمر يؤثر فيّ كما في سائر الفنانين.

ألم تتلقي عروضاً من مصر؟

 أنا بعيدة عن مصر، ولكني أتمنى الحضور فيها. أولاً، لأن لا علاقات لدي هناك، وثانياً، لأنني لم أشعر أن العروض التي وصلتني تشكّل إضافة إلى مسيرتي الفنية. مَن يريد أن يدخل مصر يجب أن يحسب خطواته بشكل صحيح.

هل يمكن القول إن سلاف فواخرجي هي الفنانة السورية الوحيدة التي فرضت نفسها بشكل صحيح في مصر؟

بل هنالك ممثلات غيرها. للمثال جمانة مراد وكندة علوش وسلافة معمار وصفاء سلطان وسوزان نجم الدين. العمل في مصر يتطلب الوجود والمتابعة لأن فيها الكثير من الفنانين والإنتاجات. هي مصنع للدراما في ذاتها، ومَن تأتيه فرصة عمل مهمة فيها يكون محظوظاً جداً.

ولكن، ألا تُعدّ تجربة سلاف فواخرجي الأهم، كونها حققت جماهيرية عريضة بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل “أسمهان”؟

 سلاف فواخرجي نجمة عربية، ولكن هنالك كثيرات غيرها نجحن وأثبتن أنفسهن من خلال الأعمال التي شاركن فيها. المهم أن تتوفر الفرصة المناسبة، وأي دور صغير يُعرض عليّ لن يضيف إليّ شيئاً “يحرقني”، ويختلف الوضع عندما يكون الدور من “الجلدة إلى الجلدة”. هناك مقومات عدة يُعرض على أساسها دور معين على الممثل.

 ما هي هذه المقومات؟

– أولاً أن يكون الدور مناسباً، وسلاف فواخرجي نجمة كبيرة ساعدها اسمها كثيراً. ثانياً، شكلها كان قريباً من شكل اسمهان، ووجهها مناسب لحقبة الستينيات. حالياً هناك توجه في الدراما العربية نحو الممثلة اللبنانية أكثر منه إلى الممثلة السورية، بسبب تداعيات الحرب في سوريا.

أحلم بتقديم الفوازير وأفكر في خوض تجربة جديدة لمسلسل صبايا بمعطيات مختلفة

ما أهم ما يزعجك كممثلة في الوسط الفني السوري؟

التعامل مع الممثل كآلة من دون إحساس، وهذا ما نتعرض له أثناء التصوير عادة، فمثلا كثيرا ما ننتظر لأربع ساعات حتى يحين موعد المشهد، وهذا الوقت طويل وفيه عدم احترام للممثل وضعف في التنسيق، فأطلب عادة إذنا من المخرجين بالذهاب إلى البيت لرعاية بيتي، لكن في الغالب يرفض لأنهم لا يعرفون متى سيصور المشهد وهذا خطأ كبير منهم، فأبقى كغيري من الممثلين سجناء الانتظار.

 جسدت دور السيدة الشامية رغم أن ملامحك أوروبية، فكيف وجدت أصداء ذلك على سوشيال ميديا؟

 دائماً ما يتغير شكلي ويتأقلم مع الدور بفعل المكياج، حيث لا أبدو مختلفة عن السيدة الشامية، وكانت أصداء الدور إيجابية جداً على مستوى النقاد وجمهوري على مختلف منصات التواصل الاجتماعي.

مسلسل «صبايا» كان بوابة جيني إسبر إلى قلوب الجمهور، فهل تفكرين في خوض تجربة مشابهة؟

 مسلسل «صبايا» انتهى بأجزائه الخمسة، وكنت أتمنى كثيراً أن يستمر هذا العمل الجماهيري الضخم، ولكني أفكر جدياً في خوض تجربة مشابهة بمقومات ومعطيات الزمن الحالي وبملامح عصرية.

ما تعليقك على مقولة «الحياة الشخصية للفنان ملك الجمهور»؟

 أتفق معها إلى حد ما، لكن كل إنسان يحتاج إلى مساحة من الخصوصية في حياته، وأنا ضد أن يكون كل شيء في حياة الفنان معروفاً على الملأ.

 هل تطمحين إلى المشاركة في عمل سينمائي عالمي؟

 بكل تأكيد أطمح إلى ذلك، وأسعى دائماً إلى تقدم الأفضل وانتقاء الأدوار بعناية، ولكن فرصة المشاركة في عمل سينمائي عالمي لم تأتني بعد وانتظر الدور الذي يناسب شخصيتي.

وهل تفكرين في خوض تجربة «فوازير رمضان»؟

 تجربة فوازير رمضان تحتاج إلى قناة راعية وإنتاج ضخم ومقومات نص جديد تناسب هذا الزمان، ولكنني أحلم بتقديم الفوازير وأنتظر الفرصة المناسبة كي يصبح الحلم حقيقة.

أنا إنسانة واثقة من نفسي ولا يهزني المرضى النفسيون الموجودون على السوشيل ميديا

 كيف تردين على مَن يقول إن المبالغة بالتجميل عند الممثلات تفقدهن القدرة على التعبير بشكل صحيح، وخصوصاً تعابير الوجه؟

هذا غير صحيح. الفتيات العاديات يلجأن إلى التجميل أكثر من الممثلات، والبنت في الـ 17 من عمرها تقوم بكل أنواع التجميل، بينما أنا مثلاً لم أجمّل سوى أنفي. أنا اليوم في الـ 40، ومن الطبيعي أن ألجأ إلى البوتوكس والفيلر لكي يظل شكلي مناسباً على الشاشة، ولا يمكن أن تطل الممثلة بشكل أسوأ من الفتاة العادية. ولا يمكن مقارنة الزمن الحالي بالزمن الماضي، كما لا يمكن انتقاد التجميل عند الممثلات لأنه يشمل كل الناس.

ولكن، ألا تجدين أن أشكال بعض الممثلات تبدو “نافرة” في مسلسلات البيئة الشامية كونها تتناول حقبة زمنية معينة؟

 لو تناولنا الموضوع بشكل موثّق نجد أن الأجسام في تلك الحقبة كانت مختلفة. أكثر ما يؤذي الممثلات اليوم، هو الماكياج الذي لا يُطبَّق بطريقة احترافية، وهذا الأمر غير متوفر، والممثلة لا علاقة لها به.

لا تزال جيني اسبر تمثّل مجالاً خصباً للشائعات وللقيل والقال. فهل تؤثّر عليك الشائعات بشكل شخصي؟

 الشائعات بالنسبة للفنان أو للمشاهير بشكل عام أمر طبيعي. الإعلام مثلاً يبحث عمّا هو مثير ليبيعه للناس، والجمهور شغوف بمعرفة كل شيء عن الشخصية المشهورة حتى تلك التي تتعلّق بخصوصياته أي إنه دائماً تحت المجهر وبالتالي فإن انتشار شائعة ما أمر طبيعي. بالنسبة لي، تعوّدت عليها وأتعامل معها ضمن سياسة «التطنيش» لأنها إشاعات لا تستحق الردّ.

كيف تواجهين التنمر الإلكتروني؟

 أواجه التنمر الإلكتروني بالحظر «بلوك» أو الترفع عن الرد، أو الرد بطريقتي الخاصة، فأنا إنسانة واثقة من نفسي ولا تهزني العقد النفسية والمرضى النفسيين الموجودين على مواقع التواصل الاجتماعي

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!