-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
هبوط اضطراري لأسعار اللحوم البيضاء

أجنحة الدجاج و”الكاركاس” تحفظ ماء وجه المائدة الجزائرية

سمير مخربش
  • 6311
  • 2
أجنحة الدجاج و”الكاركاس” تحفظ ماء وجه المائدة الجزائرية
أرشيف

عرفت أسعار اللّحوم البيضاء مؤخرا، تراجعا نسبيا، وبدأت تقترب من القدرات المالية للمستهلك الذي أصبح يدخل محلات القصابة على استحياء، ويخرج منها بحمل خفيف، قد يقتصر على أجنحة “يطير” بها إلى أبنائه رفقة الهيكل العظمي الذي يباع من أجل الحفاظ على النكهة.

سعر الدجاج وصل إلى 310 دج للكيلوغرام، بعدما كان في وقت قريب يحوم في نواحي 500دج، وهو أوّل تراجع منذ قرابة عام، حُرم فيه عديد الجزائريين من هذه اللحوم التي كانت ملاذ الغلابى وأفضل بديل للحوم الحمراء والأسماك، فإذا بها دخلت منذ مدة إلى قائمة الممنوعات التي قد تزلزل ميزانية العائلة، غير أنّ حدّة الزلزال خفّت درجتها على سلم الجيوب بعد تسجيل تراجع في السعر وعودة الهدنة الحذرة بين الجزار والمستهلك، هذا الأخير لم يعد ينتابه الفزع بعد وضع الدجاجة في الميزان، حيث كانت في السابق تتجاوز الألف دينار بكل جدارة واليوم نزل الخام منها تحت هذه القيمة.

وحسب الجزارين الذين تحدثنا معهم بسطيف، فإن انخفاض الأسعار مرتبط بكثرة العرض، والتكدس المسجل في اللحوم البيضاء التي ظلت تطوف في المحلات بكبرياء وارتفعت قيمتها بشكل غير مسبوق، ما تولد عنه عزوف استهلاكي لهذه المادة التي لم تعد من الأولويات.

وبالنظر إلى الأزمة الاقتصادية وتراجع القدرة الشرائية وغياب السيولة، فإن تعامل الجزائري مع الدجاج تغير ولم يعد كما كان عليه في السابق، فأصبح التركيز اليوم على الدجاج المجزأ بين الفخذ والصدر والأجنحة و الهيكل “الكركاس” ولكل جزء أهله وأصحابه، فبالنسبة للصدر أو ما يعرف باسم “إسكالوب” فهو الجزء الأغلى الذي وصل في وقت ما إلى 800 دج للكيلوغرام، وكان يومها موجها لفئة قليلة ومحدودة ولم يكن له زبائن إلاّ من باعة الشواء و”الشوارما” الذين أنقذوا هذه المادة من الكساد، حيث أضحت من الكماليات لتجد لنفسها اليوم منفذا إلى البيوت الجزائرية بعدما تراجع السعر إلى 550 دج، بينما الأغلبية أصبحت تفضل الفخذ الذي نزل سعره إلى 280 دج.
وعادت الحيوية إلى الأجنحة التي تعتبر المفر الأمثل للبسطاء، فبالأجنحة “يطير” أفراد العائلة فرحا وبها يحطون الرحال في عالم اللحوم البيضاء، خاصة بعدما نزل سعرها إلى 220 دج، في حين أن “الكاركاس” التي تمثل هيكل الدجاجة وما لصق به من بقايا القطع الأخرى، وهو أدنى ما يمكن أن يقتطعه الغلابى ليشعروا بأنهم اقتربوا من الكائنات اللاحمة، فـ”الكركاس” تستعمل لإدخال النكهة على الطعام أكثر من كونها جزء يؤكل، ويقدر سعرها اليوم بـ140 دج للكيلوغرام، ورغم شكلها الفارغ البائس، إلاّ أنّ لها جمهورها المناصر لها مع سبق الإصرار والترصد، ومن اقتناها فقد اشترى النكهة بسعر 140 دج، وهنا يلعب أهل المستوى الأدنى من المتعاملين مع اللّحوم البيضاء التي يتغير لونها مع “الكاركاس”، فتصبح بلا لون وأحيانا بلا رائحة.

هذه الوضعية التي دفعت بالجزائريين إلى التخفيض النسبي لسعر الدجاج، لأن الأيدي استحت أن تمتد إلى هذه المادة البيضاء التي اسودت في نظر أغلبية الناس، وبالتالي فالدجاج أُرغم على الهبوط الاضطراري بجناحيه في انتظار ما ستسفر عنه قادم الأيام التي اقترب معها شهر الرحمة التي لا يعرفها الكثير من الناس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • Nouri

    عيب عيب عليك مو حرام عليكم دوله مسلمه مر بها قانون مر بها اسلام الدجاج اغلى من اوروبا بدل تبين اهل الدول العربيه مكتشف قانون في البلاد

  • محمد

    اللهم أغني وأرزق عبادك المستضعفين أمين يارب العالمين