جواهر
فضفضة

أحببت شابا من مصر وتركني أتجرع المرّ!

نادية شريف
  • 5192
  • 5
ح.م

أريد الفضفضة لتلقي نصائح من فضلكم فأنا متعبة بسبب حب السوشيال ميديا وهذه التفاصيل:

أنا شابة من المغرب، عمري 18 سنة، وقد تعرفت على شاب من مصر منذ حوالي سنة وأصبحت أحبه كثيرا رغم أني لم أره، يعني حب على النت فقط..

مختصر القصة أنه حصلت مشاكل بيننا وانفصلنا، وقد قال أن أمه رفضت ارتباطه لأنه لم يكمل دراسته الجامعية بعد ولازم يدخل على الجيش..

أنا أحبه كثيرا وأريد نسيانه ولكني لم أستطع.. هو طيب وخلوق لكنه أصبح قاس معي مؤخرا ولا يكلمني مطلقا.. أردت أن أحرك مشاعر الغيرة بداخله وتكلمت مع صديقه كي أوقعه ثم ندمت فماذا أفعل الآن؟ ما رأيكم وما توجيهاتكم؟

أمال من المغرب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

تحية طيبة أختي الكريمة والله أسأل أن يوفقك ويريح قلبك ويأخذ بيدك لطريق الخير وبعد:

مختصر الحكاية عزيزتي ليس رفض أمه ولا دراسته التي لم يكملها بعد ولا الخدمة الوطنية التي تنتظره كما قلت وبررت له وإنما خيط الوهم الذي علقك به وهو يعرف ظروفه جيدا، وهذا منتهى الاستغلال..

أنت شابة في مقتبل العمر وأمامك الكثير لتتعلميه في هذه الحياة كي تعيشيها بوعي وحب، لذلك أنصحك بأن تمسحي دموعك جيدا وتعاهدي نفسك على فتح صفحة جديدة مليئة بالتفاؤل والأمل.. صفحة لا وجود فيها للعلاقات العاطفية المحرمة التي تكسر القلوب ولا لحب السوشيال ميديا الذي فيه من الكذب ما ليس في غيره..

أنت لا تعيشين حالة حب وإنما الفراغ هو ما يدفعك لهكذا شعور.. الفراغ هو الذي يصور لك الواقع على غير حقيقته ويجعلك دائمة البكاء ومتوهمة بأنك غير قادرة على النسيان، وإن جئنا لتبسيط الأمر فأنت بحاجة إلى الانشغال بأمور أكثر أهمية والالتزام بشرع ربك الذي ينصح بالابتعاد عن الشبهات، خاصة بالنسبة للمرأة كونها لا تملك شيئا أغلى من شرفها وكرامتها وعزة نفسها..

لحظات الحياة ثمينة أختي وعليك استغلالها والعيش بحب للوصول إلى مرتبة السعادة.. ربما تقولين بأن سعادتك تلاشت لكني أقول لك بأنها فترة عصيبة وتمر بإذن الله وكأنها لم تكن وستضحكين على نفسك بعدها وتتساءلين كيف كنت حمقاء وصدقت بأنك أحببت شخصا لم تريه ولم يستطع أن يوفي بوعوده!!

وعن رغبتك في إثارة غيرته فأنا أقول لك بأنه ضرب من الجنون ليس إلا، لأن الرجل الذي يحب بصدق لا يترك حبيبته مهما كانت الظروف قاسية، ولو كان يحبك لما ابتعد بمبررات واهية.. لو كان يحبك لما تلاعب بعواطفك عاما بأكمله ثم انسحب ببرودة أعصاب.. هو مجرد شاب متلاعب وما أكثرهم في الفيسبوك ومواقع الزواج ومواقع التواصل الاجتماعي لذلك فليس أمامك من حل سوى النسيان، وإليك بعض الخطوات العملية:

ـ امسحي جميع المحادثات التي حصلت بينك وبينه وتخلصي من كل الصور التي ربما تحتفظين بها للذكرى.. لا تقولي لا أستطيع وإنما تشجعي وافعليها كما فعلها وتركك.

ـ توقفي عن مراقبته من بعيد وعن تقفي خطواته وتتبع أخباره لأن ذلك سيتعبك ليس إلاّ، والأفضل من ذلك هو قراءة ورد من القرآن الكريم الذي فيه راحة للنفوس المتعبة، وصلاة ركعتين للفضفضة للخالق الذي يسمع ويرى.

ـ لا تتابعي المسلسلات التركية والهندية وقاطعي كل ما له صلة بالأمور العاطفية والرومنسية، من أغاني وروايات وأخبار الصديقات، وكبديل صحي وآمن عليك بالحصص الترفيهية، وقراءة النكت وكتب الطرائف والنوادر فهذا أدعى لانشراح الصدر ولين القلب وابتهاج الأسارير.

ـ مارسي بعض الحركات الرياضية ولو في المنزل لأنها تزيل الضغط وتحسن المزاج وتحفز على إفراز هرمون السعادة والفرح.

ـ لا تفوتي أي مناسبة اجتماعية أو خرجة ترفيهية أو تطوعية كي لا تدخلي في حالة اكتئاب، وتذكري دائما أنك مازلت في عمر الزهور وأن أمامك الكثير لتتعلميه.

ـ ضعي كرامتك فوق كل اعتبار وآمني بأنك وردة يجب أن يبقى عبيرها طيبا ولا ينبغي أن تكون إلا بين يدي بستاني يعرف جيدا كيف يتعامل مع الورود ويسقيها بالحب والحنان كي لا تذبل.

أتمنى لك كل التوفيق عزيزتي وتابعينا بأخبارك والله المستعان.

للتواصل معنا:

fadhfadhajawahir@gmail.com

مقالات ذات صلة