-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجم الدراما الجزائرية مصطفى لعريبي لمجلة الشروق العربي

أحب العمل الذي يكون وفق مشروعي الذاتي ومن المؤسف أن تنحصر الدراما الجزائرية في شھر رمضان

طارق معوش
  • 482
  • 0
أحب العمل الذي يكون وفق مشروعي الذاتي ومن المؤسف أن تنحصر الدراما الجزائرية في شھر رمضان
تصوير: عبد الكريم شنيقل

عندما تتابع أعماله، لا بد وأن تصيبك عدوى طاقته الفنية الكبيرة، التي لا يمكن لأحد أن يتجاهلها. ولا غرابة في ذلك، وهو الذي يسعى للمتعة التي يحققها التمثيل له بالدرجة الأولى. وعلى الرغم من نجاحه الكبير في تقديم شخصيات متعددة، إلا أنه كشف عن وجه آخر له في مسلسله الأخير “الدامة”، حيث أثبت من خلاله جديته واجتهاده وإصراره، ليس على التواجد ضمن خارطة الدراما الرمضانية فحسب..

الممثل مصطفى لعريبي، تمرد على الواقع وأفرد للحياة سطورا خلدته في الذاكرة، وبين التراجيديا والتميز جعلته في قائمة الفنانين الأوائل على ساحة الدراما الجزائرية.

أحب العمل الذي يكون وفق مشروعي الذاتي ومن المؤسف أن تنحصر الدراما الجزائرية في شھر رمضان

الشروق: من يركز على مشوارك الفني، يرَ أنك مقل في تقديم الأعمال خلال السنة الواحدة. ما السبب؟

– أولا، يجب أن نفهم أن الفن رسالة، ولا شك في أن الفن مصدر رزق الفنان. وهناك من يعمل لكي يكسب المال فقط. وهذا من حقه، كي يتمكن من تلبية متطلبات الحياة. بالنسبة إلي، أحب العمل الذي يكون وفق مشروعي الذاتي، وهو أن يكون له رسالة وهدف. وطبعاً أنا أفضّل التوازن بين الاثنين.

أضف إلى هذا.. أين هي الأعمال التي تنتج خلال السنة.. نحن الفنانين نعمل برمضان فقط، وللأسف، ثقافة الدراما بالجزائر مازالت تنحصر في شهر رمضان، عكس الدول العربية الأخرى، والسبب مجهول.

الشروق: ما الأعمال التلفزیونیة التي شدت انتباھك في رمضان، وما رأیك في غزارة الإنتاج ھذا العام؟

– ھذه الغزارة أمر إیجابي، لكن، من المؤسف أن تنحصر في شھر رمضان فقط، وأتمنى كغیري من الفنانین، أن تكون ھناك غزارة طوال السنة.. لنعطي نوعا من التوازن الفني. وعلى العموم، ما تم تقدیمه في رمضان ھو ما بین المقبول إلى ما دون المستوى.

الشروق: ما النقائص التي یجب معالجتھا في الأعمال الجزائریة، التي ھي محل سخط الجمھور؟

– المشكل المطروح، بحسب رأیي، ھو ضعف الحوار، وغیاب التناسق في المشاھد وبین الممثلین، وعدم القدرة على الإقناع وشد الانتباه، وھي نقاط یجب التركیز علیھا كثیرا، خاصة أننا أمام جمھور متطلب وواع. والأھم، علینا الاھتمام أكثر بكتابة السیناریوھات.

الشروق: في رمضان قدمت عملين، “الدامة” ومسلسل حداش 11.. بحسب علمي، تم تصوير هذه الأعمال في نفس الفترة.. ما طقوسك عندما تلبس الشخصية ومتى تخلعها عنك.. وهل تؤثر سلبا على حياتك الطبيعية أم تختلط بين شخصية وأخرى؟

– بعد العمل الطويل بهذه المهنة، منذ ما يقارب 20 عاماً، أتفهم تماماً كيف أقارب الشخصية وأعيش الحالة الخاصة بها، وكيف أخرج منها. ولا تكمن صعوبة التمثيل في مقاربة الشخصية أو في الخروج منها، على العكس تماماً.

التمثيل مهنة أنانية تأخذ الفنان، وتأسره وتأخذه من العائلة ومن الأصدقاء ومن الوسط الاجتماعي، ومن هواياته، لأننا نبقى أسرى للجدول الزمني الذي تحدده هذه المهنة ومتطلباتها، إن كان سفراً أو عدم انتظام في القدرة على القيام بالواجبات والزيارات الاجتماعية، إضافة إلى أنها مهنة قاسية جسديا، لأن التصوير يمتد إلى عدد كبير من الساعات لا نشبع فيها حتى من النوم.

لكن موضوع مقاربة الشخصية ممتع، ويحدث بعد القراءة، فأغلق عيني وأتخيل هذه الشخصية، أين مكانها في الأحداث وكيف يمكن أن يكون شكلها وكيف تتكلم وكيف تعبّر عن نفسها وبأي طريقة وبأي صوت.. فأجري دراسة نفسية للشخصية، وأحاول فهم دوافعها وأتعاطف معها، حتى ولو كانت سلبية، حتى أفهم كيف تفكر وأجد لها مبرراتها، ولأكون صادقاً بأدائها. ومن غير الممكن أن أجسد شخصية لديّ موقف سلبي منها، وبرأيي، فإن الممثل يجب أن يقارب شخصية بطريقة أكاديمية مثلما درسناها، والمتعة تكون في الدخول والخروج من الشخصية والممثل المحترف يعرف متى يدخل فيها، وعندما ينتهي من تأدية الدور يعرف تماماً كيف يخرج منها، ولكنه يخبئها في مخزن عقله الباطن ليرجع ويدخل عليها متى أراد.

أفضّل الشخصیات الجدیدة وھي الحال بالنسبة إلى شخصیتي في «الدامة»

الشروق: ھل یفضل مصطفى لعريبي تقمص الأدوار التي عادة ما تتقاطع مع شخصیته الحقیقیة؟

– لا، أنا أفضل الشخصیات الجدیدة. وھي الحال بالنسبة إلى شخصیتي في «الدامة»، أحب أن أكون ذلك الآخر الذي لا تربطني به تفاصیل في الحقیقة، لأعایش بعض المواقف وردود الفعل التي قد لا تحدث معي في الواقع، والإحساس بما یعانیه الآخر كالمعاق أو المجنون وغیرھما من الشخصیات.

الشروق: نجحتَ كثيراً في تقديم الشخصيات الشعبية الاجتماعية، فهل تعتقد أن أي فنان يمكن أن ينجح في أداء مثل هذه الشخصيات؟

– لا أعتقد أن هذه الشخصيات في حاجة إلى ممثل بمواصفات معينة، لأن هذه البيئة فيها الفرد الأسمر والأشقر والطويل والقصير.. وبالتالي، فإن اختيار المخرج لهذا الفنان أو ذاك نابع من مدى قناعته بأنه قادر كممثل على تأدية هذه الشخصيات، وبشكل مقنع، ومع هذا، قد تكون طبيعتي أقرب إلى هذه البيئة كشكل وحضور وصورة، وهذا يعطي مجالاً للمشاهد للاقتناع بالشخصية بشكل أكبر.

الشروق: متى يصل الفنان برأيك إلى مرحلة يستطيع أن ينتقي فيها أدواره؟

– لا يصل الفنان إلى هذه المرحلة إلا بعد أن يرتاح ماديا. وكي يرتاح ماديا، يجب أن تكون هناك أعمال تنافسية وشركات تفرض نفسها داخل وخارج الوطن. الشروق: وهل أنت مرتاح ماديا؟ – الحمد الله ماديا.. ولكن، فنيا، نحن كفنانين نفتقر إلى العمل أكثر سينمائيا أو دراميا.

الشروق: أين تصنّف نفسك بين زملائك من نجوم الدراما الجزائرية اليوم؟ ومن هو الممثل الذي يعجبك أداؤه التمثيلي؟

– لا يمكنني أن أدخل في الأرقام، لأنني أؤمن أنّ الأعمال والأسماء تتحدّث عن نفسها. وفي الجزائر، ثمة عدد كبير من الممثلين المتميزين بأدائهم التمثيلي العالي، ومعظمهم نجوم محبوبون ويقدّمون أعمالاً جيدة.

من الضروري للفنان أن يظهر في الإعلام عندما يكون للأمر داعٍ أما الظهور المجاني فيشبه الثرثرة

الشروق: نادراً ما نراك في لقاء عبر مختلف الوسائل الإعلامية، فلم أنت مقل بظهورك الإعلامي؟

– من الضروري للفنان أن يظهر في الإعلام عندما يكون للأمر داعٍ، أما الظهور المجاني فيشبه الثرثرة، وأعتقد أن الظهور في التوقيت الصحيح والحديث عن أمر مهم وحقيقي أفضل من كثرة الكلام.

الشروق: هل تعوض ذلك بمواقع التواصل الاجتماعي؟

– لا، أبداً.. لأن وجودي عبر هذه المواقع ليس لطرح أفكار أو منشورات للتعبير عن وجهة نظر سياسية أو اجتماعية معينة، بل مجرد حالات تتعلق ببعض الصور، حول عمل ما أقوم بتصويره.

وللأسف، هذا الكلام ناتج عن قرار اتخذته سابقاً، بسبب عدد الأشخاص الموجودين على الصفحات الخاصة بي، وبسبب تضارب وجهات نظرهم التي لا يتم التعبير عنها بشكل حضاري ومحترم، فتجنباً لهذه السجالات والأمور التي يمكن أن تتحول إلى إساءات صرت أتجنب التعبير عن وجهات النظر تلك.

الشروق: كيف تفسر ظهور بعض الفنانين وتحولهم إلى نجوم بين ليلة وضحاها؟

– من هب ودب يقول أنا فنان.. ولهذا، أصبحت قيمة الفنان لا وجود لها.. الفنان من يقدم أعمالا تبقى راسخة في الأذهان.. الفنان من يقدم رسالة يفيد بها الغير. الفنان قيمة وأخلاق.

من هب ودب يقول أنا فنان ولهذا أصبحت قيمة الفنان لا وجود لها..

الشروق: ما الظروف التي تشعر بأنها لم تخدمك ولم تتوفر لك؟

– لا أدري، ولكنني أرى بأن طبيعتي البطيئة قد أثرت عليّ، فاعتمدتُ على حرق المراحل، ومن المعروف أن لكل شخص طرائقه التي يتبعها لتحقيق أهدافه، وليصل إلى ما يريد بأقصر الطرق. وهذه الطرق تختلف من شخص إلى آخر، وبالتالي، من فنان إلى آخر.

الشروق: بين شخصيات قريبة من شخصيتك، وأخرى بعيدة كل البعد، إلى من تميل أكثر؟

– ليس المهم أن تكون الشخصية التي أؤديها قريبة أو بعيدة عني، المهم أن أكون قد أحببتها، ولكن، بشكل عام، وللإجابة عن السؤال، أقول إن الشخصيات التي لا تشبهني تمتعني أكثر عند التمثيل، لأنها تحرضني على التفكير والبحث والتفتيش عن تفاصيل لها، وأنا أعشق هذه الأدوار التي تحتاج مني إلى جهد وبحث دائمين.

الشروق: تتقبل النقد؟

– أتقبله إذا كان بشكل بناء، وصادراً عن شخص متابع، وأنا لا أستطيع معرفة أذواق الناس وما يحبونه ويشاهدونه، لكن بعضهم لم يعد يميز بين الصواب والخطإ، وهنا لا أدعي أنني على صواب، لكن الآراء التي تقال دون نظرة تحليلية عن معرفة وإدراك تكون فاشلة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!