-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
فقدان أربعة أطباء في ظرف 12 ساعة

أخبار الموت تفجعُ الأسرة الصحية في معركتها ضد “كورونا”

ب. يعقوب
  • 1960
  • 1
أخبار الموت تفجعُ الأسرة الصحية في معركتها ضد “كورونا”

مازالت أخبار الموت تفجع أسرة الأطباء والكوادر التمريضية في الجزائر، إذ تحولت إعلانات الوفاة إلى أمر معتاد بالنسبة لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر هذه الأيام، فخلال 12 ساعة فقط نعت نقابة أطباء القطاع العمومي، أربعة أطباء توفوا إثر إصابتهم بفيروس كورونا المستجد..

يتعلق الأمر بالأخصائي في التخدير والإنعاش محمد بن تسالة في تلمسان، ومعرف بوطالب الأخصائي في أمراض الصدر والحساسية بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالبيض، والأخصائي في الطب الوقائي حسن لرابي في عين الدفلى، والبروفيسور محمد منصوري مدير مستشفى أول نوفمبر بوهران، متأثرين بمضاعفات وباء كورونا، كونهم كانوا في الصفوف الأمامية في مواجهة الفيروس، بالإضافة إلى رحيل طبيبة مساء الأحد متأثرة بمضاعفات إصابتها بالفيروس في ولاية الشلف.

كما خطف الموت مساء الأحد الطبيب والناشط الجمعوي المعروف بولاية وهران مهدي صنهاجي عن عمر ناهز 28 سنة، متأثرا بمضاعفات سلالة متحورة، وهو نفس المصير الذي لقيه عبد الحفيظ صايبي، الأخصائي في الأمراض المعدية بمستشفى ورقلة، بعد معركة طويلة ضد وباء كورونا، وظل زملاء الفقيد في العمل ينتظرون بفارغ الصبر أخباراً إيجابية عنه، وهو القامة الطبية التي تُعرف بالصبر والابتسامة الساطعة التي لا تغيب عن محياه، غير أن الفيروس كان أقوى من صلابته واستطاع هزمه.

كما غيب الموتُ أحدَ شهداء الواجب، الدكتور محمد بن عوالي رئيس مصلحة طب الأطفال المجند في مصلحة علاج كورونا بمستشفى تيارت، الذي توفي هو الآخر متأثّراً بإصابته بفيروس “كورونا”، وعرف الفقيد بنشاطه الجمعوي وتضحياته في عمله، وهو ما جعله يحظى باحترام سكان الولاية، وكان الطبيب المتوفى قد خضع لفحوصات طبية متقدّمة، أثبتت إصابته بفيروس كورونا ليتم تحويله إلى غرفة الإنعاش، لتتضاعف أعراض إصابته في الأيام الأخيرة، ليتم مساء الأحد الإعلان عن مفارقته الحياة.

وقبل أيام قلائل، نعت نقابة الأطباء في وهران، عائشة بودالي الأخصائية في مجال جراحة العظام والمفاصل، التي توفيت متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا، وكتبت الدكتور خليدة بن عائشة طبيبة أخصائية في مصلحة الاستعجالات والتسممات، تدوينة مؤثرة تنعي فيها زميلتها بالقول “مرة أخرى يفجع الأطباء في وفاة زميلة لهم”.

فأخبار الموت تبقى تفجع الأطقم الطبية في معركتهم المستميتة ضد جائحة كورونا، إذ لم يعد الرهان يقتصر على الحفاظ على الصحة العمومية وإنقاذ أرواح المرضى والمصابين، وإنما أصبح الهاجس الرئيس لأصحاب “المآزر البيضاء” هو الإفلات من شبح الموت والتحول إلى رقم جديد ينضاف إلى عداد موتى “كورونا”.

ومازالت الأطر الطبية تتواجد في الصفوف الأمامية لمواجهة وباء “كورونا” على الرغم من أجواء الموت المحيطة بها في غرف الإنعاش وداخل مراكز الاستشفاء، إذ لم تعد هذه الأخبار تهمّ مواطنين عاديين أصيبوا بعدوى الفيروس ففتك بحياتهم، بل أصبح الأمر يتعلق بأطباء قضوا وهم في قلب المعركة ضد “كورونا”.

ولا يتعلق الأمر بأطباء يعملون في القطاعين العام والخاص فحسب، بل بكفاءات علمية وأساتذة طب وباحثين عرضوا حياتهم للخطر ووجدوا أنفسهم في لحظة فارقة في مواجهة الموت، فمنهم من نجا بجلده وخرج منتصراً من معركة “كورونا”، ومنهم من قضى وهو على سرير العلاج.

وتأتي أخبار الموت موازاة مع اتساع رقعة المصابين بالسلالة الجديدة “دلتا” وارتفاع معدل الفتك، فهناك أطباء في مستشفيات الوطن، على مدار الأيام الماضية، نشروا منشورات على مواقع التواصل، تظهر الوضع المأساوي، واستشراء المتحور الهندي دلتا بشكل سريع وخطير رافقه احتراق مهني في أوساط الكوادر الطبية والتمريضية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • إبن الجزائر

    شهداء الواجب و العمل الصالح ...اللهم ارحمهم برحمتك التي وسعت كل شيء و اجعلهم مع الشهداء والصديقين في الجنة يا رب العالمين