-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رغم دخول فيروس كورونا المتحور "دلتا"

أخصائيون يسجلون تراخي الجزائريين حيال الإجراءات الاحترازية

ب. يعقوب
  • 233
  • 0
أخصائيون يسجلون تراخي الجزائريين حيال الإجراءات الاحترازية

بينما عادت الإصابات بكورونا في الارتفاع بقوة وزيادة لافتة في معدل الإماتة، ورغم تواصل حملة التلقيح الوطنية، سجل مراقبون وجود تراخ في التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية المفروضة من طرف السلطات.

ومن ثم، توقع ملاحظون، أن أسابيع صعبة تنتظر المنظومة الصحية في البلاد، بسبب المخاوف التي تبديها الأوساط الطبية من تفشي نسخة “دلتا” الهندية من فيروس كورونا، ولاحظت أنه أمام التراخي الملاحظ في الشارع العام، تتخوف السلطات من انفجار بؤر وبائية في مختلف المناطق تصعب مهمة محاصرة الفيروس.

وذكر المصدر نفسه أن الجزائريين لم يصلوا بعد إلى مستوى المناعة الجماعية، ما يجعل البلاد مهددة على الدوام، خصوصاً في سياق يتسم بعطلة وعيد أضحى ودخول مدرسي بعد شهرين، وكلها عوامل قد تسهم في تفاقم الوضع في حال استمرت نسخة “دلتا” في الانتشار.

في هذا السياق، قال عبد الحفيظ عيساوي، البروفيسور المتخصص في الأمراض الصدرية والتنفسية بالمستشفى الجامعي في وهران، إن الوضعية مقلقة على الصعيد الدولي كله وليس فقط الجزائر، معتبراً أن تطور الفيروس صعب جداً من مأمورية محاصرته، خصوصاً سلالة “دلتا” التي تتوفر على خصائص خطيرة جداً.

وأضاف المتحدث نفسه أنه على الرغم من كافة الإجراءات التي قامت بها الدول تمكنت “دلتا” من دخول ما يقرب المئة بلد، كما اعتبرها المعهد الأوروبي للعلوم السلالة التي ستنتشر أكثر بالقارة، نظراً لمعدل تكاثرها المرتفع والسهل.

وأشار البروفيسور في حديث لـ”الشروق”، إلى أن السلالة تصيب الأطفال والشباب أيضاً، ويمكنها أن تترك مضاعفات قوية، منبهاً إلى أن المناعة الجماعية ما تزال غائبة عن الجزائريين، والبلد يستقبل أفراد الجالية المقيمة في المهجر باستمرار منذ إقرار الفتح التدريجي للحدود الجوية أمام المغتربين وعلى السلطات تدبيرها بحكمة كبيرة.

وأكمل تصريحه قائلاً “على الجميع الحذر في فترة العطلة وعيد الأضحى”، معتبراً “أن المرحلة المقبلة حساسة جداً، وبعدها سيأتي الدخول المدرسي”، مسجلاً أن كل هذه المعطيات لا تتناسب على الإطلاق مع استمرار الإهمال المعاين في الشارع العام.

في السياق نفسه، رصد الدكتور بخاري يوسف منسق لجنة رصد وباء كورونا في وهران، التراخي الذي باتت تشهده الشوارع الجزائرية، جراء عدم التزام المواطنين بالتدابير الصحية خلال الآونة الأخيرة، سواء في الأماكن العمومية أو الخاصة، حيث تخلى معظم المواطنين عن ارتداء الكمامات واحترام مسافة التباعد الجسدي وإعلان آخرين عن طلاق نهائي مع قواعد السلامة الصحية في الشواطئ .

ولاحظ محدثنا، أن الولوج لمجموعة من المرافق لم يعد مقيداً بشروط صارمة كما في السابق، تدخل في إطار الإجراءات الوقائية، وأن المقاهي والشواطئ أضحت تسمح لزبائنها بالدخول، رغم عدم ارتداء الكمامة، كما تقدم جل الأماكن سواء الترفيهية أو التجارية، على تجاوز الطاقة الاستيعابية التي حددتها السلطات والمتمثلة في 50 في المئة، مبديا أسفه الشديد حيال تراجع فئة عريضة من المجتمع عن الالتزام بالتدابير المذكورة، مشيراً إلى أنهم سيدفعون ثمن هذا التهاون عاجلاً أم آجلاً.

وأعلن الدكتور بخاري أن الوضع الوبائي يسير من السيء إلى الأسوأ لارتفاع الحالات الخطيرة والحرجة الجديدة بأقسام الإنعاش والعناية المركزة المسجلة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، 17 حالة في وهران، أما معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لـ(كوفيد-19)، فبلغ 5,5 في المئة بخلاف الأسابيع الماضية الذي كان تحت 0,2 في المائة.

كما دعا الدكتور بخاري كافة المواطنات والمواطنين من كافة الفئات إلى مواصلة الانخراط في حملة التلقيح الوطنية الكبيرة، بهدف تحقيق “مناعة القطيع”، من خلال تكثيف التسجيل في لوائح الراغبين في التلقيح على مستوى البوابة الإلكترونية لحملة التلقيح ضد الجائحة الوبائية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!