الرأي

أخفقتِ يا بن غبريط!

رشيد ولد بوسيافة
  • 7819
  • 17

عندما تراهن وزيرة التّربية الوطنية نورية بن غبريط على الشيخ علي عيَّة لينهي الأزمة في قطاعها وهو الذي لا علاقة له بهذا القطاع المعقد، فإن هذا يكشف إخفاقا كبيرا لهذه الوزيرة التي صالت وجالت واتخذت قرارات ارتجالية عديدة بشأن البرامج والمناهج دون أن يردعها أحد، لكنها هُزمت في أول معركة ضد نقابة “الكناباست”!

الوزيرة التي كانت بمثابة المرأة الحديدية في قطاعها أصبحت تستجدي الوساطات لوقف الإضراب الذي أضرَّ بسمعة المدرسة وضيَّع مستقبل عشرات الآلاف من التلاميذ في البليدة وبجاية وتيزي وزو، هؤلاء وجدوا أنفسهم في الشّارع بسبب خلاف بين النقابة ومديريات التربية لا ناقة لهم فيه ولا جمل.

وفي هذا المقام تُطرَح أسئلة كبيرة: أين كانت هذه النقابة عندما أرادت الوزيرة اعتماد الدّارجة في التّدريس؟ وأين كانت لما استقدمت فريقا من الخبراء الفرنسيين في خطوة جريئة لتغريب المدرسة؟ وأين كانت لما حذفت الوزيرة البسملة من الكتب المدرسية؟ وأين كانت نقابة “الكناباست” لما تحرّشت الوزيرة بن غبريط رمعون بمادة التربية الإسلامية وأرادت تقزيمها عبر تقليص الحجم السّاعي وتغيير المعامل وإلغائها في امتحانات البكالوريا؟ وأين كان الشيخ علي عيَّة والوفد المرافق له أثناء وقوع كل هذه الموبقات؟

إن استمرار الإضراب المفتوح هو انتحارٌ للمدرسة الجزائرية، ومن العيب والعار أن يكون مستقبل أبنائنا التلاميذ ورقة تفاوضية بين الوزيرة و”الكناباست”، وكما تتحمّل نقابة “الكناباست” مسؤولية هذا الانحراف في العمل النقابي، تتحمل بن غبريط المسؤولية كذلك بسبب طريقتها الاستفزازية في التعامل مع الشركاء الاجتماعيين، وإلا لماذا لا تبادر بفتح حوار جاد مع الشركاء خاصة مع تكتل النقابات الذي شل المدارس أمس بعد أن قدَّم مطالب واضحة وإشعارات قانونية ثم نظّم إضرابا ليوم واحد حتى يصل صوته دون أن يتضرر التلميذ؟.

لقد دخلت المدرسة مرحلة خطيرة خاصة بعد خروج التلاميذ في مسيرات واحتجاجات بعضها مساند للأساتذة الذين شملهم إجراء العزل، وبعضها تطالب بالعتبة، ودخلت المؤسسات التربوية في دوامة من التحريض والعنف اللفظي وحتى الجسدي وغاب صوت العقل، ولا حلَّ في الأفق إلا رحيل الوزيرة ووضع نقابة “الكناباست” المنفلتة تحت طائلة القانون وفتح المجال للعقلاء من الطرفين لإخراج المدرسة من محنتها.

مقالات ذات صلة