-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أدركوا الناشئة!

الشروق أونلاين
  • 1081
  • 0
أدركوا الناشئة!

محمد يعقوبي:yacoubim@ech-chorouk.com

الفقر والحرمان لا يبرران بأي حال من الأحوال “العمليات الإنتحارية”، أو أن ينتقم الإنسان من نفسه والمجتمع، حتى ولو كان كل إنتحاريي العالم ينحدرون من بيئة فقيرة مثلما هو الحال مع منفذي التفجيرات في المغرب والجزائر..هذه الحقيقة تؤكد أن عوامل أخرى تتدخل في تكوين “الفكر الإنتحاري” لدى المنحدرين من البيئة الفقيرة على وجه الخصوص، بما يجعلهم صيدا ثمينا في متناول المتطرفين، الذين أصبحوا يدركون أكثر من أي وقت مضى أن الإستثمار في الشرائح الفقيرة والمحرومة هو الضمان الوحيد لإستمرار “فكرهم” و”قضيتهم الخاسرة” مع مجتمعاتهم”.

الفقر لا يبرر التطرف والإنتحار، بدليل أن شعوبا مترامية الأطراف في الهند وبنغلاداش وأدغال إفريقيا، غارقة في مثلث الجوع، الجهل والمرض، لكنها محافظة على توازنها ضد “الظاهرة الإنتحارية”.. ودون أن نذهب بعيدا إلى الهند أو غيرها، يمكن أن نجد في مجتمعنا الجزائري أمثلة ناطقة تؤكد أن الفقر لم يكن في يوم من الأيام عيبا ولا كفرا ولا مبررا لتفجير النفس في الآخرين.

الحلقة المفقودة في الموضوع، هي مسؤولية الدولة والمجتمع في تسييج الناشئة، ضد الإستغلال البشع لأوضاعهم الإجتماعية، خاصة عندما تكثر جيوب التسرب المدرسي والإنحراف الأخلاقي في المجتمع، ومن لا يجد مكانه في المدرسة أو في العائلة أو في عالم الشغل الشريف، مؤكد أنه سيسهل على أيادي الشر أن تحتضنه وترمي به في مواجهة مباشرة مع مجتمعه وحتى عائلته، ولذلك نفهم جيدا شعور والدة الإنتحاري مروان بودينة التي قالت للشروق “إنها مستعدة لأن تحرق نفسها وعائلتها في ساحة الشهداء إذا كان ذلك يطفئ نار الفتنة”…

غياب الحوار داخل العائلة الواحدة والمدرسة الواحدة والمجتمع بكل هياكله وعلى كل مستوياته، يعمق من عزلة الأجيال المحرومة ويدفع بها إلى أن تكون وقودا في يد من لا يحبون الخير حتى لأنفسهم، وهو ما يعمق أيضا مسؤولية الدولة والمجتمع في إحتضان كل أبنائه قبل أن يحتضنهم آخرون…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!