-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجم الدراما السورية الممثل أيمن بهنسي لمجلة الشروق العربي

أدوار كنت أتمنى أن أمثلها.. لكنها فاتتني لأن الزمن سبقني فيها

طارق معوش
  • 939
  • 0
أدوار كنت أتمنى أن أمثلها.. لكنها فاتتني لأن الزمن سبقني فيها
تصوير: فادي الشامي

يعدّ ممثلا مغناطيسيا من نوع خاص، يجذب الضوء إليه، بفضل قدراته وإبداعه أينما حل. برع في دراما البيئة الشامية، وكان أبرزها “باب الحارة”، وأصبح أحد أيقوناتها، لا، بل مثالا للنجاح والتميز. لكن، وبحكم ثقافته وغناه الفكري والمعرفي، قدم العديد من أبرز الأعمال المعاصرة، التي لا تغيب عن ذاكرة الجمهور.. نذكر منها: “سنعود بعد قليل” و”أبناء القهر”.. وكان دائما ميالا إلى هذا النوع من الدراما؛ لأنه يفتح مخيلات العقل على البحث والتفكير. لم يقدم نفسه مشهورا أو نجما، بل قدم نفسه باحثا وصاحب مشروع درامي. لذلك، ينظر إلى النجومية والشهرة كتحصيل حاصل، بعد كل البراعة والتنوع في الأداء. نجم الدراما السورية، أيمن بهنسي، ضيف مجلة “الشروق العربي”..

الشروق: أزيد من ربع قرن عطاء فنيا، بين الدراما والمسرح والسينما.. هل أوصلتك إلى ما ترضى وتحب؟

– الفنان، مادام يفكر ويعمل بالشكل الصحيح، يظل عنده طموح لا محدود، وإن كنت أخص الفنان المليء بالموهبة. ولا أعتقد أن هذا الفنان سيقف بعد إنجاز مسلسل أو أي عمل، وسيكون راضيا. والفنان الأصيل، يكون ناقدا لذاته، ويكون متفهما لوضعه بالشكل الصحيح، وإلا سيكون في وضع الجنون. والأعمال التي قمت بها كان من المفروض أن تكون في وضع أفضل. وأنا في جعبتي الكثير والكثي. أنا، الآن، أحلم بالعودة إلى المسرح وتقديم شخصيات عالمية مسرحية، وتقديم لون من الدراما الواقعية، المفهومة من الجميع، وبشكل يتناسب مع الزمن. هذا هو الفنان الموهوب. لا يهدأ ولا يكل ولا يمل.

الشروق: لو عاد الزمن بك إلى الوراء؛ هل تعيد الخيارات الفنية نفسها أم تتخلى عن قسم منها؟

– الزمن لا يعود، ولو عاد، فسأعيد الخيارات نفسها؛ لأنني سأكون في المحطة الزمنية نفسها، التي سمحت لي بأن أختار هذا الخيار، أيا كان. ففي النهاية، هي تجارب مررت بها، وكان لابد من أن أمر بها، حتى أتعلم فأختار التعلم دائما، وأن أعيد التجارب كلها.

الشروق: هناك أدوار حلمت بها، إلا أنك عاجز عن تقديمها، ترى ما السبب؟

– كثير من الأدوار كنت أتمنى أن أمثلها، لكنها فاتتني، لأن الزمن سبقني فيها. أما الآن، فأحلم بأن أقدم شخصيات تاريخية، وتستهويني الشخصيات التراجيدية، وأعتبر الكوميديا فسحة راحة تسبب لي الفرح وتجعلني أعود إلى الوراء، حيث أيام الطفولة والبراءة.

باب الحارة نقلة تاريخية في الدراما السورية وبصمة في مشواري الفني

الشروق: هل تعتقد أن البطولات في مسلسلات البيئة الشامية فوتت عليك خيارات أخرى في الدراما المعاصرة خاصة النجاحات المتتالية بمسلسل باب الحارة بكل أجزائه؟

– لم تبعدني المسلسلات الشامية عن غيرها، وأنا اعتذرت عن عدم قبول الكثير من الأعمال، التي لجأ ويلجأ إليها كل من يطلب الشهرة؛ لكونها جذابة لجمهور عريض.. اللهم إلا باب الحارة، الذي أعتبره نقلة تاريخية بالدراما السورية وبصمة بمشواري الفني، لكن الأعمال الاجتماعية باتت تتراجع لاعتبارات رقابية من ناحية، ولاعتبارات ترتبط بضحالة كتابها من ناحية أخرى.

الشروق: من هنا نفهم سبب ابتعادك عن الدراما الاجتماعية؟

– لم، ولن أبتعد عن الدراما الاجتماعية، ومازلت أميل إليها بالدرجة الأولى، وأفضلها عن غيرها مشترطا جرأة الطروحات، وجرأة مماثلة في تناول حياة الناس وبدليل مسلسلي الأخير “كسر عظم”، الذي أخذ نسبة اهتمام عالية، ولا يزال يعرض إلى حد الآن على الكثير من القنوات الفضائية. فأنا كممثل، لا أراهن إلا على الأعمال الاجتماعية، وأعدّها امتحانا حقيقيا لقدرة الممثل على إنتاج شخصيات متعددة أكثر شبها بالحياة. وقانوني الذي أسير عليه، أنني كلما ازددت شبها بالحياة، كنت أقرب إلى الإقناع والنجاح معا. أضف إلى هذا، أن الكل يعلم أن الدراما السورية انخفض إنتاجها، مقارنة بالسنوات السابقة.

الشروق: في نظرك.. لم تراجعت الدراما السورية بعد فترة تميز؟

– تميزنا وتفوقنا لأن جيلا من الفنانين المثقفين وخريجي المعاهد، أصروا على النجاح. ومن أسباب النجاح أيضا، أن الدراما السورية انطلقت إلى الشارع، ودخلت الحياة، فخلقت علاقة حميمية، ربطت الناس بالواقع، لكن هذه المعايير لا تطبق الآن. ورغم أنني لا أتفق معك في موضوع التراجع، لكنني أتوقعه.

الشروق: يعود الجدل مجددا عن عمل الفنان السوري في مصر ما السبب؟

– منذ زمن ولو نرجع إلى سنوات مضت، نرَ أن الممثلين في مصر الذين هم في سن الفنان جمال سليمان، رأوا أن الفنان جمال سليمان جاء منافسا لهم.. وقالوا نحن لدينا مثل جمال وربما أكثر، فلماذا نأتي بشخص من الخارج، نحن في سوريا ليس لدينا هذه النزعة، لأننا متأثرون بالقومية العربية أكثر من كل الدول العربية، وقد تربينا عليها، وهكذا نشأنا، ويستطيع أي شخص عربي أن يمتلك بيتا في سورية لولا الأزمة التي نعيش فيها، ونحن البلد الوحيد الذي لا يحتاج إلى فيزا، وسورية فتحت أبوابها للجميع قبل بداية الأزمة. لذلك، صار هناك جدل واستفزهم وجود جمال بالأخص، وهو يمتلك ميزة ليست موجودة في باقي الممثلين، حيث إن لديه نشاطا ذهنيا، من الممكن القول عنه إنه نادر. فنفس النظرية التي يمكن أن يقولها لك، يمكن أن ينقضها. وهو قادر على التفكير بكل الوجوه والاتجاهات. وأنت، كصحفي، بإمكانك تحليل ما قلته سابقا، لأنه ينطبق على كل الفنانين الذين سافروا إلى القاهرة، ممثلين أو ممثلات.

المحرمات الثلاثة.. باتت تطرح في الدراما السورية بشكل واضح

الشروق: المحرمات الثلاثة: الدين والسياسة والجنس، باتت تطرح في الدراما السورية بشكل واضح، بينما في وقت سابق كان مجرد التلميح إليها كارثة؟

– يبنى المجتمع، أي مجتمع في العالم، على هذا الثلاثي. وأصبح يطرح، لأن هنالك هامشا من حرية الفكر المعاصر، واستطعنا خطفها، ونحن احتلنا على الرقابة، وأنتجنا أعمالا كثيرة سموها فانتازيا، حدثت فيها إسقاطات، ومن ثم بدؤوا الدخول من باب الكوميديا قليلا على السياسة والدين، وانتفعت منها الدراما كلها، ولو أن هنالك إمكانية لمحطات أكثر من ذلك، كنا تكلمنا في أشياء أكثر، إضافة إلى أن أغلب المحطات لا تشتري أعمالا تتحدث عن هذه القاعدة الثلاثية.

الشروق: مقص الرقابة العربية مجحف أم مؤلم؟

– الرقابة قليلا ضعفت بسبب تعدد المحطات، وتعدد سياساتها سمح للمنتج بأن يتخطى الرقيب وأن يهرب منه، فأنا أعرف منتجين مخرجين ومنهم هيثم حقي، حيث كان ممنوعا على أي أحد أن يدخن في المسلسل، فيقول لهم دخنوا، وإذا كان هنالك مشهد لولد يضم أمه، وهذا ممنوع، يقول له: ضمها.. وهو من اخترق هذه المحرمات واقتحمها بعدة أعمال، وله فضل كبير على الدراما العربية.

الشروق: ما مشكلة السينما السورية؟

– تنهد.. ونظر إلي بعينين نصف مفتوحتين، وهز برأسه ثم قال: يجب أن يكون هناك دور عرض حتى تكون هناك سينما، نحن في السنة ننتج عملين فقط.. وهذه لا تسمى حركة سينمائية، رغم أننا نملك سينمائيين.. لكن، حتى ننتج سينما، يجب أن يكون لدينا دور عرض، وصالات تكفي لاستعادة المبالغ المصروفة على الفيلم، كما أن مؤسسة السينما تعمل بخسائر ولا تربح.

الشروق: أنتم السوريين، ما الذي يمكن فعله تجاه هذا الموضوع؟

– يجب أن يتحرك الرأسماليون الذين يملكون الأموال ليشتروا صالات عرض ويحدثوها.. فاليوم، لا يوجد صالة تتسع لألف وخمسمائة شخص، ومعظم الصالات تتسع لمائة وخمسين أو مائتي كرسي. ويجب أن تعرض هذه الصالات باستمرار ولا تتوقف، وعندما يكون هناك صالات، يصبح هناك إنتاج سينمائي.

مذنب في حق نفسي.. ولا أعلم ماذا كان سيحدث لو تركت العنان لنفسي

الشروق: هل تعاتب نفسك كثيرا؟

– نعم.. فأنا أشعر بأنني مذنب في حق نفسي، ولا أعلم ماذا كان سيحدث لو تركت العنان لنفسي، فمن المحتمل أن أكون قد قتلت، أو انتهيت بإحدى المصحات أو أحد السجون، أو بالانتحار، وأي شيء معقول.

الشروق: لماذا تختار الأشياء السلبية؟

-لأنه عندما يكون لديك أفكار مخالفة لأفكار المجتمع، تتعذب كثيرا.

الشروق: لو تركت شخصيتك لعنانها، ماذا كان سيحدث؟

– كنت سأذهب في اتجاهات أخرى، فأنا كالفراشة، أتجه إلى النور.

الشروق: كنترول الذي ضبطت به نفسك حماك كثيرا؟

– شيء فقط حافظ على حياتي إلى هذا الوقت وعلى علاقاتي الاجتماعية.

أيمن بهنسي.. من هو؟

من مواليد 1 يناير 1948 – محل ميلاده: القاهرة – مصر. – الديانة: مسلم. – الجنسية: سوري.

بدأ التمثيل في سبعينيات القرن الماضي، حيث كانت البداية على خشبة المسرح والشهرة عبر شاشات السينما. تعرفه الأجيال الجديدة عبر مشاركته في معظم أجزاء المسلسل الشهير ”باب الحارة“، بشخصية ”أبو قاسم“ صاحب الحمام. شارك الفنان أيمن بهنسي في عدد من الأعمال الفنية الخاصة بالفنان ”دريد لحام“، فشارك في مسرحيات: ”ضيعة تشرين“، “غربة“، ”شقائق النعمان“، وأفلام: ”التقرير“، ”كفرون“. آخر ما قدمه للدراما كان مسلسل “كسر عظم”، الذي عرض في رمضان ولقي استحسانا كبيرا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!