جواهر

أذاهبون من التحرش إلى الكَــلَبْ الجنسـي؟

جواهر الشروق
  • 4042
  • 8

السجن سيكون مصير كل رجل تسول له نفسه التحرش بامرأة في الشارع، مشروع قانون سيعرض قريبا على البرلمان الجزائري، يعني جل الرجال سيدخلون السجن و من لم يدخله سترفع عليه دعوى قضائية على الأقل، قد تكون حقيقية أو كيدية من إحداهن، فمن يمكنه إثبات كلمات أو حركات جرت في شارع خال من الحياة؟

من حيث المبدأ لا أحد سيرفض مثل هذه القوانين، التي ستضمن عودة “الحرمة” التي كانت تعتبر أمرا مسلما به في المجتمع الجزائري، مجتمع لم يعد يفرق بين المتحجبة والمتبرجة، فالكل يتعاكس باختلاف الكلمات والتقنيات، الأمر الذي أكدته تجربة لشابة جزائرية سارت في شوارع العاصمة بالحجاب الشرعي وبدونه لمدة 45 دقيقة في محاكاة لتجارب عالمية، أما المحصلة فأكدت أن الشابة تعاكست في الحالتين و منه نستنتج أن الشاب الجزائري لم يعد يحترم المرأة بالحجاب الشرعي أو من دونه، وهوسه المعلن تمرير كلمات أو همسات للفتاة التي تمر بجانبه، فإذا كانت بالميني “نروحوا نسهروا في بلاس” و إذا كانت بالحجاب “نروحوا نحجوا وإذا كتب ربي نديك للدار”، كلمات تعكس الكبت الذي يعانيه شبابٌ أثرت فيه الميديا فجعلته مسعورا لا يفكر إلا في الجنس، المهم بالحجاب أو من دونه “تسمعي تسمعي وتتعاكسي تتعاكسي”.

هذا النوع من التحرش الذي يسميه البعض في مجتمعنا  “الـــدراڨاجصار بمثابة رياضة وطنية تستهدف الجميع من  بنات المتوسطات إلى الجامعيات وصولا للنساء العاملات، فالشاب الجزائري “ما يراطيش” حتى أن البعض لا يتوانى في التأنق يوميا كأنه ذاهب للعمل، عله يظفر بابتسامة من فتاة تضمن له سهرة في الهاتف أو الشات، نعم فبعض الشباب يرى أن هذه طريقة ليعيش الحياة.

شبابٌ مسحوا الأرض بكرامة الرجال وجعلوا الكثير من النساء يفقدن الثقة في آدم بعد أن شهدت همجيتهم وقلة أدبهم، رغم أنهم ليسوا إلا ذكورا متشبهين بالرجال.. أما الرجل الحقيقي يطيع أمر العلي القدير ويغض بصره عن بنات حواء.. لكن ما الحل إذا كان الرجل يرى المرأة المتبرجة أمامه وخلفه، فوقه وتحته، ما الحل إذا كانت المرأة تسعى لاغتصاب الرجل بتبرجها والقانون والدين يرفضان ذلك يحرمانه بل و يجرمانه؟ هل يصبح الرجل وحده مسؤولا عن هذا الجرم أم المرأة بدورها شريكة؟ خاصة أن بعضهن تسأل مرآتها العجيبة يوميا قبل الخروج من المنزل  “كم رجلا سأغوي اليوم وكم كلمة غزل و مدح سأسمع؟”، و هذا ما يجعلنا ننادي بالسجن للمتحرشين والمتحرشات على حد سواء.

حدث ويحدث أن تعرض شباب ورجال لمعاكسات من البنات! صحيح أن الأمر في بدايته، لكن من يدري علنا في المستقبل القريب ونتيجة للتغيرات الكبيرة في تركيبة المجتمع سنسمع عن الفتيات اللاتي يغازلن الرجال ويسألن  “الزين مخطوب ولا يستنى في المكتوب”.

 مشكلة الجزائري أن لا شيء يوقفه إلا الوازع الديني، وهو ما غائب عن المجتمع وحُصر في المساجد التي لا يدخلها المتحرشون والمتحرشات، وإن لم يعد هذا الوازع لأفئدة الشباب فكل القوانين لن تردعه، لأن الجزائري احترف التحايل عليها، وهو ما يجعلنا نسأل هل التحرش بوابة لدخول مرحلة السعار “الكَلَبْ” الجنسي؟ الله يستر.

مقالات ذات صلة