الجزائر
رئاسة الدولة تحتضن "قائمة عرعار"

“أرضية مزفران” في مواجهة مبادرة “منتدى التغيير”

محمد مسلم
  • 6946
  • 10
ح.م

احتضنت السلطة السياسية ممثلة في رئاسة الدولة، المبادرة التي أطلقها “منتدى التغيير”، والتي تضمنت اقتراح مجموعة من الشخصيات الوطنية والتاريخية، لقيادة الحوار الذي يدعو إليه فرقاء المشهد السياسي، وهو الموقف الذي قوبل بتحفظ من قبل بعض أحزاب المعارضة.

رئاسة الدولة وفي بيان لها قالت إن “هذا الاقتراح من شأنه أن يكون أرضية لتشكيل فريق من الشخصيات الوطنية التي ستوكل لها مهمة قيادة وتسهيل الحوار”، وذلك بعدما وصفت المبادرة بـ “الخطوة الإيجابية”.

تجاوب الرئاسة مع الشخصيات التي اقترحها “منتدى التغيير”، نابع من زاوية توفر بعض هذه الشخصيات على “الاستقلالية والمصداقية والسلطة المعنوية والشرعية التاريخية، وعدم انتمائها للأحزاب وليست لها طموحات انتخابية”، وفق البيان.

احتضان رئاسة الدولة لمبادرة “منتدى التغيير” لا يعني أنها رسّمت القائمة التي تم اقتراحها، وإنما اتخذتها أرضية لمشاورات من أنها أن تفضي إلى تشكيل الفريق الذي ينتظر أن يعلن عن تركيبته النهائية لاحقا لإدارة جلسات الحوار الموعود.

ويشكل الحوار مطلب جميع الفرقاء السياسيين، من سلطة ومعارضة، كما يعتبر ضرورة ملحة تستهدف تحقيق التوافق الغائب بشان تنظيم الانتخابات الرئاسية، التي تأجلت بسبب عدم اهتداء هؤلاء الفرقاء إلى ضبط آلياته وكيفية إدارته، وكذا الجهات التي تشرف عليه، كخطوة أولى قبل الوصول إلى موعد مقبول من قبل الجميع، لتنظيم الانتخابات الرئاسية.

ومعلوم أن “منتدى التغيير” كان قد اقترح 13 شخصية بعضها وازن في المشهد، في صورة كل من وزير الشؤون الخارجية الأسبق، احمد طالب الإبراهيمي، ورئيس الحكومة الأسبق، مولود حمروش، والنائب السابق والناشط الحقوقي مصطفى بوشاشي، والمجاهدة جميلة بوحير ورئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق، كريم يونس.. فيما اعتبرت أسماء أخرى، من قبل بعض المراقبين، مجرد ديكور لتجميل مشهد ملغم.

وباستثناء كريم يونس، ومصطفى بوشاشي، اللذين باركا مسعى “منتدى التغيير”، وأعلنا موافقتهما على المساهمة في قيادة الحوار، لا يزال موقف الكثير من الأسماء البارزة، في صورة كل من طالب الإبراهيمي ومولود حمروش، لم تدل بدلوها بعد.

رد المعارضة على بيان الرئاسة لم يتأخر طويلا، فقد عبرت حركة مجتمع السلم، عن استغرابها من تجاهل الرئاسة لـ “أرضية عين بنيان”، التي وقع عليها غالبية الأحزاب السياسية الموصوفة بـ “التمثيلية” ومنظمات المجتمع المدني، وتمسكت بالمقابل بمقترحات منتدى الحوار الذي انتظم في السادس من الشهر الجاري بعين البنيان غرب العاصمة.
“حمس” عبرت عن رفضها الضمني لمبادرة “منتدى التغيير”، بحجة أن “الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني ذات التمثيل الواسع عبر التراب الوطني لم تستشر في هذا الموضوع ولا في اختيار الأشخاص”، الذين قدمهم المنتدى كمسهلين أو قياديين لإدارة الحوار.

غير أن بيان الرئاسة فسر بشكل ضمني أسباب احتضانه لمبادرة “منتدى التغيير” على حساب “أرضية عين بنيان”، فالثانية قدمت مقترحات حلول ولم تتطرق إلى من يؤطر الحوار، في حين أن الأولى قدمت شخصيات مستقلة وذات مصداقية وتتوفر على السلطة المعنوية والشرعية التاريخية، وهو ما كانت تبحث عنه رئاسة الدولة.

هذه المعطيات كشفت عن أن المشهد السياسي أصبح اليوم تتجاذبه مبادرتان، الأولى هي مبادرة “منتدى التغيير”، التي احتضنتها رئاسة الدولة، والثاني هي مبادرة “أرضية مزفران”، التي احتضنتها غالبية الأحزاب من المعارضة التمثيلية وكبعض منظمات المجتمع المدني، ما يعني أن مهمة الجميع بعد اليوم هو العمل من أجل مد الجسور بين المبادرتين وجلب الفرقاء إلى طاولة واحدة لإنهاء أزمة الرئاسيات المؤجلة.

مقالات ذات صلة