-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الممثل عزيز بوكروني لمجلة الشروق العربي

أرفض الأدوار التي أكرر فیھا نفسي ولا تضیف إلى مسیرتي المھنیة

طارق معوش
  • 533
  • 0
أرفض الأدوار التي أكرر فیھا نفسي ولا تضیف إلى مسیرتي المھنیة
تصوير: عبد الكريم شنيقل

يتمتع عزيز بوكروني بكل مواصفات النجومية. فهو فنان يبهرك في مختلف الأدوار، التي يقدمها، سواء الاجتماعية أم الثورية.

فهو أحد أفضل الشخصيات الفنية التي برزت في مجال الفني الكوميدي، كانت بداية مسيرته في الفن من خلال انضمامه إلى فرقة مسرحية في العاصمة، حيث كان ذلك من عام 1980 إلى عام 1985م، إلى جانب مشاركته في العديد من المسرحيات والمسلسلات الناجحة، نذكر منها: مسلسل القلادة وجروح الحياة ومصير امرأة وأولاد الحلال.

عزيز بوكروني، يستقبل مجلة الشروق العربي، ليكون الحديث عن العديد من النقاط، أهمها السينما، فيصرح قائلا: “إن بعض الذھنیات المتحجرة وراء تغییب الكثیر من الأعمال السینمائیة الناجحة عن دور العرض، إلى جانب ضعف الجانب التسویقي.. وقد حان الوقت لتجاوز ھذه العقبة”، مشیرا إلى أن «ھلیوبولیس» فتح شھیة المخرجین والمنتجین للعودة إلى الفن السابع.

الشروق: ارتبط اسمك الفني بالشخصیة الجادة والمرموقة، وكذا القیادیة، ھل یقلقك ھذا التصنیف؟

– نعم، للأسف.. ھذا النوع من الأدوار یعرض علي باستمرار، وھو ما یعاني منه الكثیر من الممثلین. وھذا، قد یكون سببا في عدم إبراز الفنان لكل طاقاته التمثیلیة. أفضل أن أقدم أدوارا مغایرة وجدیدة. ولھذا، أرفض بعض الأدوار التي أكرر فیھا نفسي، ولا تضیف إلى مسیرتي المھنیة شیئا، وتحدیدا، إذا كان مشكل السیناریو مطروحا، مع عدم وجود حبكة قویة.

الشروق: ما الأعمال التلفزیونیة التي شدت انتباھك موخرا، وما رأیك في غزارة الإنتاج في المدة الأخيرة؟

– ھذه الغزارة أمر إیجابي، لكن، من المؤسف، أن ینحصر في شھر رمضان فقط، وأتمنى كغیري من الفنانین، أن تكون ھناك غزارة طوال السنة، لنعطي نوعا من التوازن الفني. وعلى العموم، ما تم تقدیمه مؤخرا ھو ما بین المقبول إلى ما دون المستوى.

الشروق: في رأيك، ما النقائص التي یجب معالجتھا، التي ھي محل سخط الجمھور؟

– المشكل المطروح، بحسب رأیي، ھو ضعف الحوار، وغیاب التناسق في المشاھد وبین الممثلین، وعدم القدرة على الإقناع وشد الانتباه.. وھي، نقاط یجب التركیز علیھا كثیرا، خاصة أننا أمام جمھور متطلب وواع. والأھم، علینا الاھتمام أكثر بكتابة السیناریوھات.

الشروق: ماذا تقصد بإعادة النظر في كتابة السیناریوھات؟ ھل یعني ذلك التطرق إلى مواضیع جدیدة أم طریقة كتابة النصوص؟

– على الدراما أن تعالج الطابوھات، وتسلط الضوء على الفئات المغیبة والمھمشة. وھذا، برأيي، سیعطي دفعا للإنتاج الدرامي. فعلى سبیل المثال، نجح مسلسل «أولاد الحلال»، لأنه یخاطب فئة جدیدة من المجتمع، وتطرق إلى بعض الطابوھات والمشاكل المنتشرة في المجتمع، لكنھا غائبة عن الكامیرا، إضافة إلى صدق الممثلین واللمسة الفنیة للمخرج، ما أعطى عملا فنیا متكاملا وناجحا، وھي الحال بالنسبة إلى الكثیر من المسلسلات، التي أعادت الوھج للدراما التلفزیونیة الوطنیة، على غرار «أولاد الحلال»، «الخاوة»، «لیام، مشاعر» وأخرى.

ھناك نوع من الإجحاف في حق الممثلین الكبار عكس ما نراه في دول عربیة أو أجنبیة

الشروق: في رأيك، لمَ انحصر دور كبار السن من الممثلین في الأدوار الثانویة، رغم مسارھم الفني الطویل، ولم لا نراھم في أدوار البطولة؟

– ھناك نوع من الإجحاف في حق الممثلین الكبار في السن، وأغلب المخرجین یفضلون الشباب، حتى لو لم تكن لدیھم خبرة، وھذا أدى إلى نوع من الصراع بین الجیلین، ولا علاقة له بقدرات الممثل الذي بلغ مرحلة عمریة معینة، عكس ما نراه في دول عربیة أو أجنبیة.. فمثلا، في مصر، نرى الكثیر من البطولات المطلقة تمنح لممثل متقدم في السن، وھناك دوما مزیج معتدل في المسلسلات أو الأفلام المصرية بین الشباب وجیل الأمس من الممثلین، وھو ما نفتقده في الجزائر.

الشروق: ھل ينقل عزيز بوكروني خبرته إلى الشباب؟ وھل یتقبلون الانتقادات والملاحظات؟

كثیرا ما أقدم نصائح إلى الممثلین الشباب، ممن أتشارك معھم التمثیل في مختلف الأعمال. وعموما، الكثیر منھم یتقبلھا، لكن، ھناك من یرفضون النصح/ أو التوجیھات. فبعضھم مغرور، والبعض یقول إنه تكوّن بمعاھد أجنبية وووو.. وكما سبق أن قلت، الغرور هو الذي يقتل المبدع.

الشروق: السينما الجزائرية حققت نجاحا متميزا في فترة الستينيات والسبعينيات وبداية الثمانينيات، ولكنها تراجعت خلال الفترة الزمنية ما بين أوساط الثمانينيات وحتى أوساط الألفين وعشرة.. لم؟

– السينما الجزائرية كانت من أقوى وأجرإ الأعمال السينمائية في الوطن العربي، وكانت منافسة على مستوى السينما العالمية، وقد لفتت أنظار المبدعين في مجال السينما العربية. وكانت تحقق جوائز عالمية، من خلال مشاركتها في المهرجانات العربية والعالمية. ولكنها، مرت بفترة صعبة للغاية، وخاصة خلال السنوات السود، التي مرت بها الجزائر، وهي السنوات التي ظهرت فيها الجماعات التكفيرية المتطرفة، التي حاربت الفن والفنانين، ما أثر سلبيا على الفنون والإبداع بشكل عام، وعلى السينما والمسرح والتلفزيون والفنون الأدائية.. ومع انتهاء فترة الإرهاب في الجزائر، بدأت الفنون تسترجع مكانتها وقوتها التاريخية المشرفة والمتميزة، وعادت الحياة تدب في شرايين الفنون من جديد، وأصبح لدينا الآن نهضة سينمائية كبيره. وكذلك، نهضة مسرحية وتلفزيونية، تجددت مع القضاء على الحركات الإرهابية التي أساءت إلى الجزائر وشعبها، الذي قدم مليونا ونصف مليون شهيد، للخلاص من الاستعمار الفرنسي البغيض.

أعتبر نفسي محظوظا بشخصية مقادة في فيلم «ھلیوبولیس»

الشروق: ماذا استخلص طاقم عمل «ھلیوبولیس»، من جولته الفنیة التي قادته إلى أغلب ولايات الوطن؟

– كانت جولة ناجحة جدا، وستتواصل الأیام المقبلة، بإذن الله. ھناك تجاوب كبیر من طرف الجمھور، الذي احتضن العمل بكل حب، وفي كل ولایة، كانت قاعات السینما ممتلئة عن آخرھا، والھدف من هذه الجولات، كان فتح نافذة للجمھور لمشاھدة العمل، وتوضیح الكثیر من التفاصیل المبھمة، أو التي ھي محل جدل. وكفنانین، شكلت الجولة حافزا لنا ومنحتنا ثقة كبیرة. وھذا، سیشجع المخرجین وكذلك المنتجین، للعمل أكثر في مجال السینما، التي تراجع نوعا ما مردودھا، إلى جانب التركیز على الجانب الدعائي والتسویقي. واستخلصنا أن الجمھور حقیقة متعطش إلى العودة إلى قاعات العرض.

الشروق: أفهم من كلامك أن نجاح أي عمل سینمائي یرتبط بالدعایة والتسویق له داخل وخارج بلده الأم؟

– أكید، حان الوقت لإعادة التفكیر في طرق الترخیص لفتح وكالات إشھار، من مھامھا التكفل بالشق التسویقي للإنتاج الجزائري، خاصة السینمائي. وجدیرة أن تمنح لأشخاص من أھل الاختصاص. وأرى بأن «ھلیوبولیس» قد أثار نقاطا حساسة، تتعلق بدعم وتسویق الأعمال السینمائیة الجزائریة، سواء محلیا وحتى في الخارج. وللأسف، ھناك جھات متخوفة من عودة السینما إلى الواجھة. لذا، یجب محاربة ھذه الذھنیات المتحجرة. للأسف، الكثیر من الأعمال الناجحة، كانت ضحیة ھذه السیاسات العرجاء. أذكر، على سبیل المثال، “الوھراني”، “العشیق”، “مسخرة”.. وأعمال أخرى لم تنل حقھا وحظھا إلى غایة الیوم.

الشروق: ألم تتخوف من تجسید دور مقداد، وحكم الجمھور على الشخصیة التي تحاكي صورة الحركي و«القاید» خلال الثورة، وعلاقتھما الوطیدة بالمستعمر؟

– في البدایة، أعتبر نفسي محظوظا بالظفر بھذا الدور، بعد نجاحي في الكاستینغ، الذي شاركت فیه رفقة ثلاثة ممثلین آخرین,.لم أتخوف مطلقا من الشخصیة وطبیعتھا، أو رد فعل الجمھور، بقدر ما كنت خائفا من عدم الوصول إلى ذلك المستوى العالي في تقمص الدور. لقد شدني السیناریو كثیرا، وخاصة شخصیة مقداد.. ولأول مرة في مساري الفني، أقرأ سیناریو دفعة واحدة، دون توقف، إلى غایة النھایة. ومقداد الذي كانت له علاقة جیدة مع الفرنسیین، بحكم أنه ابن أحد «القیاد»، لم یكن یوما ضد فكرة اندلاع الثورة، لكنه كان عقلانیا ورأى أن الوقت غیر مناسب في أربعینيات القرن الماضي، للبدء في أي شكل من أشكال الكفاح المباشر ضد العدو، لأنه كان یرى بأن الشعب الجزائري غیر جاھز، وھو ما نصح به ابنه محفوظ ورفاقه الذین انخرطوا في النضال السیاسي آنذاك، ودفعوا حیاتھم مقابل ذلك مباشرة بعد أحداث 08 ماي 1945، بینما مقداد الذي عاش حیاته في بذخ ومستوى معیشي مرموق، اختار في النھایة رفع السلاح والوقوف ضد المستعمر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!