الجزائر
وزارات وجمعيات تتغنى بالتكفل بالمواطن.. والواقع يكشف المستور

أرقام خضراء خارج مجال التغطية.. والخدمات “يجيب ربي”!

نوارة باشوش
  • 984
  • 3
أرشيف

1020.. 1030.. 3045.. 1555 كلها أرقام خضراء وضعت تحت تصرف المواطنين للتبليغ عن حالات الطوارئ أو التجاوزات.. إلا أن المتصل بهذه الأرقام لا يسمع سوى عبارات “خارج مجال التغطية.. الرقم خاطئ أو الرقم الذي شكلتموه خاطئ نرجو التأكد منه..”، وبالتالي باتت هذه الأرقام شكلية، مجرد إشهار فقط لا دور لها.
“لكل استعلاماتكم وانشغالاتكم ما عليكم سوى الاتصال بالرقم الأخضر…”، هذه عبارات أطلقتها العديد من المؤسسات والجمعيات، خاصة تلك التي تهتم بصحة المستهلك، أو للإبلاغ عن تجاوزات التجار، خاصة في شهر رمضان.. لكن المتصل بهذه الأرقام يجد أنها مجرد شعارات جوفاء لا أساس لها من الصحة.

الخط لا يشتغل.. فالرقم الذي شكلتموه خاطئ

الرقم الأخضر “1020” الذي تم إطلاقه في أفريل 2017، من طرف وزارة التجارة في إطار مراقبة الممارسات التجارية ومكافحة المضاربة ومراقبة مطابقة السلع وقمع الغش، سيتم استغلاله لتحفيز المواطنين على التحلي بالوعي الاستهلاكي والتبليغ عن المخالفات والتجاوزات التي يقوم بها التجار، خاصة فيما يخص السلع الواسعة الاستهلاك، وزيادة الأسعار المقننة، إلا أن المتصل بهذا الرقم مرارا لتقديم شكاوى عن تجاوزات التجار لا يسمع إلا عبارات “الرقم الذي شكلتموه غير موجود”… مما يؤكد أن هذا الخط مجرد رقم وفقط.
وعلى نفس الشاكلة، فإن الرقم 1024 الذي تم تخصيصه للتبليغ عن تجاوزات المرتكبة من طرف التجار فيما يتعلق بالمنتجات ذات الاستهلاك الواسع وكذا الظواهر التي تمس بصحة المستهلك، حيث بمجرد أن تتصل به تسمع ” لرقم خاطئ اتصل بمصلحة الاستعلامات”، ليبقى التساؤل المطروح هو هل تعلم وزارة التجارة بهذا المشكل الذي يحصل على مستوى الرقم الذي خصصته لاستقبال شكاوى المواطنين؟ لتكون الشكوى اليوم هي أن هذا الخط لا يشتغل وليس المنتوج غير صالح.

أيها المرضى موتوا.. وسيال لا ترد

بالمقابل، فإن وزارة الصحة وبالرغم من تخصيصها في كل مرة للأرقام الخضراء، إلا أن المرضى وأهاليهم يصطدمون بواقع آخر عند الضرورة، فمثلا الرقم الأخضر “3045” الخاص بالمرضى في حالة حرجة، فهو الآخر لا يعمل، فإن حاولت الاتصال فإنك تسمع “إن الرقم الذي طلبتموه غير موجود”، ما يعني أن كل من يعاني من حالة مرضية حرجة وخطيرة لا وجود لمعين أو منقذ له.
ومن جهة أخرى، وضعت المياه والتطهير “سيال” أرقاما للتبليغ عن الأعطاب الناجمة عن تسربات المياه، أو حالات العطب أو أي مشكل تقني يتعلق بالشركة، إلا أنها لا تستجيب لاتصالات المواطنين، فكلها خارج مجال التغطية.

1527… المتشردون في خبر كان

الطامة الكبرى هو الرقم “1527”، الذي تم وضعه من طرف وزارة التضامن والأسرة، لمساعدة المتشردين و”الأس.دي.أف”، خاصة في فصل الشتاء ومثل هذا الشهر الكريم، حتى يتم التكفل بهم ونقلهم إلى مراكز استقبال مثل هذه الحالات، إلا أن المتصل بهذا الرقم، لا يسمع سوى عبارات “الرقم غير موجود..أرجو منكم التأكد منه” وبثلاث لغات “العربية، الفرنسية، الإنجليزية”.

مقالات ذات صلة