-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الاختيار الخاطئ في الزواج، بين التهور والمكتوب

أزواج وزوجات يعيشون مأساة نتائج قراراتهم

نسيبة علال
  • 2368
  • 0
أزواج وزوجات يعيشون مأساة نتائج قراراتهم

“الزواج قسمة ونصيب”.. مقولة شائعة في المجتمع الجزائري، سواء كان الارتباط بطريقة تقليدية أم بالاختيار. في حين، لا يعد هذا الطرح قائما مع تطور العلاقات، في وقت أصبح اتخاذ قرار الزواج والبحث أو الموافقة على الطرف الآخر، يشكل فارقا شاسعا في طبيعة الحياة المستقبلية.

عندما تدفع الفتاة ثمن تهورها

“تعرفت على زوجي عبر فايسوك، في مجموعة متخصصة بالمهندسين المعماريين، فهو يشاركني المهنة. بقينا على تواصل، وتطورت علاقتنا إلى أن طلب خطبتي. حدثت عائلتي، فرضوا، لكونهم لا يعرفون أصوله، وهو من ولاية بعيدة جدا، فأقنعتهم بأنه مثقف متدين وجدي..” بعدما تم الزواج، اكتشفت مهدية أن اختيارها خاطئ، فقد أثرت العادات والتقاليد المتباينة ونمط العيش والمستوى المادي على طبيعة العلاقة، لكن، ما باليد حيلة.. تضيف مهدية: “كان علي أن أتحمل نتائج هذا الاختلاف الرهيب، الذي سبب لي اختلالا نفسيا، لا يسمح لي الآن برفض حتى أبسط التفاصيل أو الاحتماء بعائلتي البعيدة عني، التي ستحمّلني وزر اختياري الخاطئ والمرافعة لصالحه. حتى الطلاق مرفوض، ويمكن أن أواجه معاملة أسوأ من أقاربي، لو عدت بعد علاقة من هذا النوع”.

سماح، التي عاشت تجربة مماثلة، تقول: “امتدت فترة تعارفنا إلى 5 سنوات في الجامعة. وفور تخرجنا، تقدم لخطبتي، فرفض والداي، لكوني ابنة وحيدة، بعد ثلاثة شباب يكبرونني كثيرا، معتادة على الدلال، بينما لا يملك هو الخبرة في الحياة التي تسمح لي بعيش أفضل، أو على الأقل، بالمستوى الذي كنت أعيشه في بيت أهلي.. مع هذا، اخترته وتزوجته. وندمت كثيرا في ما بعد، فلم يعد الحب مجديا وسط مصاعب الحياة الكثيرة، مع رجل لم يتعلم المسؤولية بعد، ولا يعرف تسيير أسرة، رغم تحصله على وظيفة. علاوة عن هذا، يشعرني بفضله في الاستمرار على علاقة كان يجب أن تتوقف”.

تقديم المصالح الشخصية من أكبر الأخطاء

يختار الشباب اليوم فتيات عاملات في سلك التعليم أو الصحة، بموجب فكرة أن العمل في هذه القطاعات يوفر للمرأة عطلا سنوية محددة، فضلا عن برنامجها المضبوط بتوقيت ساعي ثابت، وعدم ارتباطها ببعثات عمل أو سفر أو مهمات طارئة.. فكرة سادت في المجتمع، وتجذرت بالرغم من كون معظم الذين انتهجوها اكتشفوا كم كانت خاطئة منذ البداية، سواء للرجل أم حتى للنساء، اللواتي يخترن الشريك انطلاقا من وظيفته، وكم يجني منها شهريا، وما الذي توفره له من مزايا.. أسامة، شاب ثلاثيني، يعمل في سلك الأمن، تعرف على أستاذة بغرض الزواج، واتفقا معا على بعض الشروط المتعلقة بالجانب المادي، يقول: “أصبحت زوجتي تقضي يومها خارج المنزل، وفي نهاية الشهر، تسهم بثلث راتبها لمصاريف المنزل، متمردة لا تحترم كياني، وترد دائما عن تقصيرها في مسؤولياتها بأنها لا تختلف عني، فلها حقوق كما عليها واجبات، ما يدفعني إلى هجرانها أحيانا، وأحيانا أخرى، لا أتمالك نفسي فأضربها عندما تصفني بالطماع أو الانتهازي”.

الإهانة والاحتقار نتائج عدم التكافؤ في الزواج

تقول سهام: “طالما كنت أحلم بالزواج من رجل ميسور الحال، يعوضني عن الحرمان المادي والعاطفي الذي عشته سابقا من دون أب، لكنني تزوجت بأحد أقاربي، شخص فقير، مستواه التعليمي محدود جدا، قررت عائلتي أن أرتبط في مرحلة ما، فاخترته رغم العروض التي كانت متاحة لي، فقد أقنعتني أمي بأنه الأنسب لأنه من مستواي، لكن، طيلة تسع سنوات زواجا، عانيت معه من الإذلال والإهانة والحرمان. وكان يخبرني بأنني لا أصلح لغير ذلك، وأنني محظوظة بالزواج الذي غيّر واقعي، بينما لم يزده إلا سوءا”.

تشير الأخصائية في علم النفس، الأستاذة نادية جوادي، إلى أن “أغلب مشاكل الزواج في عصرنا راجعة إلى الاختيار الخاطئ منذ البداية، حيث لا يملك معظم الشباب اليوم، أسس ومعايير صحيحة لاختيار الشريك، في وقت طغت فيه الماديات والمظاهر على الدين والأخلاق، بالإضافة إلى تأثير الانفتاح المرعب الذي غير قيم مجتمعات برمتها، وألغى دور الأعراف والشريعة الإسلامية في قرار الزواج، مع أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- قد حدد معايير اخيار الزوجة، ومعايير اختيار الزوج”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!