الجزائر
رسوب عدد كبير في امتحانات التثبيت

أساتذة مدمجون وترسيمهم مؤجل إلى إشعار آخر!

نشيدة قوادري
  • 2232
  • 3
أرشيف

شكلت القرارات الصادرة عن “لجان التثبيت” المتخصصة صدمة لدى عدد كبير من الأساتذة الجدد في الأطوار التعليمية الثلاثة، إذ فوجئوا برسوبهم في “امتحانات الترسيم” التي شرع في برمجتها قبل فترة قصيرة.
وبالنظر إلى أنّ عملية إدماجهم في مناصب قارة قد تمت بناء على “أمرية رئاسيّة”، فإن كافة الإجراءات المتخذة بصفة “بعدية” تبقى “تكميلية وشكلية” في تقدير المعنيين، وذلك لأجل تحقيق الهدف المبتغى وحماية حقوق المربي، وتمكينه من الحصول عليها كاملة غير منقوصة، خاصة في الشق الخاص بالترقية في الدرجات.
وبهذا الصدد، أفادت مصادر “الشروق” أن عددا كبيرا من الأساتذة الجدد الذين انتقلوا، وفق إجراءات الإدماج في المنصب بأمرية رئاسية مؤرخة شهر ديسمبر 2022، من صفة متعاقدين إلى متربصين، قد فوجئوا برسوبهم في الامتحان، برغم أن التقارير المرفوعة من قبل رؤساء مؤسساتهم التربوية تشهد لهم بالكفاءة والتميز في مجال اختصاصهم والتفاني في عملهم.
هذا الأمر أثار استياء المعنيين، خاصة أن عملية ترسيمهم ستتأجل إلى غاية السنة الدراسية المقبلة 2024/2025، حيث سيتم إلزامهم بإعادة اجتياز امتحان آخر للتثبيت.
وأشارت مصادرنا إلى أن مديري المؤسسات التعليمية قد وجدوا أنفسهم في ورطة يصعب تجاوزها، على اعتبار أنهم بذلوا قصارى جهودهم وعملوا المستطاع رفقة الأساتذة المكونين، لأجل مرافقة الجدد منهم مرافقة بيداغوجية وتوجيهية وبشكل دوري، بغرض دفعهم للنجاح، في وقت تم الوقوف على انعدام شبه كلي لزيارات المفتشين، غير أنهم في مقابل ذلك لا يمكنهم التصرف في قرارات “لجان الترسيم” المتخصصة، بسبب انعدام الصلاحية من جهة، ومن جهة ثانية لعدم تجاوب المصالح المختصة بمديريات التربية للولايات مع الإشكالية المطروحة والمتعلقة برسوب عدد كبير من المربين في امتحان التثبيت.
ولفتت ذات المصادر إلى أن تجسيد الإجراءات القانونية لترسيم الأستاذ بصفة متربص، والذي تتوفر فيه الشروط المعمول بها قانونا، تبقى “شكلية”، على اعتبار أنهم قد سبق لهم الاستفادة من تدابير الإدماج في المنصب بقرار أصدره القاضي الأول في البلاد بتاريخ 11 ديسمبر 2022، وبالتالي فإن اتخاذ قرار برسوب عدد كبير من المربين، وبرغم أنهم أكفاء، هو ضرب لتعليمات الرئيس تبون عرض الحائط، في وقت كان الأجدر بالمصالح المختصة، الحرص على تنفيذ فحوى التوجيهات على أرض الواقع، وفق تعبير المصدر.
كما شددت المصادر نفسها على أن عملية الترسيم قد تحولت من عملية بيداغوجية تربوية تكوينية تضمن الحقوق وتعزز الكفاءات إلى “نقمة” للأساتذة الجدد، الذين اجتهدوا وثابروا لأجل افتكاك النجاح، غير أنهم فوجئوا بقرار تأجيل ترسيمهم إلى غاية الموسم الدراسي القادم.

مقالات ذات صلة