-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
إصلاح نظام "أل أم دي" وخوصصة الجامعات وتحسين الخدمات

أساتذة وطلبة يدعمون قرارات مجلس الوزراء في قطاع التعليم العالي

إلهام بوثلجي
  • 1912
  • 0
أساتذة وطلبة يدعمون قرارات مجلس الوزراء في قطاع التعليم العالي
أرشيف

ثمّن ممثلو الأسرة الجامعية من أساتذة وطلبة قرارات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في مجلس الوزراء المنعقد الأحد، والرامية إلى إعادة النظر في نظام التكوين الجامعي “أل أم دي” وإصلاح شامل للخدمات الجامعية مع فتح مجال الاستثمار في القطاع أمام الخواص، مع إمكانية الاستفادة من التمويل البنكي، وهي القرارات التي اعتبروها بمثابة انطلاقة حقيقية للإصلاح في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي.
ووفقا لما أمر به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في مجلس الوزراء، سيتم فتح نقاش واسع مع مختلف الفاعلين في قطاع التعليم العالي لإصلاح نظام “أل أم دي” وهذا بعد ما سبق للوزارة أن باشرت منذ حوالي شهر في مشروع إصلاح ميادين التكوين وتوحيدها، مع إعادة النظر في سنوات التكوين ورفعها إلى أربع سنوات في الليسانس وهذا في إطار برنامج “عصرنة الجامعة”.
وفي السياق ذاته، وتكملة للإصلاحات أمر الرئيس ولأول مرة بفتح التمويل البنكي للخواص للاستثمار في إنشاء جامعات خاصة، لاسيما أن دفتر الشروط القديم يخص إنشاء مؤسسات تكوين عال، خاصة الجامعات، والتي تضمن التكوين العالي للطلبة الناجحين في البكالوريا، بالإضافة إلى استحداث بطاقية مرجعية للتخصصات العلمية، لمعادلة شهادات الجامعات الأجنبية، بصفة آلية لحامليها من الجزائريين، وفي الشق الخدماتي شدد الرئيس على ضرورة بعث إصلاح شامل لقطاع الخدمات الجامعية، من حيث الكيف والكمّ.

مديرة التكوين: مشروع عصرنة التعليم العالي جاء لإصلاح “ال أم دي”ّ
وبهذا الصدد، أكدت مديرة التكوين في الطور الثاني بوزارة التعليم العالي، فايزة أمين، لـ”الشروق” بأن النقائص التي اكتنفت نظام “أل أم دي” منذ تطبيقه سنة 2004 دفعت إلى إدخال إصلاحات عليه، والبداية كانت بندوة الإصلاح سنة 2016، حيث تم العمل على تكييف الجامعة مع المحيط الاقتصادي، والآن في سنة 2023 –تقول المتحدثة- حان الوقت لنعيد النظر في النظام الحالي، ومن أجل ذلك كان هناك التفكير في عصرنة التعليم العالي والذي انطلق قبل انعقاد مجلس الوزراء، مشيرة إلى أنه سيتم إدخال بعض الإصلاحات وفقا لمقترحات الفاعلين في القطاع وهذا بعد تشخيص الوضع الحالي وتقييمه للخروج بتصور مشترك.

سعدودي: إصلاح نظام “أل أم دي” قرار حاسم من السلطات العليا
وفيما يخص قرار إصلاح نظام “أل أم دي”، قال الأستاذ بجامعة المدية شاذلي سعدودي، لـ”الشروق” إنه قرار حاسم من السلطات العليا في البلاد، ولطالما كان مطلبا ملحا للأسرة الجامعة طيلة سنوات، ليصرح: “كنا نلح منذ مدة على أن نظام “أل أم دي” الذي سرنا فيه منذ 20 سنة فشل رغم كل الترقيعات التي مسته”.
وفيما أكد المتحدث بأن النظام الكلاسيكي ليس مثاليا للتحولات التي يشهدها قطاع التعليم العالي والبحث العلمي عالميا، إلا أن قرار مجلس الوزراء بإحداث إصلاح شامل بين النظامين من شأنه أن يقدم نتيجة ملموسة، مضيفا: “نناشد الحكومة والوزارة أن لا تتخذ القرار بشكل متسرع وأن تكون مشاورات موسعة وتقام ندوة خاصة في كل قسم من الأقسام بمشاركة كل الأطراف لترفع على مستوى كل جامعة وتطرح في الندوات الجهوية”، ليثمن قرار الرئيس الرامي إلى إصلاح جذري باستشارة الفاعلين والمختصين.

إسحاق خرشي: أهمية بالغة تعليميا واقتصاديا للجامعات الخاصة
ومن جهته، يرى الأستاذ الجامعي المتخصص في الاقتصاد، إسحاق خرشي، أن قرار فتح الاستثمار لإنشاء جامعات خاصة يكتسي أهمية بالغة من الناحية التعليمية والاقتصادية، إذ أنه سيسمح بخلق مناصب شغل ولو كانت محدودة للأساتذة حاملي شهادة الدكتوراه، كما سيكون فرصة للطلبة الذين يرغبون في الحصول على مستوى تكويني عال وظروف إقامة وتكوين جيدة، ولفت ذات المتحدث إلى أن للجامعات الخاصة إمكانات في تقديم إنتاج علمي بمستوى عال.
وفيما ثمن خرشي مقترح فتح رأس المال للخواص لتشجيعهم لإنشاء جامعات خاصة، فقد أشار إلى بعض العراقيل التي يستوجب أخذها بعين الاعتبار لإنجاح التجربة، والمتعلقة بنسبة الإقبال على مثل هذه الجامعات والتي بينت التجربة -يقول- مع مؤسسات التكوين العالي الخاصة الموجودة بأنها ضئيلة لارتفاع تكلفة الدراسة التي قد تصل من 30 حتى 40 مليون سنتيم للسنة الجامعية الواحدة مقارنة بالجامعات الحكومية، فضلا عن عدم ضمان التوظيف للخريجين وإشكالية اعتماد الشهادة، وهو ما ينبغي –حسبه- أن يؤخذ بعين الاعتبار.
وأضاف ذات المتحدث بأنه حتى تكون الجامعات الخاصة ناجحة ينبغي أن يمنح لها بعد دولي من خلال الشراكة مع جامعات دولية، إذ يمكن استثمار العلاقات السياسية الاقتصادية مع عدة دول ككوبا وإيطاليا وأمريكا مثلا لتوطيد العلاقات في الجانب العلمي والبحثي، ما سيجعل الإقبال عليها من قبل الطلبة أحسن من الجامعات الخاصة الوطنية.

اتحاد الطلبة: إصلاح الخدمات الجامعية ضرورة ملحة
إلى ذلك، رحبَ أكنوش محمد، رئيس المكتب التنفيذي للاتحاد العام للطلبة الجزائريين، بمخرجات مجلس الوزراء فيما يخص إصلاح قطاع التعليم العالي، ولاسيما الشق الخدماتي المتعلق بالخدمات الجامعية والذي لطالما كان ومايزال مطلبا ملحا للطلبة الجامعيين، مؤكدا في تصريح لـ”الشروق” بأنه وجب وبشكل ملح إعادة النظر في وضعية الخدمات الجامعية من حيث الإيواء والإطعام والخدمات المقدمة للطلبة والتي لها تأثير قوي ومباشر على التحصيل العلمي للطلبة.
وفي السياق ذاته، قال أكنوش إن إصلاح نظام “أل أم دي” حتمية تفرض منحه نفسا جديدا للتماشي مع المستجدات العالمية لنظام التكوين العالي والتي ينبغي أن يراعى فيها إدماج مواد تكوين تراعي خصوصية المرحلة وتأخذ بعين الاعتبار الثغرات الموجودة فيه منذ سنوات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!