-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
شد وجذب في شبكة التوقيت بين المعلمين والإدارة

أساتذة يبحثون عن أفضل ساعات التدريس

نادية سليماني
  • 8456
  • 0
أساتذة يبحثون عن أفضل ساعات التدريس

يعيش الأساتذة ضغطا نفسيا رهيبا في الأسبوع الأول للدخول المدرسي، رغم تقليص الحجم الساعي، فالجميع يحاول الظفر بأحسن شبكة توقيت، أو مخطط زمني. فتندلع بين الأساتذة حرب باردة، لدرجة سمعنا عن أستاذات خاصة المتزوجات ارتفع لديهن الضغط الدّموي، بعدما فشلن في الظفر بتوقيت يناسبهن، وزاد النقاش حدّة بدخول أساتذة جدد للتعليم الابتدائي، ويتعلق الأمر بأستاذة اللغة الإنجليزية والتربية البدنية.

صعوبات كبيرة يواجهها الأساتذة في اجتماع رسم مخططات استعمال الزمن، مع كل دخول مدرسي، فكل أستاذ يبحث على توقيت يناسبه، أو كما يقال: “خاتم قيس يدو”.

ساتاف: المشكل مطروح في كل دخول مدرسي.. وكلّ يبحث عن مصلحته

والظاهرة نرصدها أكثر في الطور الابتدائي، فرغم أن الحجم الساعي في هذا الطور تم تقليصه هذه السنة، تزامنا مع التحاق أساتذة الإنجليزية والتربية البدنية للتدريس بهذا الطور، إلا أن الإشكال بقي قائما، فالأستاذات الأمهات، يفضلن دوما العمل في الفترة الصباحية، للمكوث مساءا مع أزواجهن وأولادهن، وهو التوقيت نفسه الذي يفضله أساتذة رجال أيضا، بمبرر التفرغ لشؤون الأسرة مساء. والضحية في الموضوع هم الأساتذة العزاب، الذين تنهال عليهم التوسلات لترك جدول زمنهم “المثالي” للغير، لأنّهم لا يملكون انشغالات أسرية..!

ارتفع ضغطها بسبب توقيت تدريسها

“حليمة”، أستاذة فرنسية لمدة 13 سنة بالطور الابتدائي، التقيناها بمركز الصحة الجوارية لدرقانة في أول يوم للدخول المدرسي، وكانت تعاني من ارتفاع ملحوظ في الضغط الدموي. وسبب حالتها الصحية بحسب ما أخبرتنا، أنها لم تتمكن من الظفر بتوقيت دراسي يناسبها، وقالت: “وجدتُ نفسي أدرّس يوميا صباحا من 8 إلى 9 والنصف ثم آخذ قسط راحة لألتحق بالقسم في 11 والربع، والإشكال أنني لا أستطيع مغادرة المدرسة وقت الفراغ، لأعود مساء على 1 زوالا”. وهذا التوقيت لا يساعد محدثتنا إطلاقا، فهي أم لثلاث بنات إحداهن تبلغ 4 سنوات. وهي كانت ترجو جدولا زمنيا صباحيا فقط، للتفرغ لأسرتها مساء، وتكشف “حليمة” أن كل محاولاتها لتبادل الجدول الزمني مع أساتذة آخرين قوبل بالرفض، ما جعلها تتعصب جدا ويترفع لديها الضغط الدموي.

ويتدخل مفتشو المواد التعليمية في الطور الابتدائي، لإيجاد توقيت مناسب لأساتذة موادّهم، وهو ما يجعلهم طرفا في نقاشات حادّة، بينما يجد مدراء المدارس، صعوبات كبيرة للتوفيق بين الأساتذة “المتخاصمين” على الجدول الزمني. في حين تشهد اجتماعات أخرى لتنظيم التوقيت، تفاهما وتعاونا بين الأساتذة، الذين يخرجون مرتاحين من الاجتماع.

أساتذة الإنجليزية والتربية البدنية.. ضحايا

ومن جهة أخرى، يرى بعض الأساتذة المرسّمين حديثا في مادّتي اللغة الإنجليزية والتربية البدنية بالطور الابتدائي، بأنهم تعرّضوا “لشبه ظلم” من بقيّة زملائهم القدامى، الذين حاولوا منحهم شبكة توقيت لا تخدمهم، بحجة أنهم جدد في التعليم وعليهم أن لا يتشرّطوا..!

والموضوع استفز أحد أساتذة الطور الابتدائي، الذي استنكر ما وصفه بمحاولة إشعال فتنة بين أطقم المدرسة وأساتذتها، قائلا: “أستاذ اللغة الفرنسية وأستاذ الإنجليزية والتربية البدنية، كلنا أعمدة المدرسة الجزائرية، ولا يجب أن نتأثر بفارق ساعات العمل”.

وفي هذا السياق، أكد الأمين العام الوطني للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين “ساتاف”، بوعلام عمورة في تصريح لـ ” الشروق” بأن التوقيت الزمني الذي يُوزع على الأساتذة مع بداية كل دخول مدرسي “تكثر حوله الشكاوي دوما، لأن كل أستاذ يريد توقيتا يناسبه”.

وبحسب عمورة، أحيانا، تكون شكوى الأستاذ بشأن التوقيت مقبولة نوعا ما، خاصة إذا كان لديه تباعد واضح في فترات التدريس طيلة اليوم. ففي بعض الأحيان، يدرس الأستاذ من الساعة 9 إلى 10 صباحا، ثم من 2 إلى 3 زوالا، وهذا توقيت يجعل الأستاذ موجود في المدرسة ليوم كامل. “وغالبا تحل هذه المشكلة بين الأساتذة، عن طرق تبادل الأوقات” على حدّ قوله.

أما أساتذة آخرون، فيبالغون في التذمر “لأنهم يريدون توقينا يناسب دخول وخروج أولادهم وقضاء مشاغلهم”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!