-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الظاهرة استفلحت هذا العام

أستاذات يلجأن إلى العطل المرضية تفرغا لمائدة الإفطار

سمير مخربش
  • 1646
  • 1
أستاذات يلجأن إلى العطل المرضية تفرغا لمائدة الإفطار
أرشيف

لجأ العديد من الأساتذة وخاصة الأستاذات، إلى العطلة المرضية للهروب من ضغط التعليم والتفرغ لمشاغل رمضان الروحية و”الإطعامية”، وهي الظاهرة التي استفحلت هذا العام بسبب الإرهاق الكبير الذي أصاب الأسرة التربوية.

الضغط في العمل يمس بصفة خاصة عمال التربية وعلى رأسهم الأستاذات، اللواتي لم يترددن في تدبر أمر التغيب عن المؤسسات التربوية مع بداية الشهر الفضيل، ويكون ذلك بزيارة الأطباء للحصول على عطلة مرضية سواء بوجه حق أم من دونه. فكل أستاذة تذكرت بأن لها نصف مرض أو ربعه أو أدنى من ذلك أو وجدت طريقة للحصول على عطلة مرضية، لم تتأخر في إيداع الوثائق الضرورية في مصلحة العطل بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للعمال الأجراء، في خطوة استفحلت وسط الأستاذات اللائي يشتكين من الضغط والإرهاق بعد حوالي ستة أشهر من العمل.
وحسب الأستاذات اللائي تحدثنا إليهن، فإن العمل التعليمي ببرنامجه المكثف الذي تجاوز الحجم الساعي أرهق الأساتذة بصفة عامة والفئة النسوية بصفة خاصة. فهناك أساتذة يعملون 32 ساعة في الأسبوع، وهو حجم رهيب لا يتوافق مع القدر المعمول به في الدول، التي طورت طريقة تعليمها ونجحت فيها. كما أن البرنامج طويل والدروس كلها تتطلب تركيزا كبيرا وتكثيفا قدر الإمكان لتقديم كل درس في حصة لا تزيد عن 45 دقيقة أو أقل، وهو المجهود الذي زاد في إرهاق الأساتذة الذين دخلوا في سباق وحيرة خوفا من عدم إكمال البرنامج السنوي.

كما يشتكي الأساتذة من تكرار الدروس وإعادتها أكثر من مرة في اليوم، حيث تقول إحدى الأستاذات في الطور المتوسط أنها تعيد الدرس الواحد ست مرات في اليوم فيتحول الأستاذ إلى آلة تردد الكلام تلقائيا دون الحاجة إلى تركيز.

ورغم تقليص عدد التلاميذ في القسم والعمل بنظام التفويج إلا أن كثافة البرنامج حولت العملية البيداغوجية الى حشو وإطناب وإرهاق للأساتذة، ولذلك أدركهم التعب قبل نهاية السنة وأصبحوا يبحثون عن منفذ للخروج من هذه الدوامة.

“زوج غير متفهم ولا يقبل الأعذار”

ومع حلول شهر رمضان أضحت العطلة المرضية، عجلة إنقاذ لكبح هذا الضجيج والتدحرج المعلوماتي. وقد لجأت الأستاذات إلى العطلة للتفرغ للمطبخ وتبعاته وإعداد الفطور في ظروف أحسن لأن الخروج من العمل في حدود الساعة 15:30 يعني العودة من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر، لتحضير مائدة رمضان، والخضوع لضغط ثان بعد ضغط العمل وهي المهمة الشاقة التي لم تعد تقدر على أدائها أغلبية المعلمات خاصة المتقدمات في السن واللائي يأسن من التقاعد النسبي، وأضحى التعليم بالنسبة إليهن هماً ثقيلا يتقاسم معهن ما تبقى من أعمارهن. وبما أنهن حرمن من التقاعد النسبي، فلم تبق أمامهن سوى العطل المرضية حتى وإن كانت غير قابلة للتعويض، من طرف مصالح الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، الذي يقف هو الآخر بالمرصاد في وجه الأساتذة الذين يحرمون أغلب الأحيان من التعويض.

وفي نظر أغلبية العاملات، فإن عملية تحضير الفطور أضحت عقوبة من الدرجة الثالثة، خاصة بالنسبة للمرأة التي تعيش مع عائلة كبيرة ومع زوج غير متفهم لا يرفق بالقوارير ولا يقبل الأعذار، ويكثر من الشكاوى والملاحظات.

ولذلك وجب على العاملات الاختيار بين أحد الميدانين المؤسسة أو المطبخ، ومنهن من ذهبن مباشرة دون تردد إلى العطلة، التي تسمح أيضا لبعض العاملات بالتفرغ للعبادة في رمضان بقراءة القرآن وقيام الليل دون التفكير في تعب النهار، رغم الشبهة التي تشوب العطلة المتحصل عليها من دون وجه حق، بالنسبة لمن يلجأن إلى عطل مرضية من دون وجود داع صحي.

وقد أدخلت العطل المرضية مدراء المؤسسات التربوية في حيرة، لأنهم مجبرون على البحث عن مستخلفين لضمان استمرار الدروس، الأمر الذي طمأن الأستاذات على تلاميذهن وشجعهن على اللجوء العطلة المرضية حتى وإن كانت غير قابلة للتعويض، فالمهم أن تربح الأستاذة راحتها، وتهرب مؤقتا من ضغط التعليم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ياسين

    "لأنهم مجبرون على البحث عن مستخلفين لضمان استمرار الدروس، الأمر الذي طمأن الأستاذات على تلاميذهن وشجعهن على اللجوء العطلة المرضية حتى وإن كانت غير قابلة للتعويض، فالمهم أن تربح الأستاذة راحتها، وتهرب مؤقتا من ضغط التعليم."... لقد كان الأجدر بهن التوقف عن العمل نهائيا وترك أماكهن للرجال. فهم أهل لتحمل الصعاب والمشاق. أما النساء فمهمتهن المنزل وتربية الأبناء إلا من اضطرت للعمل؟