أستاذ رياضيات وطلبته يطلقون مبادرة فريدة قبل شهر رمضان..!

يواصل سفيان طه أستاذ رياضيات بمدرسة “حمزة” ببلدية باب الزوار ونخبة من زملائه إلى جانب إداريين شباب، عملهم الخيري في توزيع قفة رمضان على العائلات الفقيرة والمعوزة بمشاركة طلبة البكالوريا، وذلك بهدف غرس القيم السامية في نفوسهم ومدّ جسر التعاون والإخاء فيما بينهم.

سنة 2021 هي السنة التاسعة من عملية توزيع فقة رمضان، حيث شرع أستاذ الرياضيات بمدرسة حمزة في تجسيد هذا المشروع منذ سنة 2012، والجديد فيها استمالة قلوب طلبة البكالوريا للعمل الخيري وإقحامهم في هذا المجال عن حب خاطر وطواعية مع تعزيز الراحة النفسية والطمأنينة لهم.

ويؤكد ذلك الأستاذ سفيان طه، حيث كانت المبادرة حسبه على نطاق ضيق، لكنه سرعان ما أخذت مسار السرعة والانتشار، بعد أن لاقت فكرته دعم لفكرته من الزملاء والتلاميذ والأولياء.

وعن سؤالنا لماذا قرّر الأستاذ سفيان إقحام طلبته في هذا العمل، ولديهم ما يشغلهم من مراجعة وتحضير لشهادة البكالوريا، وأن هذا الانشغال، قد يعرقل مسارهم الدراسي؟ أجابنا المتحدث “أنه على العكس قد التمس الرغبة الجامحة في طلبته الذين باركوا الفكرة، خاصة وأنهم ليسوا ملزمين بالعمل الخيري”، وأضاف قائلا: “كلكم تعرفون رد فعل الجزائري عندما يتعلق الأمر بالعمل الخيري، وليس ذلك بجديد على أبناء وطن معروف ببطولاته وأمجاده”.

وفي نفس السياق، أشاد أستاذ الرياضيات بطلبته الذين ساهموا معه السنوات الماضية، هم الآن في الجامعة ولكن الحنين لهذا العمل، جعلهم يتهافتون وبكثرة.

بالعودة إلى الحديث عن قفة رمضان، سألنا الأستاذ “سفيان” عن القفة لهذا الموسم، فقال إنه عزم على جمع ما يعادل 2000 قفة، على أن يتم توزيعها عن طريق الطلبة، إذا يتكفل كل طالب بتوزيع قفتين على عائلتين من معارفه أو جيرانه.

ويأتي ذلك حسبه مع مراعاة مدى فقر وحاجة العائلات المعنية، وقد اختار المتحدث هذه الطريقة ليكتسب الطالب مفاهيم سامية وأخلاق فاضلة، منها الحرص على الأمانة، والشعور بحاجة المحتاج، وزرع روح التعاون ومحبة الخير للغير خاصة في الشهر الكريم.