أسد “الممانعة” يبيد شعبه!
أمور رهيبة تلك التي تحدث للسوريين على يد نظام بشار الأسد الذي ظل يسوّق نفسه على مدار العقود الماضية بأنه يقف سدا منيعا في وجه إسرائيل وقوى الغرب التي تدعمها، والأخطر في الموضوع أن الأسرة الحاكمة في سوريا أظهرت ميلا إلى العنف والقتل والتنكيل فاق ما صدر عن الكتائب الأمنية التابعة للقذافي.
-
لقد قدّمت عصابة الأسد صورا مرعبة للعالم تبين الطريقة الهمجية التي تتعامل بها الأجهزة الأمنية وميليشيا الشّبّيحة مع المتظاهرين رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا، ولم تتوقف عند ذلك الحد بل حرّضت إعلامها الرسمي ليبرّر تلك الجرائم البشعة ويقدمها في قالب مضحك يزعم أن جيش الأسد يطارد عصابات إرهابية مسلحة في درعا وحماة وجسر الشغور.
-
والسؤال المطروح، إذا كان ماهر الأسد يطارد عصابات مسلحة كما يزعم لماذا يفر الآلاف من الشيوخ والعجائز والأطفال إلى تركيا؟ ولماذا أعمال القتل العشوائي والاغتصاب والقصف بالدبابات والطائرات؟
-
أكذوبة العصابات المسلحة كانت فقط لإعطاء المبرر الأخلاقي لأعمال الإبادة التي يمارسها نظام الأسد ضد شعبه، لا لشيء إلا لأنه ثار في وجهه وطالبه بالرحيل، ومهما استمر إعلام سوريا في كذبه وتزييفه لن يستطيع إقناع أحد بأن ما يحدث في سوريا ما هو إلا مؤامرة خارجية تستهدف واحدا من أهم بلدان الممانعة.
-
إن الأحداث الأخيرة في سوريا أكدت أن نظام الأسد لم يكن يستخدم “أسطوانة” الممانعة والمقاومة إلا ليبقى في السلطة، ولم تكن له الجرأة لمواجهة إسرائيل التي تحتل أرضه وتستهدفه عسكريا بين الحين والآخر، وتنفّذ عمليات اغتيال لشخصيات بارزة في العاصمة دمشق، ومع ذلك لم يطلق رصاصة واحدة ضد إسرائيل بينما رأى العالم أجمع الدبابات وهي تزمجر في درعا وجسر الشّغور، ورأى جنود سوريا “الشجعان” وهم يطاردون العجائز والأطفال ويضربون الشيوخ، ويرقصون فوق أجساد المتظاهرين! ..هل هذا هو الجيش العربي السوري الذي طالما قيل إن عقيدته معادية لإسرائيل؟!!!
-
لقد أظهر النظام السوري حقيقته ولن يصدق أحد بعد اليوم تلك الألاعيب التي تمارسها الفضائيات الموالية لعصابة الأسد، وهي تطنب في الحديث عن جرائم إسرائيل في حق المشاركين في إحياء يوم النكبة على الحدود بينما لا تسمع صراخ نساء وأطفال سوريا في قرى درعا وجسر الشّغور وهم يغتصبون ويقتلون على أيدي بني جلدتهم.