الشروق تكشف أسرار لقاء خالد مشعل مع كتائب القسام على هامش صفقة الأسرى
أسرار شاليط وصفقات سلاح قادمة إلى غزة
انقضت الاحتفالات والمؤتمرات الخاصة بالأسرى الفلسطينيين في القاهرة، وتوجه الأسرى الأربعين المبعدين عن الأراضي الفلسطينية إلى الدول الثلاث سوريا وقطر وتركيا، وعقد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لقاء خاصا ومغلقا مع الرجل الثاني في كتائب القسام الجناح العسكري لحماس أحمد الجعبري، أو ماتطلق عليه اسرائيل ”رئيس هيئة أركان حماس”.. ودارت الأقاويل حول هذا الاجتماع، وما دار فيه والقضايا التي تم مناقشتها بين القائدين السياسي والعسكري.
- لكن مصادر فلسطينية في وفد حماس المتواجد في القاهرة رجحت لـ الشروق بأن يكون اللقاء سببه اطلاع مشعل على ملابسات أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وفترة أسر وطرق معاملته ومكان أسره وملابسات عيشه طوال أكثر من خمس سنوات، وكيفية تسليمه للمخابرات المصرية ومن ثم إلى اسرائيل.
حماس حصلت على كنز استراتيجي من شاليط
وأشارت المصادر إلى أن الجعبري قد حصل على كنز استراتيجي ومعلومات عسكرية من شاليط وأراد أن يطلع مشعل عليها للاستفادة منه، موضحة أنه من المحتمل أيضا أن يكون مشعل عقد مع الجعبري لدراسة المرحلة المستقبلية الجديدة بعد اتمام صفقة شاليط أو دراسة فكرة أسر جنود جديدة لإسرائيل لعقد صفقة جديدة يتم من خلالها الإفراج عن بقية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي، خاصة أن مشعل وقادة الكتائب أكدوا في تصريحاتهم أن شاليط لن يكون الأخير وأن عمليات أسر الجنود هي السبيل الوحيد لتحرير الأسرى.
وقالت المصادر إن الاحتمال الأخير لسبب الاجتماع المغلق بين الجعبري ومشعل، أن يكون الأخير عقد العديد من صفقات أسلحة متطورة مع عدد من الدول ويبحث مع الجعبري سبل إدخالها لقطاع غزة.
وأكدت المصادر الفلسطينية أن الموضوعات التي طرحت خلال اجتماع القائدين لن تخرج عم تم طرحه مسبقا.
من هو أحمد الجعبري؟
جدير بالذكر أن أحمد الجعبري، يعتبره الاحتلال أحد أبرز المطلوبين لديها، وهو من كان ضمن الوفد المفاوض في صفقة التبادل التي خرج بموجبها أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل الإفراج عن الجندي الصهيوني جلعاد شاليط الذي اعتبر إخفاؤه من قبل القسام أكبر معجزة أمنية هدمت أسطورة الاحتلال.
كما تتهمه إسرائيل بالمسؤولية على عدد كبير من العمليات ضدها، ونجا من عدة محاولات اغتيال، وقد قصف منزله في الحرب الأخيرة على غزة، كما تتهمه السلطة الفلسطينية بتدبير معركة الحسم العسكري -على حد اتهام سلطة أبو مازن-.
وقد نجا الجعبري من محاولتي اغتيال نفذتها الطائرات الحربية الإسرائيلية وأمضى في السجن سنوات طويلة، ويتولى الآن رئاسة جيش يتكون من عشرة آلاف مسلح ومتزوج من ثلاث نساء، ويتمتع باتصال مباشر ومفتوح مع خالد مشعل بعكس محمد الضيف الذي بقي مكانه، لم يخف وجهه عن الإعلام واللقاءات الإعلامية.
وقد نشر تقرير في صحيفة معاريف العبرية قالت فيه: “إن أموال كبيرة حصلت عليها حركة حماس أثناء توليها للحكومة السابقة، وتم إعطائها مباشرة إلى الجعبري لتقوية الجناح العسكري لحماس”، وتمتد أصول الجعبري من الضفة الغربية (الخليل)، وقد أقام في غزة من الشجاعية منذ عدة عقود ومتزوج من ثلاث نساء آخرهن ابنة عبد العزيز الرنتيسي، والتي كانت متزوجة من الشهيد علاء علي الشريف الذي قتل في عمليات للجيش الاسرائيلي بغزة.
معجزة إخفاء شاليط
وقد عقد أمس مؤتمرا احتفالا بتحرير الأسرى الفلسطينيين، أكد من خلاله رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” خالد مشعل أن صفقة تبادل الأسرى التي أبرمتها الحركة مع العدو الصهيوني تعد صفحة مضيئة في تاريخ الأمة وفلسطين، مشددًا على أن إخفاء شاليط لخمس سنوات يعتبر إعجازًا تفخر به الأمة.
وقدم مشعل في كلمة له خلال حفل تكريم الأسرى المفرج عنهم للخارج الشكر لمصر قيادة وشعبا، وقال “روح ثورة ٢٥ يناير تغمرنا وتغمر إخواننا الأسرى، نحن في حماس والمقاومة فخورون بكم وجزاكم الله عنا وعن فلسطين كل خير”.
واستنكر سياسة الإبعاد التي تنتهجها القيادة الصهيونية، لكنه استدرك أن الإبعاد هذه المرة سيكون لحظة عابرة، وقال “أنتم جئتم للقاهرة التي احتضنتكم، وفي الساعات القادمة ستذهبون إلى عواصم عربية وإسلامية شقيقة، لكن لابديل عن فلسطين، وعلى إسرائيل أن تدفع الثمن”.
وأضاف ”نحن خبراء في العقلية الإسرائيلية لأن الله علمنا من هم، ولكن هذا السقف الأعلى الذي تحتمله الصفقة، ولا تستمعوا للأراجيف”، ودعا المفاوض الفلسطيني لأخذ الدروس من هذه الصفقة.
وأشاد مشعل بدور الوسيط المصري الذي حقق أضعاف ما حققه الوسيط الألماني قبل عام، وقال ”هذا الإنجاز إنجاز وطني لم ننظر فيه لمصلحة حزبية، وهو لكل الشعب الفلسطيني، وهو نموذج لوحدة الشعب”.
وأوضح أن ”إنجاز الصفقة خلق جوًّا طيبًا لإنجاز المصالحة”، مضيفًا أنه وجه الدعوة لرئيس السلطة محمود عباس للقائه في القاهرة لبحث المصالحة.
وختم بتوجيه كلامه ”للأسرى في السجون: لحظة مثل هذه لن تكون بعيدة، وحريتكم التزام في أعناقنا، وللأسرى المفرج عنهم للخارج لن يطول مقامكم خارج أرض فلسطين”.