الجزائر
الفلاحون يؤكدون أن شح الأمطار حاليا غير مؤثر

أسعار الخضر والفواكه تنهار في أسواق الجملة

راضية مرباح
  • 9147
  • 11
ح.م

اعتبر فلاحون ومختصون في الشأن الفلاحي، حالة شح الأمطار التي تعيشها الجزائر هذه الأيام بعد مرور أسبوعين على دخول فصل الشتاء بالموازاة مع التقارير الجوية المرفوعة التي تحدثت عن توقعات باستمرار الحالة الجوية من انخفاض في درجات الحرارة مقابل غياب بوادر قدوم أي اضطراب جوي طيلة شهر جانفي الجاري مخلفا معه حالة من الصقيع، أن الأمر غير مؤثر على المردود الفلاحي الحالي ما عدا السلطة و”الكليمونتين” و”الشيفلور” المتضررة من الصقيع، في حين إن الأمطار مهمة جدا للمردود الفلاحي بداية من موسم الربيع.

وأوضح نائب رئيس جمعية شعبة الخضر والفواكه لسوق الجملة بالكاليتوس وفلاح معتمد، عمار غربي في تصريح إلى “الشروق”، أن الأجواء المناخية التي تشهدها المناطق الشمالية للوطن منذ فترة بالموازاة مع شح السماء وانعدام أي بادرة لعودة الاضطرابات الجوية طيلة الأيام المقبلة حسب توقعات المرصد الجوي، أن الأمور تسير بشكل عادي ولا خوف على المردود الفلاحي في الوقت الراهن، مشيرا إلى بعض الآثار السلبية المسجلة على منتج السلطة و”الشيفلور” فضلا عن “الكليمونتين” بنسبة 20 بالمائة بسبب الصقيع ودون ذلك كل الأمور لا تزال على ما يرام– حسبه- حيث لا يحتاج المنتج الحالي الذي يعتمد بالدرجة الأولى على البيوت البلاستيكية إلى الكثير من الماء شأن الفلفل، الطماطم، الباذنجان والخيار وغيرها من المنتجات التي تتطلب السقي بمخزون الآبار المجاورة للحقول، في حين إن العديد من المنتجات الأخرى تتغذى على مياه الجليد والرطوبة بشكل كاف، نظرا إلى برودة طقس هذه الأيام وفي مقدمتها البطاطا التي تم زرعها مؤخرا فقط، فهي لا تحتاج إلى السقي الآن إلا بعض الأدوية الإضافية. وبالمقابل، تطرق غربي إلى أهمية مياه الأمطار ابتداء من فصل الربيع تحضيرا لبعض المنتجات الزراعية وعلى رأسها العنب والبرقوق والمشمش والتفاح التي تتطلب وفرة معتبرة.

أما بشأن مؤشر أسعار الخضر والفواكه، فأكد العضو الناشط بجمعية هذه الشعب بسوق الجملة للكاليتوس، أن الأسعار بهذه السوق تعرف تراجعا منذ أيام، حيث انخفضت ما بين 35 إلى 40 بالمائة بسبب دخولنا أوج الموسم الفلاحي الذي يتميز عادة بالوفرة مقارنة بفصل الصيف الذي شهد هذا العام ارتفاعا في الأسعار نظرا إلى نقص المياه واليد العاملة معا، حيث وصلت أسعار بعض المنتجات الموسمية إلى ما دون 20 دينارا بسوق الجملة للكاليتوس وتراوحت ما بين 25 و40 دينارا للبعض الآخر، الأمر الذي أثر بالإيجاب على أسواق التجزئة التي تنفست أخيرا بعدما تأثرت بانخفاض أسعارها.

وعاب نائب رئيس جمعية شعبة الخضر والفواكه لسوق الجملة بالكاليتوس وفلاح معتمد، عمار غرب ونيابة عن العديد من الفلاحين، على وزارة الشؤون الدينية التي لا تدخر أي جهد للتدخل في هذه المواقف، فرغم إيمان المواطن والفلاح بأن الغيث يعطيه الله وقت ما شاء وأينما شاء، إلا أنه يفترض على هذه الجهة إطلاق نداء استغاثة للمولى عبر المساجد والدعوة إلى أداء صلاة الاستسقاء كلما تأخر الغيث عن السقوط في موعده بكثير، وأكد المتحدث أن عقلية الجزائري ككل شأن الوزارة محل الانتقاد لا يتحرك إلا إذا وصله كما قال “الموس للعظم”.

تأخر وصول بذور البطاطا ينذر بحدوث أزمة الموسم المقبل

وبالعودة إلى محصول البطاطا، يتوقع غربي أن تعود الأزمة من جديد الموسم المقبل، نظرا إلى تأخر وصول بذورها التي لم يتم إدخالها بعد من طرف المستوردين ما يدفع بالفلاحين إلى العزوف لاحقا عن شرائها بسبب تخوفهم من تداعيات هذا التأخر على الموسم المقبل، من إخراج مخزون غرف التبريد التي تشترى خلال الصيف بتفريغ السوق وإحداث خلل في التموين والأسعار وبالتالي إخراجها في فصل الشتاء، وهو ما يجعل الفلاح يتخوف من غرسها لعلمه المسبق بما يتم من وراء غرف التبريد من “بزنسة” وسمسرة”.

تمر الجزائر يصدر من تونس!

أشار عمار غربي إلى قضية التمور الجزائرية التي يصدر جزء بسيط منها إلى الخارج نظرا إلى غياب آليات واستراتيجية واضحة ناتجة عن استمرار تداعيات البيروقراطية، كاشفا أن نسبة كبيرة من هذا المنتج تشترى من طرف الأشقاء “التوانسة” ليعاد تصديرها من طرفهم إلى العديد من البلديان الغربية كروسيا وغيرها بعدما يتم تمرير هذا المنتج على مراحل المراقبة والتنظيف والتعليب بشكل مدروس مثل ما هو معمول به عالميا، وقال المتحدث إن شعبة التصدير لدينا لا تزال بعيدة كل البعد عن الطموحات لاستمرار غياب سلع “البابور” إلى اليوم حيث لا تزال كميات التصدير محتشمة والدليل على ذلك التوصيل الذي يعتمد على النقل الجوي عوض البواخر.

مقالات ذات صلة