-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
النرجسية والتعالي والأنانية مكتسبات اجتماعية

أسهمت في عزوف الشباب عن الزواج

نسيبة علال
  • 4500
  • 7
أسهمت في عزوف الشباب عن الزواج
بريشة: فاتح بارة

تقف الكثير من الظواهر الاجتماعية والنفسية، وراء ارتفاع نسب العزوف عن الزواج في الجزائر. فالمكتسبات الأسرية وتلك التي يخلدها المجتمع في نفوس أفراده منذ الصغر تنمو مع الوقت لتتحول إلى ذهنية جماعية تنعكس سلبا على العلاقات، وهو بالضبط ما يخلفه غرس الشعور بالتعالي والأنانية والفروق بين الذكر والأنثى في شتى المجالات.

ما بعد اللقاء الأول علاقات تنتهي قبل البداية

تفيد دراسات علمية بأن الشخصية النرجسية قادرة على التألق والبروز في اللقاء الأول، لأن صاحبها لا يجد أي حرج في مدح نفسه وتقديمها على أنها مثالية، ولكن سرعان ما يظهر ميلها صوب السيطرة والتسلط والتعجرف، وهو عادة ما لا يتقبله الطرف الآخر، ويولد لديه نفورا تدريجيا.. يحدث هذا كثيرا في علاقات التعارف قبل الزواج. تروي ريمة، 28 سنة، تجربتها الشخصية مع شاب متسلط، “تخرجت من الجامعة بتقدير ممتاز، وتم قبولي للعمل في صيدلة فرانز فانون بالبليدة، وهناك التقيت بدكتور أخصائي طب عيون، 42 سنة، أعزب وسيم، وله ممتلكات معتبرة، بيت خاص، وسيارة فاخرة.. إلى هنا يبدو أنه يتوفر على جميع مواصفات فارس الأحلام، قبلت أن أتناول معه الإفطار، ليحدثني عن شروطه حتى يتقدم لخطبتي، وكان لقاؤنا الثاني الذي كشف جليا عما كنت أشك فيه..” ريمة اصطدمت بشخصية نرجسية تمجد ذاتها وتستصغر الآخر، تضيف: “طلب مني ترك العمل، وأن أقبل تربية أبنائه، حتى إذا أتممت ذلك افتتح لي صيدلية خاصة، كان بين كل عبارة وأخرى يذكرني بفقر والدي، وبأن مستواي أضعف منه، وأنه الأوسم والأغنى.. شعرت بالغثيان من أسلوبه فعلا، فكيف لو قبلت أن أقاسمه ما تبقى من حياتي..”. هذه الشابة التي تقارب عقدها الثالث، مستعدة كالكثير من الفتيات لأن تحمل لقب عانس مدى الحياة، على أن ترتبط بشخص يقلل من قيمتها، ويشعرها بالدونية والهوان أمام تعظيم نفسه.

الزواج التقليدي يكشف عن ميراث اجتماعي خطير

ليس ضروريا أن يكون التعارف فرديا، فحتى في طلبات الزواج التقليدية، يمكن لشخصية مرشح الشراكة أن تظهر على أنها نرجسية وأنانية في العديد من الوجوه، أهمها شروط الخاطب بأن تتخلى الفتاة عن جميع طموحاتها، وأن تتوقف عن الدراسة أو العمل، وتغير من نمط لبسها العصري إلى لباس أكثر احتشاما، وربما عليها أن تلغي علاقاتها الاجتماعية مع الأقارب والأصدقاء، وهذا كي تتفرغ لخدمته فقط. وترجع الأخصائية النفسية والاجتماعية، الأستاذة مريم بركان، هذا السلوك المجتمعي السائد، إلى أفكار رسختها الأسرة الجزائرية في أبنائها منذ الصغر، وهي أنه على المرأة أن تجعل خدمة زوجها وأهله فوق كل طموح لها، وبداية التخلي التدريجي والمفاجئ عن هذه المعتقدات، بحيث إن الأسر ذاتها التي كانت تنشر مثل هذه الأفكار، بدأت تدافع عن استكمال دراسة بناتها، وتدفعهن إلى اللحاق بأهدافهن وبمناصب العمل لإثبات الذات.. كل هذا أحدث شرخا وانفصاما في معتقدات الأفراد، وذبذب رغباتهم وتوجهاتهم، ما أثمر عزوفا عن الارتباط.

عندما انتقلت رميساء للعمل بمؤسسة جديدة، أرسل زميل إليها طالبا التقدم لخطبتها مباشرة، تقول: “أعجبت جدا بهذه الخطوة، وجعلتني أراه شخصا مختلفا لا يهتم باللقاءات الغرامية، كما يفعل معظم الشباب اليوم، قبلت، وتمت الخطبة، وبدأت ألاحظ أنه لا يتصل بي ولا يرغب بمقابلتي في العمل، وقررت مرة أن أكلمه في الموضوع، حينها قابلني بالرد أنه تربى على فكرة أن الرجال الحقيقيين لا يتكلمون عن الحب ولا يهدرون مشاعرهم..”، ما واجهته رميساء، ودفعها إلى إنهاء العلاقة بعد مدة قصيرة، هو مصادفة شخصية نرجسية متشبعة بمعتقدات خاطئة وبدائية، يرفض صاحبها التنازل لإبداء إعجابه، أو مدح الطرف الآخر أو حتى طلب حاجته العاطفية من الشريك، وهو ما يحدث في حالات لا تعد ولا تحصى، حولت الزواج بكامل أهمية هذا الرباط المتين إلى مجرد تسوية وضعية اجتماعية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • عبد النور

    تجربة

  • محمد رضا

    موضوع فيه خلط بين الحقيقة وتاويلات ذاتية وحكم مسبق ... بعيد عن التحليل الموضوعي.

  • خليفة

    للاسف طغت مظاهر حب الظهور و التباهي على زواج اليوم ،و كل واحد يريد ان يظهر انه احسن و افضل من الاخر ،مظاهر نشتم منها راءحة التكبر المقيت عند الطرفين ،و من هنا يفقد الزواج معناه الحقيقي ،على انه رباط شرعي مبني على المودة و الرحمة ،و الحب و الاخلاص و التضحية المتبادلة بين الطرفين،و عليه فالزواج المبني على المظاهر و الشكليات و الانانية لا يدوم طويلا .نسال الله ان يهدينا الى سواء السبيل.

  • أستاد

    الصحفية نسيبة علال، يظهر لي أنك لا تجيدين الموضوعية في الحكم بين الرجل والمرأة، فالرجل حر فيما يريد مثل المرأة، لماذا عندما يرفض الرجل أن تعمل المرأة تقولين عنه نرجسي، ولا ترين أن المرأة قد إختارت الرجل للقاءه لأنها وجدت فيه ما تريد، فلماذا لا يفرض الرجل ما يريد على المرأة، لأن هذه المرأة إن أتاها رجل ليس بوسيم ولا يملك مسكن ، فأكيد من أنها لن تقبل بالرجل لأنه لا يوافق ما تحب، فالأمر سيان ، كوني موضوعية أكثر لتكوني صحفية.

  • تسوية وضعيةة

    من صفة عازب الى متزوج بالنسبة للرجل وبالنسبة للمراة

  • الزواج

    قبول بين طرف اول الرجل وطرف ثاني مراة يأتي بالشروط العقل الرضا الشهود الوليى
    الفاتحة والعقد ولا يكون زواج اذا اختل احدى الشروط فالقبول اي يات الرجل ليعرض على عائلة المراة التي له نية في الارتباط بها وذلك بتحدديد موعد لقاء مع احد افراد عائلتها او ابوها مباشرة وعندما يقول له نريد منك ان نتنسب ونتصاهر يعلن القبول الاولي وياتي فيما بعد الخاتم والدفع بالمقدم حسب الشرط ثم العرس الذي يكون فيه العرس فاليوم اصبحت الامور تميل جملة اغراض نفسية تعلل تصرفاتها المعاصي التي نشاهدها كزواج عبر السكايب وخطوبة بدون عقد وعرس كأنه ملهى ليلي والخ وطلاق بالهاتف وعلى االمباشر بالثلاث

  • تسوية وضعية !؟

    الحب عناق ورحمة ومودة ومشقة وصبر وحظ ومنهج وتنشئة فقد