الرأي

أضاحي فرنسا.. في الضواحي..

عمار يزلي
  • 2114
  • 7
ح.م

عندما صرحت زعيمة اليمين الفرنسي “لوبان” قبل ثلاث سنوات على وقع أحداث التطرف الديني في فرنسا، بأن الجزائر وفرنسا تطلقا في 62، وتكلفت فرنسا بتربية الأطفال، فهذا يدل على شيئين: إما أن الأم الفرنسية التي كانت متسلطة على الزوج الجزائري، لم تحسن تربية الأطفال فحوّلتهم إلى “دواعش” وإما أن نكون نحن من لم نرب ما تبقى من الأبناء في حضانة الأب! والاحتمال الأول أكبر من الاحتمال الثاني. فلا أحد ربى أبناءه الذين بقوا تحت حضانته حسن تربية، لكن فرنسا التي أرادت أن “تقلش” بعضا ممن تكلفت بحضانتهم، لأسباب هي من تتحمل المسؤولية التاريخية والجغرافية عنها !الاحتلال! تتحمل الوزر الأكبر في ما يحدث في العالم اليوم! فكل ما يحدث، هو نتيجة التاريخ الذي عاث فيه الاحتلال الأوربي ـ الإسرائيلي، الأمريكي فسادا في الأرض والعرض!

فرنسا، بماضيها وذهنيتها الاستعمارية الكولونيالية، لم تخرج بعد من دائرة عقدة الطلاق بدون نفقة، فهي لا تزال تأخذ منا النفقة وتعتمد على البقرة الحلوب في الضفة السفلى لتمويل اقتصادها، تماما كما تفعل مع باقي مستعمراتها في إفريقيا وباقي القارات.. التي تسميها “الأقاليم الفرنسية خلف البحار”. لهذا، نجدها اليوم متكالبة على ما يحدث في الجزائر من تحول في وجه السفينة وربانها، باتجاه لا تشتهيه رياحها، وإن كان التكالب لم يتوقف يوما، بل زاد عواء، إن لم يكن من طرفهم، فمن طرف موكليهم في هذا البلد الحاضن لنطفها بفعل اتفاقيات إيفيان المنتهية الصلاحيات الممدة للبقاء أطول مدة في السلطة، من طرف العصابة التي حكمت البلاد منذ التسعينات.

حكم بومدين، أزعج فرنسا بشكل كبير، فعمدت إلى خلق انفجار داخلي تتحكم فيه هي فيما بعد على الطريقة الأمريكية: الفوضى الخلاقة. هكذا فعلت مع حراك أكتوبر 88. الهدف كان هو القطيعة مع اشتراكية بومدين ونظام بومدين المعادي للغرب ولفرنسا أساسا. الأمر بدأ منذ وفاته بومدين وحتى قبله، لكن أحداث أكتوبر رغم أنها كانت مبررة قياسا بما آلت إليه آلة الافلان التعيسة في الحكم والآلة البيروقراطية الإدارية والنوموكلاتورا السياسية، لكن أيادي فرنسا وأبناءها في الداخل كانت واضحة: استغل الاحتقان الشعبي لتمرير انفتاح وإصلاح كانت فرنسا تطمع في أن يكون في صالحها لتعود بأقدامها السوداء ويهودها من جديد إلى الحقل السياسي والاقتصادي. وقد لاحظنا ذلك فعلا في اعتماد مكاتب تجارية يهودية في تسيير التجارة الخارجية في زمن غازي حيدوسي في بداية التسعينات في حكومة حمروش.

فرنسا، ستضرب بقوة من خلال أياديها وأذيالها هنا، عندما أرغم الرئيس الراحل بن جديد على الاستقالة ليسمح لها وطغمتها من ضباطها الميامين في الجيش ومن خلال أطرها السياسة والحزبية والنقابية والأذرع الإعلامية الاستئصالية بتحقيق ما كانت تريد على حساب الوطن والشعب التي لم تكن تعره أي اهتمام..هي ولا هم من أبناء نطفها الذين هم أنفسهم اليوم يعكرون صفو الجو بعد بدء عملية حصاد الرؤوس.

نموذج خالد نزار، عراب فرنسا وسياستها في الجزائر، هو وآخرون لا يزالون يشتغلون لحساب الأم الحنون، هو ألعن نموذج خارج القفص الآن.. كان عليه أن يدشن سجن البلدية العسكري قبل أي كان..

أما وقد هرب وصار يهدر ويضرب بالخيزارنة في المطار من يسبه من مواطنين عانوا من دمويته، ويتآمر، فهذه هي بداية نهاية فرنسا وأذيالها.. عندنا.. وهذه هي بداية نهاية عصابة الجانفيين.

مقالات ذات صلة