-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وزير الشباب والرياضة السابق رؤوف سليم برناوي لـ "الشروق":

أطراف تسعى لتحطيم الخضر.. وهناك حملة ضد بلماضي

سليم دريس
  • 6298
  • 1
أطراف تسعى لتحطيم الخضر.. وهناك حملة ضد بلماضي

قال وزير الشباب والرياضة السابق، سليم رؤوف برناوي، إن تمديد فترة المكتب الفيدرالي السابق إلى غاية شهر نوفمبر القادم كان الأنسب للمحافظة على استقرار المنتخب الوطني، المقبل بداية من شهر جوان على تصفيات كأس العالم 2022، غير أن برناوي اعتبر أن انتخاب عمارة شرف الدين على رأس “الفاف” قبل أيام قلائل سيجلب عديد الإيجابيات إلى الكرة الجزائرية..

بالنظر إلى النجاحات العديدة التي حققها الرجل كرياضي سابق أو كمسير لشركة أو حتى على رأس شباب بلوزداد، كما أكد برناوي أن “الفاف” يبقى تحت خطر عقوبات محتملة من “الفيفا”، بسبب عدم العمل بمراسلة الاتحاد الدولي للعبة التي كانت تدعو الهيئة الكروية المحلية لتعديل قوانينها، قصد مطابقتها مع النصوص القانونية للاتحاد الدولي، مؤكدا في ذات الوقت أنه يخشى أن لا تعترف هيئة إنفانتينو بالجمعية العامة الانتخابية، في ظل عدم تكييف قوانين “الفاف”، قبل أن يسترجع المبارز السابق ذكريات تتويج المنتخب الوطني بكأس إفريقيا في مصر، ويستشهد بما قاله له وزير الرياضة المصري أشرف صبحي الذي تابع معه اللقاء الأول لزملاء محرز أمام كينيا.

السيد برناوي.. البداية ستكون من الحدث البارز في الكرة الجزائرية الذي يتمثل في انتخاب رئيس جديد لـ “الفاف” خلفا لخير الدين زطشي، ما رأيكم في هذه التطورات الجديدة؟

في البداية، أحبذ الحديث عن قطاع الرياضة بصفة عامة، لكن حديث الساعة هو انتخاب السيد شرف الدين عمارة رئيسا جديدا للإتحاد الجزائري لكرة القدم، لعهدة جديدة خلفا لخير الدين زطشي، شخصيا لدي نظرة مغايرة، بالنسبة لي وعملا بالقانون الجزائري الذي يسمح بانتهاء العهدة في 31 ديسمبر من السنة الأولمبية، وبالتالي الأمر هنا مرتبط بالألعاب الأولمبية أساسا التي ستجري في شهر أوت، وبالتالي أرى شخصيا أن الفترة من شهر أوت إلى ديسمبر سيكون هناك متسع من الوقت لتجديد الهياكل، الأمر الذي سيمنح أكثر استقرار لمختلف الاتحادات وبالأخص كرة القدم، خاصة على مستوى الأطقم الفنية التي أرى أن تغير السياسات لن يؤثر عليها، وبالتالي أغتم الفرصة لتوجيه رسالة إلى الرؤساء الجدد على مستوى كل الاتحادات الرياضية لأطلب منهم المحافظة على الاستقرار قبل الأولمبياد، من خلال الاحتفاظ بنفس المدربين بالدرجة الأولى، وهذا أمر مهم بالطبع، على اعتبار أنه على ضوء عمل كل جهاز فني سنتحصل على النتائج التي سواء كانت إيجابية أم سلبية فهي تكس العمل المسطر.

أنت تلمح هنا للتغييرات التي ستطرأ على اتحاد كرة القدم بانتخاب رئيس جديد ويتعلق الأمر بعمارة شرف الدين خلفا لخير الدين زطشي المنتهية عهدته؟

صحيح، حتى وإن كانت كرة القدم غير معنية بالأولمبياد القادم، إلا أن المنتخب سيكون على موعد بداية من شهر جوان مع تصفيات كأس العالم 2022، وبالتالي آخر مباراة ستكون في شهر نوفمبر، شخصيا كنت أفضل أن تتم هذه التغييرات بعدها الانتهاء من التصفيات المونديالية، لأن بلوغ المونديال المقبل سيكون له أثر إيجابي على البلاد ككل، بعدها يمكن التفكير في الترشح لمنصب رئيس الاتحاد الكروي، وبالتالي أرى أن مهمة الرئيس الجديد ستكون صعبة على اعتبار أنه سيعمل على إرساء الاستقرار بالدرجة الأولى، هنا يتوجب أن نرى لمسة الرئيس الجديد، لكن أؤكد لكم أن السيد عمارة شرف الدين يبقى مسير شركة ناجحا ومسير ناد كبير بحجم شباب بلوزداد المتأهل إلى ربع نهائي رابطة الأبطال الإفريقية، إضافة إلى كل هذا فإن عمارة رياضي سابق، مارس المصارعة الحرة، ويتميز بـ “دبلوماسية” كبيرة ومميزة هو إنسان صبور، ويبقى الأهم أنه إنسان محايد لم يأت إلى “الفاف” للانتقام من أي كان.

وهل صحيح أن الناخب الوطني، جمال بلماضي، اقترح اسمك على رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لتولي منصب رئيس الاتحاد الجزائري؟

وبكل صراحة، لا أدري إن كان ذلك حقيقة، لكن إن حدث ذلك فهذه شهادة أعتز بها من مدرب كبير قاد المنتخب للتتويج بكأس إفريقيا، لكن قبل ذلك أؤكد لك أنني تلقيت اتصالا من بعض الأطراف وعرضوا علي الفكرة، لكنني أكدت لهم أنني من دعاة الاستقرار في الوقت الحالي من أجل المنتخب الوطني.

بالعودة إلى الوراء قليلا، عقب تطرقك إلى عامل الاستقرار، عينتم على رأس الوزارة قبل “الكان” بأربعة أشهر.. هل كنتم تتوقعون تتويج المنتخب باللقب القاري في مصر؟

حقيقة، كان تعييني في 31 مارس 2019 والشعب الجزائري لم يكن منشغلا بكأس إفريقيا إطلاقا، حتى داخل الاتحاد الجزائري وقتها يمكن أن أقول لك إنهم نسوا أن المنتخب الوطني كان على موعد مع العرس الكروي القاري، وذلك بسبب الأوضاع التي كانت تعيشها البلاد، صراحة نسينا كل شيء ومن ضمنها كأس إفريقيا، مهمتي وقتها كانت الحفاظ على مكتسبات الدولة الجزائرية، ومن ثم الأموال التي تصرف في كل القطاعات وبالأخص في قطاع كرة القدم بهدف تكوين رياضيين بارزين للحصول على أبطال، في تلك الفترة كنا نطمح الحفاظ على التركيبة البشرية التي كانت في كل الاتحادات، سياستنا كانت واضحة العمل على الاستقرار ليس إلا.

من إلحاحكم على الاستقرار نفهم أنكم من دعاة مواصلة زطشي إلى غاية نهاية تصفيات كأس العالم؟

أكيد بكل صراحة الصور الأخيرة التي التقطت في ملعب “مصطفى تشاكر”، عقب نهاية مباراة المنتخب ضد بوتسوانا، التي ضمت كل اللاعبين والجهاز الفني وكذا رئيس الاتحاد المحلي للكرة السابق، كنت أحلم رؤيتها عقب كسب تأشيرة التأهل إلى مونديال قطر 2022 وبالتالي تمديد فترة رئاسة زطشي، لذلك كان يتوجب استشارة أهل الاختصاص، وأولى الأولويات هي كانت مواصلة المكتب السابق لبضعة أشهر فقط.

وهل انتخاب الرئيس الجديد سيؤثر على المنتخب الوطني المقبل قبل شهرين من خوض تصفيات كأس العالم 2022؟

هذا ما أخشاه، كان يجب منذ البداية التفكير في مصلحة المنتخب الوطني، لذلك أرى أن رحيل زطشي في هذه الفترة بالذات لن يخدم المنتخب بالنظر لما حققه الرجل خلال عهدته، ولعل التتويج بكأس إفريقيا الأخيرة يبقى خير دليل على إيجابية عهدته على طول الخط، لعلمك أيضا أن اللاعبين الحاليين للمنتخب كونوا علاقة أخوية متينة مع زطشي، خاصة أن عدد من العناصر الوطنية تكونت في بارادو، أضف إلى ذلك عودة بلعمري إلى المنتخب وكذا بونجاح منحت المجموعة تماسكا قويا، كل اللاعبين يملكون علاقات مميزة مع رئيس الاتحاد السابق، شخصيا لمست الانسجام داخل بيت “الخضر” خلال الفترة التي قضيتها على رأس الوزارة، وهنا يكمن السر في قوة المنتخب الوطني، هذا دون نسيان الروح الجديدة التي زرعها المدرب جمال بلماضي في نفوس كافة اللاعبين، الأمر الذي سمح له بمعرفة ذهنية كل لاعب على حدة بحكم تجربته الطويلة في ميادين الكرة كلاعب ثم كمدرب، وبالتالي صار المنتخب الوطني بعدها مفخرة للجزائر وكافة الشعب الجزائري.

من خلال وصفك لمحيط المنتخب الوطني نحس بأنك كنت قريبا جدا منه؟

صحيح، كنت قريبا من كافة اللاعبين وبالأخص من الجهاز الفني والجهاز المسير، حاولت من خلال كل ذلك جعل المجموعة في راحة وأحسست بذلك شخصيا لما كنت أزور زملاء محرز في غرف حفظ الملابس، لقائي بهم كان دوما من دون “بروتوكولات”، المهم بالنسبة لي أنني لمست رغبة عند اللاعبين لإفراح الشعب الجزائري ومن ثم التتويج بالكأس الإفريقية.

كمسؤول وقتها متى آمنت بهذا المنتخب وأحسست بأنه قادر على رفع التحدي والعودة بالكأس؟

قبل أول مقابلة وفي الطائرة، أقترب مني عدد من الصحفيين وطلبوا مني معرفة الهدف من المشاركة في كأس إفريقيا، قلت لهم التتويج بالكأس، صحيح أنهم تعجبوا، لكن بحكم أنني كنت رياضيا سابقا ليس من مصلحتي دخول أي منافسة بذهنية الخسارة، وهنا أؤكد لك أنه بعد مشاهدتي أول لقاء أمام كينيا علمت يومها أن المنتخب سيذهب بعيدا وهو قادر على التتويج بالكأس، “الريثم” كان عالي جدا، وتذكرت أنني قبلها كنت تابعت اللقاء الافتتاحي للمنتخب المصري، رفقة وزير الرياضة أشرف صبحي الذي يعد زميلا لي بحكم أننا كنا رياضيين في السابق، قال لي يومها الوزير المصري إن مستوى منتخب بلاده غير مبشر بالخير، وبعدها تابع معي لقاء منتخبنا أمام كينيا وقال لي بالحرف الواحد: “رؤوف مبروك عليكم كأس إفريقيا”، وبعدها الفوز على السنغال المرشح للتتويج باللقب كان بمثابة تأكيد حقيقي على أن الكأس ستكون جزائرية ونلاحظ أن المنتخب صار يتطور بمرور الأيام، هنا أود أن أشير إلى شيء مهم هو أن المنتخب صار قادرا على مجاراة كبار المنتخبات العالمية والدليل ما قدمه أمام كولومبيا وكذا المكسيك في الوديات الأخيرة، وبكل صراحة إن تأهلنا إلى المونديال وخضنا مباريات الدور الأول بذلك المستوى فسنذهب بعيدا وقد أفاجئكم إن قلت لكم بإمكان إحراز المونديال.

استقبلتم في وقت سابق لما كنتم على رأس الوزارة وفدا عن “الفيفا” لدراسة مشروع مطابقة قوانين “الفاف” وتعديل قوانين أخرى قصد تكييفها مع النصوص القانونية للفيفا، كيف تمت العملية؟

في الحقيقة لما كنت على رأس وزارة الشباب والرياضة استقبلت وفدا عن الاتحاد الدولي للكرة، ممثلا في سارة سوليمالي، من قسم مراقبة الجمعيات المنضوية تحت لواء الفيفا، إضافة إلى رولف تانر من قسم القوانين للهيئة الكروية الدولية، حيث تمثّل الهدف الرئيسي لهذه الزيارة في دراسة مشروع مطابقة قوانين الفاف وتعديل قوانين أخرى قصد تكييفها مع النصوص القانونية للفيفا، وكشف الوفد عن كون ذلك يدخل ضمن الإصلاحات المقامة على مستوى الفيفا منذ قدوم جياني إنفانتينو لرئاستها في 2016.

لكن بعدها تلقى الاتحاد المحلي للكرة مراسلة من الفيفا لتصحيح لوائحه الأساسية؟

صحيح، الاتحاد الدولي لكرة القدم كان قد راسل الاتحاد الجزائري لكرة القدم، في وقت سابق لتصحيح المنظومة القانونية للفاف بهدف تطابقها بشكل كلّي مع قوانين الهيئة الكروية الدولية، فضلا عن المراسيم الوزارية وقوانين الرياضة في الجزائر، لتكييف القوانين الأساسية للفاف معها ومع مختلف المراسيم والقوانين بتعليمات من “الفيفا”، التي طلبت أيضا ضرورة إحداث تغييرات على تركيبة الجمعية العامة وحصر عهدات الرئيس ومكتبه الفديرالي بالإضافة إلى تحديد سن المترشحين، وهذا ما لم يمكن رفضه، لكن الأمور تعطلت بعدها، لكننا غامرنا ولم نطبق تلك التعليمات.

وهل ما يحدث حاليا قد يعرض الجزائر إلى خطر العقوبات؟

أكيد، نحن معرضون إلى العقوبات كون المراسلات الأخيرة التي وصلت “الفاف” من قبل الاتحاد الدولي كانت واضحة، كونها كانت تطالب بتكييف اللوائح قبل عقد الجمعية الانتخابية، وهذا ما لم يحدث في الوقت الحالي.

نفهم من كلامك أن الجمعية العامة الانتخابية لن يعترف بها من قبل الفيفا؟

هذا ما نخشاه بالنظر إلى عديد المراسلات التي وصلت الاتحاد الجزائري.. شخصيا أتوقع أن الاتحاد الدولي لكرة القدم لن يعترف بنتائج الجمعية العامة الانتخابية.

بغض النظر عن عدم الاعتراف بشرعية هذه الجمعية.. هل هناك خطر آخر يحدق بالفاف؟

نعم.. الشيء الأخطر أنه سيتم إرسال لجنة لتسيير مؤقت للاتحاد الجزائري ومن ثم تنظيم انتخابات جديدة، فضلا عن التدخل في الشؤون الخاصة والقوانين المعمول بها، لأن لجنة تكييف القوانين وفي حال حلولها بالجزائر ستباشر إجراءات عديدة بالنظر لعدم أخذ المراسلات السابقة بعين الاعتبار، ما يعني أنه حاليا الأمور بدأت تخرج عن السيطرة.

في رأيكم من المتسبب في الوضعية الحالية؟

الاتحاد الجزائري لكرة القدم سبق له أن أعلم الوزارة الوصية، غير أن الأخيرة لم تمنح له الموافقة لتكييف القوانين، وأنا حاليا كمتتبع أتساءل عن الأسباب التي حالت دون منح وزارة الشباب والرياضة للموافقة على تكييف القوانين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ابو عمر

    كلام كثير عمل ناذر