الجزائر
رافقوا آباءهم إلى مراكز الاقتراع بقوة

أطفال الجزائر ينتخبون ويختارون رئيسهم

كريمة خلاص
  • 1025
  • 3
الأرشيف

شارك الأطفال بقوّة في الانتخابات الرئاسية التي عرفتها الجزائر يوم الخميس، وشوهد العديد من الآباء والأمهات وهم إلى جانب أبنائهم يمنحون لهم الفرصة في وضع الظرف في صندوق الانتخاب.. وفضّل العديد من الآباء والأمهات إصطحاب أطفالهم إلى مراكز الاقتراع لمشاركتهم لحظة الإدلاء بأصواتهم لمن رأوه مناسبا وفق خياراتهم من بين المرشحين الخمسة المتنافسين على قصر المرادية.

وأفسح الآباء المجال لأبنائهم لسحب بطاقات المترشحين الخمسة للرئاسيات إلى جانب الظرف والدخول معهم إلى غرفة العزلة لوضع خيارهم داخل الظرف ومن بعدها وضعه في الصندوق في آخر مرحلة. وصافح هؤلاء الأطفال الناخبون المؤطرين للعملية الانتخابية الذين داعبوهم بدورهم وشكروهم على آدائهم لواجبهم الانتخابي.

وعقب مشاركتهم في العملية الانتخابية أبان الأطفال عن شعور كبير بالفرحة والبهجة في مشهد مواطنة تاريخي، حاول هؤلاء من خلاله تبرير خياراتهم بعد أن كشفوا عن “رئيسهم” الذي انتخبوه. وسارع العديد من الأطفال والآباء إلى توثيق اقتراعهم بالصوت والصورة من خلال التقاط صور فوتوغرافية ومقاطع فيديو، وهو يحملون بطاقة الناخب.

وتداول بعض الأهل والآباء صور أبنائهم على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة “الفايسبوك” و”الانستغرام” و”تويتر” حيث حظيت بكثير من المشاركات والإعجابات والتعليقات.

وبرر بعض الآباء سلوكهم بأنه زرع لروح المواطنة في أبنائهم منذ الصغر كما اعتبره آخرون تلقينا لأبنائهم ثقافة الحرص على ممارسة حقوقهم وتأدية واجباتهم وتعليم أبنائهم كيف يختارون وماذا يختارون؟. في حين أكّدت بعض الأمهات أنهن انتخبن نزولا عند إلحاح أبنائهم الصغار الذين أصروا على معايشة هذه الأجواء التاريخية.

وتزيّن الأطفال الناخبون بالرايات الوطنية مردّدين شعارات وطنية “تحيا الجزائر تحيا الجزائر” و”وان توثري فيفا لالجيري” ، في صورة جميلة تضفي انطباعا بأنهم حقا رجال الغد الذين سيصنعون مستقبل البلاد.

وفي هذا السياق أوضحت البروفيسور صباح العياشي مديرة مخبر الأسرة، التنمية والوقاية من الانحراف والإجرام والأستاذة بجامعة الجزائر 2 وكذا الخبيرة باليونيسيف أنّ المختصين في علم الاجتماع العائلي والثقافي يرون أن الجزائر بنساءها ورجالها قطعت شوطا كبيرا في بناء الديمقراطية والسلم الوطني والتعايش مع مختلف التناقضات والمواقف المتباينة التي كانت كلها لمصلحة الوطن رغم إيديولوجياتهم المختلفة.

وأضافت المتحدثة أنّ المواطن البسيط الذي اصطحب أبناءه للانتخاب قدم رسائل كثيرة يعبر فيها ن طبيعة التنشئة الاجتماعية للأبناء منها حب الوطن وحق الانتخاب وأن لا نترك بلدنا للأجانب فالأحرى أن نبنيه معا باختلافاتنا. وقالت أيضا “يريد الوالدين أن ينقلا لأبنائهم والأجيال المستقبلية فكرة الشجاعة في إظهار مواقفنا بسلوك حضاري وإيجابي وان نكون لهم قدوة في إخراج البلاد من المعترك الذي تمر به”.

فهي أيضا “رسالة للأطفال لان يقودوا المرحلة المقبلة كي يكونوا مسؤولين عن مواقفهم وممارساتهم لان التاريخ يسجل لهم ذلك”. واعتبرت الخبيرة باليونيسيف أنّ الأسرة هي عربة السلوك الحضاري والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والوعاء الهوياتي الذي يحفظ الأجيال وقيمهم الاجتماعية والأخلاقية والثقافية والدينية وأيضا تواصل الأجيال دون ضغينة أو كراهية بن الأفراد في وحدة وطنية تمضي بنا نحو الأمام من أجل بناء وطننا.

مقالات ذات صلة