الرأي

أطفال سوريا و”ملايير” العرب!!

رشيد ولد بوسيافة
  • 2710
  • 10

المشاهد المأساوية التي نقلتها بعض الفضائيات حول معاناة اللاجئين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ في تركيا والأردن ولبنان، تجعلنا نكفر ألف مرة بهذه المخلوقات “البشرية” التي نصبت أنفسها حكاما وأمراء وملوكا ورؤساء على الدول العربية. والتي سارعت مع أول رصاصة أطلقها النظام السوري على المظاهرات، وزودت الغاضبين عليه بالأسلحة والذخائر وحتى بالمقاتلين المدربين ليطيحوا بهذا النظام الجائر لا لأنه يقمع الحريات ويعتقل النشطاء ويقتل المعارضين، ولكن لأنه يتصرف على عكس هوى الغرب!!

لماذا لم نشاهد نفس الهبة لإنقاذ الأطفال الذين يموتون بسبب التجمد؟ ولماذا لم تسارع مشيخات الخليج للتبرع بملاييرها لتلك العائلات التي تبيت في العراء تحت درجة حرارة تحت الصفر؟ ولماذا اقتصر التضامن مع هؤلاء المساكين على ذوي الضمائر الحية من أوربا وأمريكا بينما غرق العرب في كل شيء تافه؟

في بريطانيا قام مذيعو التلفزيونات بحملة تضامن مع أطفال سوريا، كما أطلقت العديد من مبادرات التضامن في العديد من مناطق العالم ولم تقصر الأمم المتحدة فأطلقت أكبر عملية تضامن في تاريخها، بينما العرب منشغلون بصرف أموال البترول في المهرجانات الفارغة وبرامج المسابقات التافهة!!!

وحتى الجزائريون الذين عرفوا بالتضامن مع غيرهم من الشعوب، خصوصا مع الفلسطينيين، أصبحوا لا يبالون بمثل هذه المآسي. وباتت الجزائر التي قيل إنها كانت دوما في صف القضايا العادلة في العالم قبلة لمشاهير الفن والرياضة… طبعا لاستلام الملايير التي حرم منها المعذبون في غزة والأردن وتركيا ولبنان وحتى في الجزائر!!

أين روح التضامن التي عرف بها الجزائريون؟ وأين قوافل الإغاثة الإنسانية التي تحول بعضها إلى البزنسة بدل التضامن مع المستضعفين؟ وأين المبادرات الرسمية التي دأبت عليها الدولة الجزائرية بإرسال المساعدات إلى المناطق المتضررة من الكوارث؟ ألا يستحق أطفال سوريا مثل هذه المبادرات، خصوصا وأن الأمر لا يتعلق بالوقوف إلى جانب أحد طرفي النزاع في سوريا إنما يتعلق بعمل إنساني بحت؟

…هي صفحة سوداء ستسجل في تاريخنا بعد أن تخلينا عن عقولنا وضمائرنا إلى درجة أصبحت صورة طفل مجمد لا تحرك فينا شيئا، بينما نفرح حتى الموت لأجل لعبة الجلد المنفوخ!!!

مقالات ذات صلة