أعمدة كهربائية منصوبة حديثا تتهاوى على المارة بوهران

كشفت الرياح العاتية التي عصفت بولاية وهران نهاية الأسبوع المنصرم، عن الكثير من التجاوزات وعيوب الإنجاز، عبر عدد كبير من الشوارع والأحياء السكنية، لاسيما ما تعلق بالأعمدة الكهربائية، التي تدخل في سياق مشاريع الصيانة والتهيئة، وهو ما بات يطرح عدة تساؤلات حول جدية الأشغال، التي توكل مهامها لشركة وطنية، حيث لم يخلُ مجمَع سكني أو شارع، من وقوع عمود أو اثنين، وحتى أشجار الزينة التي يتم غرسها من أجل استقبال المسؤولين، لم تسلم من الاجتثاث من جذورها في مشاهد محزنة.

وخلال جولة قصيرة عبر أهم الأحياء والمجمعات السكنية التي سجلت حوادث وقوع الأعمدة الكهربائية، رصدنا بحي 1063 مسكن بعدل، عددا كبيرا من الأعمدة الملقاة على الأرصفة، بفعل التقلبات الجوية والرياح الهوجاء، نظرا لقدمها من جهة، وغياب الصيانة الدورية من لدن المؤسسات الخاصة من جهة أخرى، والأدهى من كل ذلك، هو نجاة في كل مرة مواطنين بأعجوبة لحظة سقوط تلك الأعمدة الكهربائية، آخرها ما حدث الشتاء الماضي بوسط المجمَع السكني، حين سقط عمود كهربائي على مركبة من نوع لوغان، لحسن الحظ أن سائقها كان خارجها، وعمود آخر وقع قبل أيام فقط بالقرب من البوابة الرئيسية لابتدائية فضيل مخيسي، مما يجعل حياة التلاميذ مهددة بالخطر في أي لحظة.

سكان حي العقيد لطفي بدورهم، أعابوا أشغال تهيئة الحي، وإنجاز أعمدة كهربائية مؤخرا تشتغل بتقنية لاد، غير أن الكثير منها هوت بفعل الرياح الهوجاء، ليتبين بالعين المجردة، أن تلك الأشغال المتعلقة بالتثبيت، لم تحظ بالإتقان والرزانة الكافيتين، وإلا كيف لعمود شاهق يتم تثبيته بـ4 براغ فقط، أحياء أخرى عرفت نفس الظاهرة، بحيث لم تصمد أعمدة كهربائية حديثة في وجه قوة الرياح، بأحياء عدة منها العثمانية والبدر والكميل ورأس العين والبحيرة الصغيرة.

في مقابل ذلك، أفاد مصدر مسؤول من الشركة الوطنية للإنارة العمومية، أنه يتم حاليا إحصاء الأعمدة التي هوت من أجل إعادة تثبيتها، وأضاف أن الظاهرة عادية، وتقع في عدة دول، أين لا تصمد لا أعمدة ولا أشجار في وجه الأعاصير والرياح الهوجاء يقول نفس المصدر.