-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جزائريون يسيئون إلى شعائر الله

أعياد مملة والبرستيج يغلب السنة

نسيبة علال
  • 849
  • 0
أعياد مملة والبرستيج يغلب السنة

أخذت أصوات الدعوة إلى تعظيم شعيرة الأضحية ترتفع، مع اقتراب عيد الأضحى، حين بدأ الناس في إلهاء أنفسهم عنها بغلاء الأسعار، وكثرة المسؤوليات المتزامنة.. وقصر يوم العيد، الذي يتطاول عليه الكثير بوصفه بالممل المضجر، متنمرين به على أسوإ الأيام. هكذا أصبحنا كمسلمين نسيء إلى شعائر الله، التي وجب تعظيمها من حيث لا ندري، بل وننشر ذلك على المواقع جاهرين بالمعصية.

منابر تدعو إلى أولوية الأضحية

انغمس الناس في طقوس البرستيج، حتى نسوا تعاليم دينهم، ينفقون المليون والاثنين على زينة حلويات ربما لا تؤكل، والملايين الأخرى على كسوة أولادهم وأزواجهم، وديكورات منازلهم.. فهي ما يتم التباهي به أمام الزوار. وهي ما يسعد قلوب أطفالهم الصغيرة، لكنهم عاجزون عن ادخار هذا المال لشراء أضحية أو على الأقل تقسيمه، ويتحججون بالغلاء، مع أن هذه الفئة من الناس تجدهم أول من يسافر في عطلة استجمام بعد العيد أيضا. أمر نبه إليه الأئمة والمصلحون كثيرا، منذ فترة، ونوهت به صفحات مليونية من شهور، تدعو هؤلاء إلى إعادة حساباتهم مع شعائر العيد، بعد الانتشار الرهيب للظاهرة في المجتمع الجزائري.

“ممل كأمسية عيد”

لكم سمعنا هذه العبارة في السنوات الأخيرة، يتنمر بها شباب في ما بينهم، ويتمازحون، مسيئين إلى واحدة من أكبر شعائر الله- عز وجل-، ومن دون قصد، لو سألته عن السبب، لقال كما يدعي محمد: أنه “مجرد أسلوب للضحك.. فالناس من كثرة الفراغ والشعور بالملل يوم العيد، يلجؤون إلى قيلولة طويلة، تمتد لساعات، ولا يجدون ما يلهون به أنفسهم. فأغلب المرافق مغلقة ذلك اليوم، أيضا”. من جانب، آخر يعلق الدكتور الفقيه دحماني ع. الصمد، على أن شبابنا وحتى الناشئة من أجيالنا حرموا لذة الأعياد والمناسبات الدينية، حينما لم يتعلموا أن المطلوب منهم في هذا اليوم هو صلة الرحم، وتقاسم الفرحة مع الأقارب والفقراء والمحتاجين، وليس الانغلاق على أنفسهم.. فديننا الحنيف سن لنا أفضل اللباس والتعطر للخروج إلى صلاة يجتمع فيها الناس، يتغافرون ويتراحمون ويتذكرون الأحبة.. والإعراض عن أداء هذه الشعائر، يفقد العيد معناه وبهجته. لذا، علينا كمسلمين، أن نحافظ

عليها ونحرص كل الحرص على إحيائها وتمجيدها وتلقينها للأجيال، بدل جعلهم يعتقدون أن العيد هو مجرد لباس غال جدا، يثقل كاهل الأولياء”.

التذمر وكثرة الشكوى تفقد الأعياد بهجتها

من المظاهر الأخرى التي فيها مساس بأعيادنا الدينية، تذمر أرباب الأسر من الغلاء، وتظاهرهم بالهم والمعاناة أمام أسرهم، وتكريرهم الشكوى من عدم القدرة على توفير الحلويات والملابس الفاخرة والأضحية، رغم أنها غير واجبة على الجميع، وإنما لمن استطاع.. وأصبح العيد السعيد عقوبة يخاف الناس اقترابها، لأنهم بالغوا في البذخ والاهتمام بالشكليات، فوق قدرتهم المادية. يقول السيد عبد الرحمن، 56 سنة، مدير مدرسة ابتدائية بالبليدة، ورب أسرة من 5 أطفال: “المعلمون في المدرسة والأقارب والجيران في الحي، الأصدقاء في المقاهي، وعلى فايسبوك، كلهم يرددون مع اقتراب الأعياد: “ما لحقناش”.. قصدهم، أنهم غير قادرين على توفير الميزانية الكافية لمتطلبات العيد، لأنهم عودوا أسرهم، منذ فترة، على شراء الملابس باهظة الثمن، التي تضاهي أحيانا نصف راتبهم للشخص الواحد، بينما أحرص أنا فقط على شراء ملابس جديدة نظيفة لأبنائي وزوجتي، من أجل الصلاة وصلة الرحم، بعد أن أكون قد ادخرت قيمة الأضحية، التي ترضي الله- عز وجل- أما بقية الكماليات كالحلويات والديكور وما إليها، فلا أجد لها من بد، ومنه، فإننا من أكثر الناس الذين يفرحون بالعيد ويستمتعون بقدومه”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!