أغلبهم يفوق الثلاثين من العمر: كهول ومسنون .. في قوارب الموت

لم تعد الهجرة السرية أو ما يعرف بهجرة “الحراقة” تقتصر على شباب يعتقد انه متهور و لا يبالي بالمخاطر بل أصبحت تمس حتى الكهول حيث سبق و أن ألقى حراس الشواطئ باسبانيا على مهاجر سري جزائري عمره 52 سنة . كما أظهرت إحصائيات رسمية أن من بين المهاجرين السريين الذين تم إلقاء القبض عليهم أو حاولوا التسلل إلى الخارج كانوا يزاولون أعمال حرة أي من ميسوري الحال.وقد ألقت مصالح الدرك الوطني بداية من شهر جانفي للعام الجاري أزيد من 170 مهاجرا غير شرعيا فاقت أعمارهم الأربعين سنة جٌلُّهم أرباب بيوت تركوا أبناءهم وعائلاتهم بحثا عن حياة أفضل لهم ولذويهم أو حتى الذين انتابهم اليأس جراء ظروفهم الاجتماعية المزرية، وآخرون تسارعت عليهم السنين دون تكوين أسرة لصعوبة أوضاعهم المالية أو من البطالين وكذا الذي لهم عمل غير دائم ولا مضمون،على غرار الشباب الذي طالما استهوته الهجرة إلى خارج الوطن لتحقيق أحلامه التي يراها صعبة أو شبه مستحيلة في بلاده، ولم يجد سبيلا لذلك غير الهجرة السرية والمخاطرة في البحر في قوارب الموت للالتحاق بالضفة الثانية من البحر المتوسط التي تفتح له أبواب أوروبا.
وقد بلغ عدد المهاجرين السريين الذي تتراوح أعمارهم ما بين 30 و 50 سنة و التي تم إلقاء القبض عليها خلال تسعة أشهر الأولى من العام الجاري من قبل الدرك الوطني 183 شخصا 17 منهم تجاوزوا سن الأربعين دون احتساب أولئك الذين نجحوا في التسلل إلى خارج الحدود وآخرون فلتوا من قبضة الدرك.
وحسب الإحصائيات المتوفرة لدى مصالح الدرك الوطني التي ألقت القبض خلال ذات الفترة على 662 شخصا من مختلف الأعمار فان غالبية محاولات التسلل التي نجح أفراد الدرك الوطني في إحباطها كان أبطالها أشخاص دون عمل، حيث بلغ عدد العاطلين عن العمل 583 شخص من العدد الإجمالي، في حين بلغ عدد العمال اليوميين 97 شخصا، و 48 آخرون يزاولون أعمالا حرة، إضافة إلى 3 مهنيين و 11 طالبا.
هذا وقد قبضت ذات المصالح على 514 شخصا ما دون الثلاثين من بينهم 496 تراوحت أعمارهم بين 19 و 28 سنة، و 18 آخرون قصر أي ما دون سن 18.
وتجري محاولات التسلل إلى خارج الحدود غالبا في المناطق الساحلية التي تسمح بالعبور عبر البحر،حيث احتلت ولاية عنابة الصدارة في عدد الموقوفين على اثر إحباط عمليات الهجرة السرية حسب ذات المصالح بـ 210 أشخاص، تليها وهران بـ 176 شخصا، ثم عين تيموشنت بـ 159 شخصا، ومستغانم بـ 79 شخصا، وتلمسان بـ 37 شخصا.وقلما يبادر المهاجرون السريون في التسلل عبر الحدود البرية نظرا لطموحاتهم المرهونة بالغرب وبالتالي سُجّلت عمليتين فقط في كل من الطارف بـتوقيف 20 شخصا، والوادي بشخصين فقط.

ـــــ
ريم.أ