-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجمة الشاشة والمسرح الفنانة ليديا لعريني لمجلة الشروق العربي

أفتخر بالمرأة الجزائرية.. ورحيل الأم أعتبره نكسة حياتي

طارق معوش
  • 1101
  • 0
أفتخر بالمرأة الجزائرية.. ورحيل الأم أعتبره نكسة حياتي
تصوير: عبد الكريم شنيڨل

ممثلة من طراز خاص وفريد من نوعه.. دائما تضفى جوا من البهجة على العمل، فتمنحه مذاقا مختلفا ونجاحا مميزا. يعتبرها زملاؤها الممثلون تميمة الحظ ووش السعد عليهم، فيحرصون على تواجدها بأعمالهم، سواء المسرحية أم الدرامية.. هي قامة من قامات الفن الجزائري الأصيل. سيدة راقية في فنها وحديثها وهمساتها وإيماءاتها.. تجربتها في الحياة جعلتها مدرسة نستلهم منها العبر والدروس، ليس في مجال الفن والتمثيل فحسب، وإنما في مختلف تجارب الحياة التي قد تمر بها المرأة.. هي ابنة مدينة باتنة، التي تحررت من كونها مغنية فقط، إلى أن تبحث عن صوت آخر يناديها لتكون “فنانة الشاشة والمسرح”، ووجها سينمائيا واعدا.. الفنانة ليديا لعريني، التي خصت مجلة الشروق العربي، لتفتح قلبها ويكون هذا اللقاء الخاص.

أفتخر بالمرأة الجزائرية.. ورحيل الأم أعتبره نكسة حياتي

الشروق: مسلسل دوار الشاوية.. سبع حجرات.. جروح الحياة، وغيرها من الأعمال السينمائية والمسرحية… تتميزين بشخصية قوية، ليديا، وتجمعين بين الصرامة والرفق.. ما السر في هذا؟

– الفضل يعود أولا إلى الله، لأن الإنسان الذي تتوفر فيه هذه الصفات الحميدة والخصال، أظن أنه أحبه الله.. كما أحمده على أم رائعة، فتحت عيني على بسمة لا تفارق محياها، مهما كانت الظروف. وكانت تعالج كل المشاكل ببسمة، وجعلتني أرسم في ذهني أن الحياة بكل ما فيها من مشاكل وعقبات ومحطات، يجب أن نعالجها بحكمة. والتاج الذي يكون على رأس الحكمة، هو البسمة. عرفت أن في بسمتها الشجاعة، وألا أرفع صوتي أبدا عندما أغضب. فالصوت المنخفض وقار.. بدموع تتهاطل تواصل حديثها.. للأسف، رحلت ورحلت معها الابتسامة. رحيلها أعتبره نكسة حياتي، ولا يشعر بذلك، إلا من عاشه.. كيف لا وهي السند في الدنيا..

الشروق: بما أننا نتكلم عن الأم وعن المرأة الجزائرية بصفة عامة.. رسالتك إليها؟

– أشهد أن المرأة الجزائرية رسمت تاريخها بنار ونور، وسيبقى ذلك، إذا مشينا على الدرب السليم. لذا، أنصح فتاة اليوم التي أثبتت وجودها بكفاءتها وبثقافتها وبصرامتها، بأن تحاول أخذ الدفء من يد المرأة التي مدت لها بالأمس.

حاولي التلذذ والتنعم، وحافظي على هذا الدفء، لأنك قد تصابين ببرودة الزمن والقدر، ولا تجدين غيرها..

أنا أفتخر بالمرأة الجزائرية والجزائر محتاجة إليكن.. الجيل القادم سيعاقبكن إذا خنتن الأمانة، إياكن وأبناءكن، فلذات أكبادكن.

الفنان ثقافة وحضارة وأدب واحتشام، يكفي أنه سفير للبلد والشعب

الشروق: ما رأيك في وضع المرأة الفنانة؟

– الوضع يختلف من جيل إلى جيل. في سنوات 1948 إلى 1962، كانت المرأة الفنانة تعد على رؤوس أصابع اليد. فقد كن قليلات، ولكن عندهن قيمة. كن متميزات بأخلاقهن وجدارتهن وقدراتهن. فلما تصعد على الركح السيدة نورية أو السيدة وهيبة أو السيدة كلثوم، يصفق لهن الجمهور، كانت الفنانة آنذاك تستعمل كل السبل والحيل لكي تقول إننا جزائريون.

أما جيلي، فمنهم من لم يدرس أبدا، أي غير متكون علميا، وفيهم المتخرجون من معاهد متخصصة.. والفرق بينهما ليس كبيرا، فأغلبهم كان عصاميا.. كنت أتمنى أن جيل اليوم يجمع بين العصامية والتكوين.

لما نريد أن نتعلم.. أبسط شيء أن نسمع لغيرنا، لكن مشكلتنا في هذا العصر، أن بعض الفنانات فيهن عيوب. فلا يكفي أن تكون الفنانة جميلة أو بارعة في التمثيل.. المهم في كل هذا، التربية. فالفنان ثقافة وحضارة وأدب واحتشام وخبرة.. وهو يحمل رسالة، هي رسالة الضمير المهني، ونعني به أيضا القدوة الرئيسة والسفير للبلد والشعب.

في زماننا، كنا نخصص وقت فراغنا للقراءة، قراءة أي شيء، صحيفة، مجلة، كتاب.. المهم الاطلاع والتثقف، وحتى الورشات المسرحية، فلا تنس أن المسرح أبو الفنون.

أغلبية الفنانات اليوم، للأسف، لما تصبح مشهورة، أول ما تقع فيه هو الغرور، والغرور هو مقبرة الفنان.

الشروق: ماذا أضافت لك تجربة «مسلسل يما »؟

ـ أنا فخورة به، كان لي الشرف أن أشارك في هذا العمل المميز. وكنت متأكدة من كونه سينجح، لأنه عمل متكامل وفريق متكامل من كل النواحي.

الشروق: كممثلة، كیف ترین الاحتكاك الفني الذي حدث مع تونسیین وأتراك وغیرھم؟

ـ أعتبره ضروریا ومفیدا في نفس الوقت، خدم الدراما الجزائریة كثیرا، خاصة من الجانب التقني، الذي كان أحد أھم أسباب نفور الجمھور، أعتبرھا إضافة للمنتج الجزائري، خاصة بالنسبة إلى التقنیین. وقد حان الوقت لفتح مدارس ومعاھد للتكوین، بعد سنوات من التبعیة.. ما ینقصنا لتسویق أعمالنا عربیا ھو إرادة المنتجین..

الشروق: بعد تصالح الجمھور الجزائري مع الدراما المحلیة، ھل المنتج الجزائري جاھز للتسویق عربیا؟ وھل اللغة ھي العائق في رأيك؟

ـ قبل الإجابة عن السؤال.. حقیقة، ھناك أعمال نجحت في مصالحة الجمھور الجزائري، مثل «الخاوة»، «مشاعر»، «يما »، وأخرى، كما تراجعت نسب مشاھدة الجمھور الجزائري للأعمال العربیة، على حساب الوطنیة. وما ینقصنا لتسویق أعمالنا عربیا، ھو إرادة المنتجین، التي تكون مرتبطة أساسا بالجانب المادي، وتخصیص میزانیات ضخمة للتسویق للمسلسلات أو إنتاج أعمال مشتركة. أما اللغة، فلیست عائقا حقیقیا، لكنھا تحتاج إلى بعض التنقیح، فعلینا التخلص من المفردات الفرنسیة، التي تعیق الآخر عن فھمنا.

الشروق: ماذا تقترحین للانتقال فعلا إلى صناعة فنیة حقیقیة؟

ـ تقیید الفن بالإدارة وبعراقیل بیروقراطیة، في حد ذاتھ عائق، وما دام یتحكم في تسییره أشخاص بعیدون عن الفن، فلا یمكن تحقیق صناعة فنیة، وما دمنا لا نعطي قیمة للفنان ولا نخدمه لیقدم الأفضل، فلا یمكن الحدیث عن صناعة، في ظل غیاب التغییر الجاد والنیة الصادقة، والرغبة في التطور.. فمحتوى الأعمال ونوعیتھا، ھي بمثابة واجھة للبلد ومرآة عاكسة لواقعه.. إبراز قیمة الفنان بالأعمال.

الشروق: إذا تلقیت عروضا للمشاركة في أعمال عربیة، ھل ستوافقین؟

ـ طبعا، ھذا حلم أي فنان، لكن الفنان الجزائري تعرض للإقصاء، مقارنة بجیرانه المغاربة، فیجد الممثل نفسه، رغم ما قدمه، مطالبا بالتعریف بمسیرته وأعماله، وكأنه سیبدأ مشواره الفني من جدید.. فالممثل الجزائري في حاجة إلى إبراز قیمته، لیس بالتكریمات، وإنما بالأعمال التي تحكي عن تاریخه وعن مجتمعه وثقافته، وتبرز معالم بلده وأزقته. ھذا، ما لم أحققه بعد. فرغم أنني قضیت أكثر من 20 سنة في مجال التمثیل، أرى بأن إنتاجنا الدرامي مركز على الشھر الفضیل، ولم نصل بعد إلى الإنتاج المستمر، الذي یعرض على مدار العام.. فحتى الأعمال التاریخیة التي یبحث عنھا الجمھور، غیر موجودة. فالتأریخ لا یكون من خلال الكتب فقط، ویجب أن نعي أن الترویج للسیاحة الداخلیة وإنعاش الاقتصاد الوطني، یكون من خلال الأعمال التلفزیونیة.

المسرح سحر ومفعول السحر قوي ولا يزول أبدا..

الشروق: ما ھي الأدوار التي تطمح ليديا لعريني إلى أدائھا؟

ـ كل الأدوار التي لم أؤدھا بعد، ھناك شخصیات عدیدة أطمح إلى تقدیمھا. فالجزائر بحجم قارة، وأرید المشاركة في أعمال تصور في مختلف مناطق الوطن، للتسویق والترویج لھا.

الشروق: ما رأیك في الاعتماد على معیار الشھرة وعدد المتابعات على مواقع التواصل في انتقاء الممثلین؟

ـ المشاھد لیس غبیا، ویمتلك القدرة على التمییز. أكید، یوجد مؤثرون أو عارضو أزیاء یمتلكون موھبة ورغبة في العمل. وھؤلاء، بإمكانھم العمل في المجال، إذا صقلوا ذلك بالتكوین. فھناك من اقتحموا المجال بذكاء،

ویعملون بالتوجیھات، ویأخذون بآراء المحترفین فيه. وھنا، بإمكانھم اتخاذ القرار الصحیح، سواء بالمواصلة أم بالانسحاب.

الشروق: ماذا يمثّل لك المسرح؟

– دائما أقول: المسرح سحر ومفعول السحر قوي ولا يزول أبدا.. المسرح هو حبّي الأول والأخير. هو حياتي وعالمي الخاص. سجّلت من خلاله تاريخا مشرّفا.. ووقفت على خشبته كممثلة وأنا لا أزال صغيرة. وعشت أجمل أيام حياتي فيه.

الشروق: ما رأيك في المسرح اليوم؟

– يحاول المسرح اليوم النهوض والعودة إلى سابق عهده، ويشهد إقبالا من الجمهور.. إن شاء الله، القادم أحسن، لكم كصحافة وإعلام، وكل المسؤولين على الثقافة..

الشروق: إلى أي مسرح يميل الجمهور في رأيك؟

– الجمهور يفضّل التنوع. فالبعض يميل إلى المسرح الكوميدي، والبعض الآخر يبحث عن المسرح المستنير الذي يغذّي الفكر والعقل.

الشروق: ما أكثر الأدوار التي تشبه ليديا لعريني مسرحيا؟

– أغلب الأدوار تشبهني.. فقبولي بدور، يعني أنني وجدت فيه ليديا لعريني… عن نفسي، أختار دور الراحلة بكار حدة، أو مسرحية امرأة من ورق..

الشروق: جديدك، ليديا؟

– تقريبا، انتهيت من التحضير لمسرحية كوميدية، بعنوان “زمن الكندي فيني”، من تأليفي وإخراج سمير أوجيت. في السينما، أنتظر إصدار فيلم “العربي بن مهيدي”، مثلت فيه دور الأم.. وهو عمل يستحق التركيز عليه إعلاميا. وهناك أيضا فيلمان سينمائيان وعمل درامي جديد.. كل هذه المشاريع، سينطلق التصوير فيها بعد رمضان، إن شاء الله. وللأسف، رمضان، هذه السنة، سأغيب عن الشاشة. والسبب، هو انشغالي الكبير بالمسرح، ورفضي العمل، لأسباب أحتفظ بها لنفسي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!