-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
انطلاق المواكب وتعالي الزغاريد..

أفراح البكالوريا تكسر صمت المدن الغارقة في الحرارة

نادية سليماني
  • 488
  • 0
أفراح البكالوريا تكسر صمت المدن الغارقة في الحرارة
أرشيف

ظهرت نتائج البكالوريا، فتعالت الزغاريد من بيوت كثير من الجزائريين وانطلقت المواكب.. ابتهاجا بانتهاء مسيرة 11 سنة من الدراسة، وانطلاقا نحو عالم الجامعة والبحث العلمي، وفي المقابل علت الحسرة وجوه الراسبين، لدرجة عاشت ثانويات الوطن أمس أجواء امتزجت فيها الفرحة بالبكاء، في مشهد “مؤثر” يتكرر كل سنة.
بمجرد الإعلان عن نتائج بكالوريا موسم 2023، عاشت كثير من العائلات أجواء فرحة استثنائية، بل هي فرحة العمر كما وصفوها. فكثيرون يعتبرون البكالوريا مسألة “حياة أو موت”، ويعتقدون أنّ الناجح ستفتح له أبواب المستقبل على مصراعيها، وهو ما يجعل فرحتهم هستيرية بالنجاح، لا تضاهيها أية فرحة أخرى.
ضبطت العائلات ومن خلفها أبناؤها المترشحون للبكالوريا، عقارب ساعتهم على الساعة 4 مساء من نهار أمس، منتظرين أكبر حدث، وهو الإعلان عن نتيجة “الباك” عبر الموقع الذي خصصه ديوان المسابقات والامتحانات. بينما تجمع آخرون ورغم الحرارة “القياسية” التي تعرفها ولاية الجزائر وضواحيها والتي تعدت الأربعين درجة، أمام مداخل الثانويات للإطلاع عن قرب على قوائم الناجحين.

رغم الحرّ..عائلات وطلبة يتجمعون أمام الثانويات
حوالي الرابعة وخمس دقائق سمعنا أوّل زغرودة طويلة، انطلقت من أحد البيوت ببلدية القبة بالجزائر العاصمة، تبعتها زغاريد كثيرة وإطلاق للألعاب النارية وصياح شباب.. وبعدها بدقائق خرقت مواكب السيارات الصمت، مطلقة العنان لأبواقها.. فنتائج البكالوريا أعادت النشاط والحركية بامتياز لشوارع المدن، التي دخلت في شبه سبات بسبب الحرّ الشديد الذي تشهده البلاد. وتشابهت أجواء الفرح عبر كامل ولايات الوطن الـ58.

عائلات تشرع في اقتناء لوازم الاحتفالات
وسارعت العائلات ممّن نجح أبناؤها إلى شراء مستلزمات صناعة الحلويات، للاحتفال بالمناسبة، وهو ما رصدناه بمحلات بيع مستلزمات الحلويات للجملة بحي المنظر الجميل بالقبة. وكعادة التجار المستغلين لمثل هذه المناسبات، شاهدنا دخول مستلزمات حلويات خصيصا للناجحين في شهادة البكالوريا، من أشياء للزينة مكتوب عليها “مبروك الباك” وقوالب حلويات تحمل كلمة “BAC”، والتي شهدت اقبالا كبيرا عليها من النساء، رغم أسعارها المرتفعة نوعا ما، إذ يبلغ سعر قالب واحد لصنع الحلوى 300 دج.

انتحار راسبة “البيّام ” يعيد التخوفات
وبالجهة المقابلة، سيطر الحزن على بعض البيوت، ممّن رسب أبناؤها، فقلة لا تتأثر ربما لتوقعها الفشل مسبقا، أما آخرون فتكون صدمة الرسوب كبيرة جدا، وتستدعي معاملة خاصة من الأولياء والمحيط المقرب، وهو ما يشدد عليه المختصون في علم النفس، المتخوفون من إقدام بعض الراسبين على الانتحار لا قدر الله أو الدخول في حالة اكتئاب.
وجميعنا يتذكر حادثة انتحار تلميذة تقطن بحي الريحان بمدينة خميس مليانة، بعد ما رسبت في امتحان شهادة التعليم الأساسي الفارط، فـ”عايرتها ” شقيقاتها الأكبر منها سنا، وتخوفت الأم من ردة فعل والدها في حال سمع برسوبها.. التلميذة سمعت جميع هذه الأحاديث، فسارعت إلى رمي نفسها من شقتهم بالطابق الخامس، لتتوفى بالمستشفى ودخلت بعدها الأسرة في حالة ندم وحسرة كبيرتين جدا، بسبب سوء معاملتهم لطفلة في سن المراهقة.

عائلات تؤجر قاعات حفلات للاحتفال بالنّاجحين
ومن جهة أخرى، تستعد عائلات لتنظيم حفلات “مميزة” للناجحين، داخل قاعات الحافلات، بحيث أكد رئيس اللجنة الوطنية لقاعات الحفلات، المنضوية تحت لواء الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، بريكسي رقيق في اتصال مع “الشروق”، بأن أصحاب قاعات الحفلات تلقوا العديد من الاتصالات قبل أكثر من أسبوع على إعلان نتائج البكالوريا من عائلات تستفسر عن أسعار تأجير قاعة الحفلات لغرض إقامة حفلات بسيطة.
وقال بريكسي “غالبية زبائننا خلال هذه الصائفة سيكونون من الناجحين في البكالوريا، وهو الحدث الذي قد يعيد الحركية والنشاط لقاعات الحفلات، التي تشهد شبه ركود مقارنة بسنوات خلت بسبب الغلاء”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!