-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أقبح من ذنب

أقبح من ذنب

اعتراف ابن عم ملك المغرب، بأن عملية التطبيع التي “اقترفتها” المملكة، والتي بلغت درجة من الحميمية لم تبلغها حتى علاقة الصهاينة مع الولايات المتحدة الأمريكية، كانت للرد على الجزائر وتفوُّقها في ميدان التسلح، هو عذرٌ أقبح وأوسخ من الذنب نفسه، وقد قيلت هذه الأسطوانة في العديد من المرات من طرف مغردي المخزن من الذباب الذي صار لا يجد حرجا في ذكر “الشقيقة” مباشرة بعد ذكر كلمة إسرائيل، ولكن أن تعترف بها شخصية برتبة أمير، فذاك ما يضعنا أمام بلد صار من الصعب فعلا أن نقبل به جارا من دون أخذ الحيطة من خرجاته، خاصة وأنه يتأهَّب لاستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي، ودماء أطفال فلسطين الذين هلكوا في العدوان الأخير على غزة، لم تجفّ بعد.

لقد تتبّعنا على مدار عقود، عمليات تطبيع جرّت المصريين إلى مفاوضات وعلاقات ديبلوماسية، وتبعتها الأردن وحتى منظمة التحرير الفلسطينية وموريتانيا ووصولا إلى الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان، ولم يربط أي بلد تطبيعه مع الإسرائيليين ببلدٍ آخر، فمنهم من طلب السلام والاقتصاد ومنهم من سار على النهج الأوروبي، أو لتفادي الضغوط الأمريكية، لكن أن يصل الأمر ببلاد تقول عن نفسها بأنها “القوة الاقتصادية الأولى في القارة السمراء”، إلى حد الانصهار مع العدوّ، بسبب بلد جار، رفض الجوار فأغلق البر والبحر والجو، واقتلع من جغرافية فكره نهائيا الأرض الغربية من وراء حدوده، واهتم بتطوير بلاده اقتصاديا وعسكريا وحتى ثقافيا.

كل النظريات القديمة، التي كان يقولها بعضنا، عن خيانات المخزن للجزائر، من العهد الاستعماري إلى ما بعده، وتورّطه في الإرهاب الذي عاشته الجزائر، صارت مؤكدة فعلا، فقد ابتهج هذا البلد في العشرية الحمراء عندما غرقت الجزائر في أزمتها الأمنية، وارتاح أكثر في سنوات الفساد، فكانت كل مصائبنا، فوائد له، وعندما حاولت الجزائر بناء نفسها من جديد، لم يتحمّل الأمر وصار يرعد ويبرق ويعصف، وانتهى به الأمر بأن منح العصمة كاملة في يد إسرائيل، ضمن نموذج قذر، لم يحدث وأن حلم به الكيان العبري منذ أن تأسس في سنة 1948 مع أي بلد آخر، بما في ذلك إيران في زمن الشاه محمد رضا بهلوي.

لم يعد هناك من طائل انتظار أن يستقيم ذيل الكلب الأعوج؛ فالمملكة ذابت نهائيا وانصهرت في الكيان، حتى اختفت ملامحُها نهائيا وانقرضت، وستكون أي محاولة لإصلاح ما أفسده الدهر، ضربا من تضييع الوقت وحرق الأعصاب، ونكاد نجزم بأن المملكة المغربية ستقبل التفريط في الصحراء الغربية نهائيا، على أن تفرط في علاقاتها الحميمية جدا مع الصهاينة، وما قاله الأمير هشام العلوي الذي عُرف عنه في السابق الانتصار للقضية الفلسطينية، من أنَّ التعاون مع إسرائيل مفيدٌ في المجال العسكري للّحاق بالجزائر، هو دليلٌ على أن الذباب المغربي الذي لا يتوقف عن أزيزه إنما ينطلق من عش المخزن وبأمر وتكتيك منه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!