أقرا كثيرا وأتحدى الأطباء بالصيام وأفتقد مسحراتي قسنطينة

تعود الأديبة زهور ونيسي بذاكرتها إلى رمضان قسنطينة، حيث كان لرمضان عبق خاص، أين كان بوطبيلة أو المسحراتي يطوف بالأزقة والحارات ليوقظ الناس للسحور، ونيسي قالت أنها تتحدى الأطباء الذين منعوها من الصيام لأسباب صحية، كما تستغل الشهر الفضيل في القراءة.

هل تكتب زهور ونيسي في رمضان؟

 لا أكتب في رمضان، لأسباب صحية، حيث منعني الأطباء من الصيام، لكنى أتحدى هذا القرار وأصوم رمضان، لهذا أسعى لأحافظ على توازن السكري في الدم، والكتابة تتطلب جهدا ذهنيا أتجنبه في شهر الصيام، لكنى على العكس أقرأ كثيرا خلال هذا الشهر، فبالإضافة إلى القرآن أطالع مختلف المجالات والاتجاهات، وحاليا مثلا أنا بصدد قراءة “مذكرات صفصافة“ الذي وصلني من صديقتي عواطف عبد الرحمان التي تناولت فيه قصة حياتها في سجون أنور السادات، وقد وصلني مؤخرا من القاهرة.

لو عادت بك الذاكرة إلى الطفولة، ما هي أبرز ذكرياتك مع الشهر الفضيل؟

 أذكر أن والدتي اشترت لي أقراطت ذهبية أنا وأختي التي تصغرني بسنتين عندما صمت أول مرة وهي عادة كانت العائلات القسنطينية تحافظ عليها، حيث تهدي العائلة وحتى الجيران الأطفال الذين يصومون أول مرة، وكانت الهدية شيئا مقدسا وتقليدا تحافظ عليه العائلات حتى لو دعت الحاجة للاستدانة من أجل توفير هدية للطفل.

على ذكر قسنطينة، ما هي أبرز عادات هذا الشهر في “عاصمة الثقافة العربية“؟

 لا تكاد تختلف عن عادات المدن الجزائرية الكبرى وأغلبها للأسف غاب واضمحل، ومنها عادة المسحراتي أو “بوطبيلة” الذي كان يطوف على البيوت والحارات القسنطينية ليوقظ الناس للسحور زيادة على رائحة الجاري بالفريك الذي لا غنى عنه في أي مائدة قسنطينية، فإن رمضان قسنطينة كان يتميز بالتضامن بين السكان والجيران، حيث تطوف الأطباق بين البيوت وتنتشر في البيوت القسنطينية السهرات والتجمعات النسائية التي تدور خلالها أطباق الحلوى الأصيلة والشاي والموسيقى والسمر النسائي، عادة ختان الأطفال في الليالي المباركة أيضا كانت إحدى ميزات رمضان قسنطينة، حيث كان الأطفال يتزينون بالطرابيش العربية الحمراء ذات الهلال والثياب المطرزة بأناقة أنامل نساء المدينة حفاظا على الهوية العربية مازلت استحضر بعض هذه الذكريات إلى اليوم.