-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أكذوبة الاحتراف في الجزائر..

ياسين معلومي
  • 5418
  • 1
أكذوبة الاحتراف في الجزائر..

يسمع العالم أن المنتخب الجزائري لكرة القدم تأهل مرتين متتاليتين لنهائيات كأس العالم، والمنتخب الأولمبي قطع التأشيرة للمشاركة في الألعاب الأولمبية، ووفاق سطيف نال كأس رابطة الأبطال الإفريقية، وكأس السوبر الإفريقي، ومنتخبنا الذي يضم عددا كبيرا من اللاعبين المتألقين في مختلف البطولات الأوروبية على غرار محرز، وسليماني وفيغولي، وبراهيمي وغيرهم ممن تتهافت الأندية الأوروبية للاستفادة من خدمادتهم.

لكن الحقيقة مرة ومؤسفة، وهي أن أغلب هذه النتائج ليست وليدة عمل يقوم به مختصون جزائريون في الكرة المستديرة، ولا مسؤولون، لا ينامون الليل من أجل تطوير كرتهم، بل هو إنتاج مدارس فرنسية، منحنا قانون الفيفا الحق في الاستفادة منهم، وجعل من يديرون شؤون الكرة إلى النوم والسبات العميق، وإهمال المنتج المحلي الذي كان في سنوات سابقة خزانا حقيقيا سواء للأندية، أم حتى مختلف المنتخبات الوطنية، ويبقى التتويج الوحيد لكرتنا من صنع المحليين، ومدرب محلي رحمه الله، وهو ما يتنكر له الجاحدون الذين يريدون دفن هذه الحقيقة، التي أصبحت تزعج المتتبعين، فلو يسقط قانون البهاماس الذي يعطي حق اختيار اللاعبين الشباب اللعب للبلد الذي يختارونه، لوجدت منتخبنا الجزائري يتذيل المراتب الأخيرة في ترتيب الفيفا في بطولة لا تنتج سوى الرشوة، والعنف، والتلاعب بنتائج المقابلات بحكام سامحهم الله يبيعون ويشترون أمام مرأى ومسمع بعض المسؤولين الذين يكممون أفواهم ويصمّون آذانهم، وكأنهم “شاهد ما شافش حاجة”. فلا ملفات التلاعب فتحت، ولا حكام عوقبوا وسجنوا، حتى أصبحنا نكرم الجبناء ونتنكر لمن أعطوا حياتهم لكرة القدم الجزائرية، ولا نتذكرهم إلا بعد أن يغادروا هذه الحياة، فنمدحهم يومها ونثني عليهم، لكننا لن نرد أبدا جميلهم وهم أحياء، فكم من رياضي مات في صمت، متحسرا على ما آلت إليه كرتنا..

شد انتباهي منذ أيام تصريح لرئيس منتدى المؤسسات علي حداد، حين خالف كل التوقعات وقال إن الاحتراف في الجزائر مات في المهد، بسبب القوانين التي لا تتماشى مع الاحتراف الحقيقي المطبق في أوروبا، وأكد مالك اتحاد العاصمة، أن كل رجال الأعمال الذين كانوا يرغبون في الاستثمار في أندية كرة القدم تراجعوا، تاركين الاحتراف يسير نحو الهاوية، رغم أن ملف شراء رجال الأعمال لأسهم في الفرق الكروية، كان على طاولة الحكومة، لكن ما الفائدة من الاستثمار في احتراف يمنع جلب اللاعب الأجنبي، وعدم التمكن من تسيير الملاعب، ولا حتى بيع التذاكر؟

عندما قررت الدولة السماح للأندية بدخول عالم الاحتراف، وجدت أشخاصا غير محترفين لا يهمهم سوى صرف أموال الدولة دون حسيب ولا رقيب، ويبحثون عن مصادر تمويل من مؤسسات عمومية دون الولوج في الاحتراف الحقيقي الموجود في كل البطولات “المحترفة حقا”.. فهل يعقل مثلا أن فرقا مثل مولودية الجزائر، شبيبة القبائل، مولودية وهران، شباب قسنطينة، وكل الأندية الجزائرية لم تستطع منذ الاستقلال بناء ملعب كروي؟؟ همّ مسؤولي هذه الفرق هو التلاعب بأموال الشعب، وصرفها على لاعبين أغلبهم مستواه متدنٍّ لا يرقى إلى تمثيل الجزائر في المحافل الدولية.

رفض رجال الأعمال الاستثمار في الأندية الكروية، يعني فشل مشروع الاحتراف “الأكذوبة” في الجزائر الذي صرفت عليه الدولة الجزائرية الملايير. فهل يتحلى المسؤولون الكرويون بالشجاعة، والاستقالة من مناصبهم وترك المهمة لخريجي المعاهد، أم.. “هنا يموت قاسي”… الانحراف الكروي سيبقى في الجزائر إلى إشعار آخر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • محمد

    وفاق سطيف فاز بكاس الرابطة و كاس السوبر بسبب المدرسة الفرنسية ؟؟؟؟؟ شيء من العقلانية في الطرح هذا ما نريده فقط