الجزائر
من بينها لعبة "بوبجي" و"فري فاير"

ألعاب تصيب الأطفال بالجنون والانهيارات العصبية

آمال عيساوي
  • 14498
  • 12
ح.م

العطلة الطويلة جدا التي عرفها قطاع التربية والتعليم في الجزائر استثنائيا هذا الموسم من الربيع إلى الخريف، والخوف من الإصابة بفيروس كورونا، جعلت الأولياء يعيشون رفقة أبنائهم ما بين الخطر والخطر، فمن جهة لا يمكنهم السماح لأبنائهم بالخروج إلى الشارع حتى لا ينقلوا الفيروس القاتل، ومن جهة أخرى ليس لهم خيار سوى الاستسلام لرغبات الأطفال مع الألعاب الإلكترونية وأهمها بلاي ستيشن، وحتى الألعاب الخطيرة التي قد تجرهم إلى الإدمان وحتى المجازفة والمخاطرة، مثل لعبة PUBG .. وإذا كانت بعض الشعوب قد انتبهت باكرا إلى هذه المخاطر، فإن البعض في الجزائر وجد نفسه في مواجهة خطر لا يختلف كثيرا عن فيروس كورونا، وهو خطر الإدمان والانحراف مع الألعاب الإلكترونية التي كان ضحاياها أطفال أبرياء.

نفسانيون: الألعاب الإلكترونية تصيب الأطفال بالجنون والتوحد

حذّر أخصائيون نفسانيون من مخاطر الألعاب الإلكترونية وتأثيرها على الأطفال، خاصة في هذه الفترة التي قضى فيها الأطفال 7 أشهر متتالية في المنازل بسبب الحجر الصحي، وفي ظل انعدام مرافق الترفيه، وخوفا من خروجهم من المنازل، فضل الأولياء أن يقضي أبناؤهم فترة الحجر في الألعاب الإلكترونية، دون وعي منهم بأن هذه الألعاب تسبب أمراضا خطيرة قد تؤدي إلى الموت والانتحار، ناهيك عن التوحد والإعاقة الذهنية ومشاكل نفسية أخرى. وللاستفسار أكثر عن هذا الأمر، اتصلنا بالأخصائية النفسانية لامية بن عيسى، التي حذرت هي الأخرى من الألعاب الإلكترونية التي تحوي موضوعات عنيفة أو مشاهد تعتمد على القتال، وأكدت أنها تؤثر على الطفل بشكل كبير وتجعله عدوانيا حتى لو لم يكن في الأصل شخصية عنيفة أو عدوانية، كما أنّها تؤثر على العديد من المراكز العصبية في الدماغ وتجعل الطفل في حالة تحفز دائمة للعنف حتى أثناء النوم، ناهيك عن كونها كما ذكرت، تؤدي إلى إصابة الطفل بمجموعة من المشاكل النفسية وأهمها الاكتئاب والقلق، مثل لعبة PUBG التي أدمن عليها الأطفال وحتى الكبار، وتؤدي بدورها إلى مشاكل كبيرة.

ودعت المختصة في سياق ذي صلة، الأولياء وخاصة الأمهات إلى الحرص على مراقبة أولادهم بصفة دائمة، وكيفية التعامل معهم ومحاولة معرفة محتوى هذه الألعاب بأي شكل من الأشكال، والتحدث مع الأطفال ومحاورتهم بطريقة سليمة، تجعلهم يؤمنون لأوليائهم ويتحدثون معهم عن كل ما يدور بداخلهم، خاصة أن شخصيات الأطفال كما ذكرت بن عيسى تتغير بشكل ملحوظ، وشددت على ضرورة تفطن الأولياء بصفة دائمة ومن دون غفلة إلى أطفالهم، وطالبتهم بأن يكونوا أكثر وعيا.

“حماية المستهلك” تحذر من لعبة PUBG الأكثر شيوعا في زمن الكورونا

من جهتها، المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك وإرشاده عبرت في بيان لها أصدرته مؤخرا، عبر صفحتها في الفايسبوك، عن مدى استيائها من هذه اللعبة وغيرها من الألعاب الإلكترونية التي تجعل الأطفال مهووسين بها ومدمنين عليها، حيث ذكرت في سياق ذي صلة حادثة مرعبة تعرض لها طفل من عائلة أحد أعضاء المنظمة، إذ كان منغمسا ومندمجا تماما مع اللعبة التي أحدثت ضجة إذ يلعبها العديد من الأطفال، من دون رقابة أوليائهم، وفجأة وقع معه أمر غريب أثار الرعب والفزع في نفوس أفراد عائلته، إذ قام فجأة يصرخ بأعلى صوته، وهو يردد هذه العبارة: “راني رايح نموت راني ميت”، قبل أن يدخل بعدها مباشرة في حالة هستيرية وانهيار عصبي حاد، مازال يعاني من آثارها إلى غاية يومنا هذا، إذ تم عرضه على طبيب نفساني، أخبرهم بأنه دخل في حالة جنون، على الرغم من كونه لم يعان مسبقا من أي مرض نفسي أو عصبي.. وهو ما أكدته حماية المستهلك في البيان سالف الذكر، حيث كان الطفل يقضي معظم وقته منعزلا ومنغمسا في الألعاب الإلكترونية، وهو ما دفعه إلى الإصابة بانهيار عصبي..

PUBG اللعبة التي أدمن عليها الأطفال في فترة الحجر

وكشفت تقارير تربوية حديثة، حسب ما ذكرت حماية المستهلك، أنّ لعبة PUBG القتالية، لها أضرار نفسية كبيرة، حيث تزيد من حالات الانطواء والانعزال، إضافة إلى العنف الكبير الذي تتركه اللعبة في نفوس مستخدميها، وتندرج ضمن الألعاب الإلكترونية التي تستدرج الأطفال والشباب نفسيا وسلوكيا. إذ تتمثل خطورة الإدمان على لعبة ببجي، في تسببها في إصابة اللاعب بهوس يجعله يقضي ساعات طويلة، خلف شاشة الكمبيوتر أو الهاتف المحمول. وأفاد الكثير من الأهل بأن أبناءهم سواء كانوا أطفالا أم مراهقين، يتذمرون من أبسط الطلبات، أو حتى من أداء أقل واجباتهم، لأنهم يرغبون بإطلاق النار وقتل اللاعبين الآخرين حتى النهاية، دون مقاطعة، كما تتطور سلوكاتهم العدوانية والعنيفة وتتراجع نتائجهم الدراسية، كما أن لعبة بيجي سبّبت الطلاق في بعض البلدان، وأدت إلى العراك والقتل بين بعض اللاعبين، وصدرت فتاوى بشأنها تحرّم اللعبة لأنها برأيهم تسبب الإدمان والعداوة.

هكذا يدمن الأطفال والكبار على لعبة PUBG

وصدرت لعبة PUBG بيجي المعروفة باسم “بلاير أنونز باتل غراوندز”، بتاريخ 23 مارس من سنة 2017، كما يطلق عليها اسم ساحات المعارك “بلير أناون”، وهي لعبة جماعية على الأنترنت ولعبة بقاء، وهي متوفرة على أجهزة ويندوز وإكس بوكس ون، وصدرت نسختان منها في أوائل سنة 2018، لمنصتي آي أو إس، وأندرويد من تطوير شركة تيسنت، التي قامت بالتعاون مع شركة “بلوهول” بإصدار اللعبة على الهواتف المحمولة، إذ تعمل بنفس المحرك الذي تعمل به النسخة الأصلية، وبعدها تم تطوير النسخة الأصلية من قبل شركة “بلوهول” على محرك أنريل إنجن، وهي تدعم اللغة العربية، ويتم اللعب بلعبة “بيجي” بأسلوب التصويب من منظور الشخص الأول أو الثالث، ويصل عدد اللاعبين إلى 100 لاعب، كل منهم يهدف إلى أن يكون الناجي الأخير.

ويمكن للاعبين الاختيار بين الخوادم التي يكون فيها اللاعب وحده وليس ضمن فريق معين، أو الخوادم التي تسمح بالمشاركة لشخصين في الفريق أو أربعة. في كل الحالات، آخر شخص أو فريق باقٍ على قيد الحياة يفوز بالمباراة، وفي بداية كل مباراة يقفز اللاعبون من طائرة بالمظلات على جزيرة دون الاحتماء بأي عنصر، وبمجرد هبوطهم، يمكن للاعبين البحث في المباني وغيرها من المواقع للعثور على الأسلحة، والمركبات، وغيرها من المعدات، التي يتم توزيعها عشوائيا في جميع أنحاء الخارطة في بداية المباراة.

مقالات ذات صلة