-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ألكاراز والكلام المعسول

ياسين معلومي
  • 22432
  • 0
ألكاراز والكلام المعسول

في أول خرجة إعلامية له بعد تعيينه مدربا للمنتخب الجزائري خلفا للبلجيكي “ميستر جورج”، فاجأ الإسباني ألكاراز كل المتتبعين، بتصريحات أعادت للجمهور الجزائري الثقة بعد مهازل المدربين السابقين على غرار ليكنس، ورايفاتس، خاصة حين قال إن المنتخب الجزائري سيحارب من أجل التأهل لمونديال روسيا 2018.. والوصول إلى المربع الذهبي في كأس إفريقيا 2019، وإنه مدرب صارم يملك تجربة كبيرة من خلال إشرافه، لسنوات على بعض الأندية الإسبانية، وله رغبة كبيرة في النجاح، رغم الانتقادات اللاذعة التي طالته، بعد تعيينه ناخبا جزائريا، كما أرسل رسائل مشفرة إلى كل منتقديه، متمنيا إقناعهم بالعمل والنتائج. كما أظهر استعدادا كبيرا لتعلم اللغة الفرنسية في أشهر قليلة، ليسهل عليه التواصل مع اللاعبين، بلغة موليير، واعتبر إشرافه على العارضة الفنية للخضر تحديا كبيرا له.

وسيبقى في الجزائر ليتابع مقابلات البطولة الوطنية، لعله يكتشف عناصر ليدعم بها المنتخب مثلما قام به وحيد خاليلوزيتش، حين وضع ثقته في لاعبين محليين مثل سليماني، وحليش، وسوداني، وجابو، وبلكالام وغيرهم، وتمكن بخلطة محلية، و”احترافية” من دخول التاريخ، بتأهل للدور الثاني من كأس العالم الأخيرة التي لعبت بالبرازيل، يصعب في الوقت الحالي على أي مدرب إعادة تحقيق نتيجة مماثلة في ظل اللاستقرار الذي تعيشه كرتنا.

ما قاله مدرب جديد للخضر، عين على رأس منتخب إفريقي كبير، وتنتظره استحقاقات قادمة، كلام منطقي، يجعلني أجزم بأنه درس ولو بسرعة البرق كل خصوصيات الكرة الجزائرية، واستعان بما قاله له الرئيس زطشي، وقرأ كل ما كتب عنه في الصحافة الوطنية، والدولية، بأنه ليست له تجربة في تدريب المنتخبات الوطنية، وأمور أخرى بقدر ما أثرت في نفسيته، زادته حماسا للنجاح، وهو ما راح يردده طيلة خرجته الإعلامية، متحديا كل من انتقده.

لست مدافعا، ولا منتقدا للمدرب ألكاراز الذي ما زلت مقتنعا بأن المنتخب الجزائري يستحق مدربا أكبر تجربة إفريقيا، لكني مجبر كغيري من الجزائريين على الاقتناع بأن نمنح له الوقت الكافي ليؤكد للجميع أننا لم نخطئ في حقه، ويستحق الثقة التي منحه إياها رئيس الفاف، الذي تحدى الجميع وتحدى كل الانتقادات التي طالته، ورفض حتى مدربا إيطاليا نال الدوري الإنجليزي مدافعا عن أفكاره، التي يتحمل وحده عواقبها، لأن منتخبنا الوطني أصبح في السنوات الأخيرة حقلا للتجارب على الطريقة “البافلوفية”، فلا أستطيع أن أجد تفسيرا لاختيارات منتخبات عربية وإفريقية أخرى، انتدبت رونار، وكوبر، وجيراس، وبروس، ومؤخرا المدرب البلجيكي ويلموتس، رغم أنها أقل إمكانيات من اتحادياتنا التي تفضل في كل مرة، اختيار من هو بعيد عن الكرة الإفريقية، ومنحه ثقة، ومكانة يستفيد منها في الأخير الغير.

ما ينتظره الجزائريون من مدربهم الجديد ليس “الكلام المعسول”، بل تحقيق نتائج إيجابية، البداية بالتأهل لكأس إفريقيا القادمة، ولعب كل الأوراق خلال تصفيات كأس العالم، رغم صعوبة المهمة أمام منتخبات لها تجربة المشاركة في نهائيات كأس العالم.

فهل يعلم مدربنا الجديد، أن الكرة الجزائرية التي تراجعت بشكل مذهل في السنوات الأخيرة في حاجة إلى مدرب يعيدها إلى السكة، وفي حاجة أيضا إلى لم الشمل، بعد الخلافات الأخيرة التي عصفت بكرتنا.. تحدٍّ كبير ينتظر الأسباني الذي لا يفكر ولو لحظة واحدة في أنه جاء للسياحة، لأنه تركها في الأندلس مسقط رأسه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!