-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أليس فيكم رجل.. رشيد!

الشروق أونلاين
  • 2522
  • 0
أليس فيكم رجل.. رشيد!

عبد الناصر

سبحان الذي أسرى بعباده “الفلسطينيين” ليالي وأياما من المسجد الأقصى “المهان بأقدام الصهاينة” إلى المسجد الحرام.. بحثا عن ترميم بناية الفرقاء التي أصابها الصدع، ونشر مزيد من الغسيل على ستائر الكعبة الشريفة.. فليس من الصدفة أن تختار إسرائيل توقيت “الإسراء” نحو مكة لتباشر حفرياتها وترميمها المزعوم للحديقة الأثرية في المسجد الأقصى.وليس من الصدفة أيضا أن تكون ليلة ولوا وجوههم شطر المسجد الحرام أن تجلد إسرائيل أولى القبلتين على بعد خطوات من حائط البراق بطريقتها المعهودة عبر بحث عن هيكل سليمان وطمس لهياكل سيدنا محمد وسيدنا عيسى عليهما السلام.

أهل “العرس” في طواف بالكعبة في الشهر الحرام وإسرائيل ترجم الأقصى في فسحة من راحة البال باستثناء بعض التنديد وبعض الرفض الذي لم يبلغ أبدا درجة المحنة الدامية التي عاشتها غزة ما بين الفلسطينيين في الأيام القليلة الماضية بحثا عن كرسي الحكم في بلد ترسم خريطته إسرائيل كما تشاء وحيثما تشاء.

خالد مشعل قال أنه متيقن بأن للأمريكان والإسرائيليين يدا طولى في الفتنة التي عصفت بالفلسطينيين، ولكنه لم يتحدث عن اللسان الصامت والعين العمياء والأذن الصماء واليد المشلولة لأمة أصبحت غير قادرة حتى عن تحرير بيان تنديد كما كانت تحاول في زمن بداية الهزيمة. لا يكفي احتضان الفرقاء والشرف هناك في مهده ينتهك. ولا تكفي ابتسامات هنية وإشراقة عباس والأقصى يئن تحت وطأة الجرافات الإسرائيلية.

كان يكفي للفرقاء ولأصحاب النيات الحسنة أن يولوا وجوههم شطر المسجد الأقصى ليكونوا كالبنيان المرصوص مادام الأقصى هو سبب وجودهم جميعا.. في زمن استبيحت فيه العراق موطن الحضارات ونكل بجسد لبنان وعاد أصحاب الفيل إلى الصومال وشنق رئيس دولة.

لم يعد الحديث عن الأقصى كما كان في زمن العربي عمر الفاروق والكردي صلاح الدين الأيوبي والأمازيغي طارق بن زياد.. أمة تملك من كل الثروات والمواد الأولية.. أمة تمتلك كل الحضارات الفرعونية والبابلية.. أمة تمتلك كل الأجناس البيضاء والزنجية.. أمة احتضنت كل الأديان والمذاهب، أمة لها من كل شيء.. إلا قليلا من الشرف.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!