-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رئيس منظمة العفو الدولية بالجزائر فارس بدحوش لـ"الشروق":

أمريكا توفر كل الدعم لإسرائيل في حربها ضد المدنيين بغزة

أمريكا توفر كل الدعم لإسرائيل في حربها ضد المدنيين بغزة
أرشيف
رئيس منظمة العفو الدولية بالجزائر فارس بدحوش

يدين رئيس منظمة العفو الدولية “امنيستي” بالجزائر فارس بدحوش، الدور السلبي للإدارة الأمريكية ودول أوروبية في حرب الإبادة الصهيونية بغزة والتي دخلت شهرها السابع، مخلفة أزيد من 34 ألف شهيد.

وقال بدحوش في دردشة مع “الشروق”، وتزامنا وصدور التقرير السنوي لـ”امنيستي” حول حقوق الإنسان، إن تقاعس المجتمع الدولي في حماية الآلاف من المدنيين في غزة يظهر جليًّا أن المؤسسات التي أنشئت خصيصًا لحماية المدنيين وتعزيز حقوق الإنسان لم تعد تصلح لهذا الغرض.

هل هنالك تغطية دولية أو تواطؤ مع إسرائيل في حربها بغزة؟
نددت منظمة العفو الدولية في تقريره السنوي حول حالة حقوق الإنسان في العالم بتجاهل إسرائيل الصارخ للقانون الدولي الذي زاد من وطأته تقاعس حلفائها الرئيسيين ولاسيما الولايات المتحدة عن التنديد بالانتهاكات التي ارتكبتها، ووضع حد لما يتعرض له المدنيون في غزة من سفك للدماء.
فبالرغم من المستويات غير المسبوقة من سفك الدماء في غزة، أبدت الولايات المتحدة الأمريكية والكثير من الدول الأوروبية علنا عن تأييده النهج إسرائيل.
استمرت الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأخرى في تزويد إسرائيل بأسلحة تستخدم في اقتراف انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان. وبالنظر إلى ما صدر عن هذه الدول من احتجاجات وجيهة على جرائم الحرب المنسوبة لروسيا وحماس، فإنها أبدت ازدواجية سافرة في المعايير مما يقوض احترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين.
ﻟﻢ ﺗﺘﺠﻞﹶﹼ اﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﻤﺰﺩﻭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰﻳﺔ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺏ ﻭﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺗﺠﺎه ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮ ﻓﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ ﺃﻳﻀـًﺎ ﺗﺠﺎه ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺗﻪ. ﻓﻘﺪ ﻋﻤﺪﺕ ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺽ ﻗﻴﻮﺩ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧـُﻈـّـِﻤﺖ ﺗﻀﺎﻣﻨـًﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ.
ﻓﺮﺿﺖ عدة ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ منها ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻭﺳﻮﻳﺴﺮﺍ ﺣﻈﺮﹰﺍ ﺍﺳﺘﺒﺎﻗﻴـًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻋﺎﻡ 2023، ﻣﺘﺬﺭﻋﺔ ﺑﺄﺧﻄﺎﺭ ﻣﺒﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ. ﻭﻛﺜﻴﺮﹰﺍ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻮﻥ ﺧﻄﺎﺑﺎ ﻳﺠﺮﺩ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻣﻦ اﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻬﻢ، ﻭﻳﺒﺚ ﺻﻮﺭﹰﺍ ﻧﻤﻄﻴﺔ عنصرية، ويخلط بين المسلمين والإرهابيين وكأنهم سواء.

لماذا فشلت المنظومة الدولية في وقف قتل المدنيين بغزة؟
في تقريرها حول حالة حقوق الإنسان في العالم دقت منظمة العفو الدولية ناقوس الخطر بشأن الانتهاكات الصارخة لقواعد القانون الدولي.
قامت إسرائيل بشن غارات جوية بلا هوادة على مناطق مأهولة بالسكان المدنيين، فأبادت عائلات بأكملها وهجّرت قرابة مليوني فلسطيني قسرًا، وفرضت قيودا تحول دون وصول المساعدات الإنسانية بالرغم من المجاعة المتزايدة في غزة.
تقاعس المجتمع الدولي في حماية الآلاف من المدنيين في غزة يظهر جليًّا أن المؤسسات التي أنشئت خصيصًا لحماية المدنيين وتعزيز حقوق الإنسان لم تعد تصلح لهذا الغرض.
ما شهدناه في 2023 يؤكد أن الكثير من الدول الكبرى تخلت عن القيم الأساسية للإنسانية المكرسة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ما يحدث في غزة في الوقت الحالي يمثِّل فشلًا أخلاقيًا ذريعًا يتحمله الكثير من مصممي نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية، وفشلًا في ضمان الالتزام المطلق بشمولية حقوق الإنسان وباحترام إنسانيتنا المشتركة.
سجلت منظمة العفو الدولية انتهاكات صارخة للقانون الدولي والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
يتضح ذلك على نحو أكبر في حالة السلطات الاسرائيلية، إلا أن الأمر لا يقتصر على إسرائيل فقط؛ فقد كان للولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية دور رئيسي أيضًا في ذلك إلى جانب كل من يُواصِل تزويد إسرائيل بالأسلحة وكل من لم يُدِن الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل بلا هوادة، واستعمال الفيتو ضد اللوائح التي تدعو إلى وقف إطلاق النار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!