-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
السيول جرفت عشرات المركبات

أمطار طوفانية تضرب جيجل وتخلف خسائر فادحة

الشروق أونلاين
  • 2217
  • 0
أمطار طوفانية تضرب جيجل وتخلف خسائر فادحة
أرشيف

شهدت ولاية جيجل، ليلة الاثنين، تساقطات مطرية معتبرة، استمرت لساعات، وبلغت 146 ملم، 115 ملم منها تساقطت في ظرف أربع ساعات فقط، رافقتها صواعق رعدية وانقطاعات متكررة للكهرباء وشبكات الهاتف، فضلا عن خسائر فادحة في المنشآت والممتلكات، فيما لم تسجل خسائر بشرية.

تسببت الأمطار في فيضانات لعدد من الوديان التي غمرت مياهها المنازل، كما تسببت في وقوع خسائر كبيرة في ممتلكات المواطنين، وتسبب فيضان وادي المقاسب وسط مدينة جيجل، مساء الأحد، في انهيار الجسر المحاذي للمحطة الشرقية لنقل المسافرين، واستيقظ سكان الولاية خاصة ببلدية جيجل على وقع مشاهد مرعبة لسيارات ومركبات من كل الأحجام، جرفتها الفيضانات لعشرات الأمتار في بعض المناطق. ولم تستثن من هذه الكارثة المحلات التجارية وحظائر بيع مواد البناء المحاذية للوادي، بعد أن جرفت المياه البضائع التي كانت مخزنة على مستوى هذه الحظائر، إضافة إلى تعرية مختلف الشبكات التحتية، كشبكات الغاز والكهرباء وشبكات المياه والتطهير.

وحسب مصالح الحماية المدنية، فقد أدت هذه الكارثة إلى إلحاق أضرار بـ 18 مركبة، على مستوى موقع الجسر المنهار فقط، فيما تم إنقاذ شخص واحد من الغرق بعد أن غمرته مياه الأمطار، كما ارتفع منسوب المياه على مستوى المحطة لحدود المترين ما أدى إلى تضرر 25 حافلة نقل مسافرين غمرتها المياه إضافة إلى المحلات المتواجدة بالمحطة، حسب مديرية الحماية المدنية بجيجل، التي أكدت أن أكبر الخسائر كانت بمدينتي جيجل والطاهير، وتمكن عناصر الحماية المدنية خلال تدخلاتهم من إنقاذ 16 شخصا حاصرتهم المياه داخل منازلهم، منهم عائلتان بحي بوخرتوم وعائلات أحياء الرابطة وباب السور وبوالرمل والسيرك، وتواصلت عملية إزالة العوائق والركام والأوحال ومياه الأمطار والمركبات، التي غمرتها مياه الأمطار لغاية منتصف نهار الإثنين.

وفي الطاهير، تسببت الأمطار الطوفانية في فيضان وادي تاسيفت، ما أدى إلى إلحاق أضرار بليغة، في ممتلكات السكان الذين قضوا ليلة سوداء، بعد أن غمرت المياه الكثير من المنازل، فيما لم يتم تسجيل أي خسائر بشرية بعد أن تدخلت مصالح الحماية المدينة، لإجلاء العائلات التي حاصرتها مياه الأمطار، والتي تسببت أيضا في فيضانات على مستوى طرقات أشواط بالقرب من محول الطريق الوطني رقم 43 ما أدى إلى توقف الحركة عبره بصفة كلية طيلة صبيحة أمس. كما تسببت الأمطار الغزيرة التي تساقطت على الولاية في إحداث خسائر كبيرة للفلاحين بعد أن غمرت المياه بيوتهم البلاستيكية، خصوصا على مستوى الجهة الشرقية للولاية كأولاد صالح وأشواط، وكذا خسائر لثرواتهم الحيوانية كالمواشي والدواجن بصفة خاصة. كما تكررت هذه المشاهد عبر مختلف الأحياء السكنية ببلديات الولاية، خاصة المدن، أين عاشت عائلات بأكملها ليلة سوداء.

انقطاعات الكهرباء تضاعف حجم المعاناة

وسجلت مصالح “سونلغاز” بجيجل عديد التدخلات جراء التساقط الغزير للأمطار على ولاية جيجل، وحسب المكلفة بالإعلام على مستوى مؤسسة سونلغاز بجيجل حنان شربال، فقد تسببت الكارثة في إحداث اضطراب على مستوى المنظومة الكهربائية مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن حوالي 5800 زبون، حيث تدخلت فرق الكهرباء من اجل إرجاع التيار رغم العراقيل التي واجهتها خاصة مع ارتفاع منسوب المياه الذي صعب من مهمتهم، وتم إعادة التيار للأغلبية من الزبائن باستثناء 120 زبون، الممولين من المحولين المغمورين بالمياه، ويتعلق الأمر بمحول لعقابي، ومحول تجزئة 35 المقاسب، التي وجد أعوان التدخل صعوبات كبيرة في إعادة التيار الكهربائي بهما.

وفضحت مياه الأمطار سياسية البريكولاج والترقيع التي تم انتهاجها في تهيئة طرقات المدينة التي تحولت إلى طرقات كارثية بأتم معنى الكلمة، خاصة التي تم حفرها لإصلاح الحفر وقنوات الصرف الصحي بعد ما امتلأت بالأتربة والنفايات البلاستيكية والحديدية وبقيت على هذه الحال لأشهر، حيث كان المواطنون قد طالبوا بإصلاحها قبل حلول فصل الشتاء، محذرين مما لا يحمد عقباه في حال تساقط الأمطار، غير أن نداءاتهم لم تجد آذانا صاغية وحدث ما كانوا حذروا منه، بعد أن تحولت هذه الطرقات إلى وديان تتخللها حفر كبيرة ما أدى إلى تسرب المياه إلى المنازل المحاذية لها، خاصة بالنسبة لجسر وادي المقاسب الذي كان في السنوات الأخير موضوع انشغالات كل سكان الولاي، خاصة السكان بالجوار بسبب تكرار نفس الأحداث سنويا، لكن بأقل أضرار، غير أن ما حدث ليلة البارحة كان متوقعا لدى الجميع إلا عند السلطات بولاية جيجل والتي تهاونت في إيجاد حل لهذا الموقع ولمحطة المسافرين، والتي لحسن الحظ تزامنت وقوع الكارثة ليلا وأثناء الحجر الصحي مع العلم أن المحطة كانت تشهد في الأيام العادية حركية كثيفة للمسافرين ما بين الولايات.

خبراء لتقييم الأضرار

كشف والي ولاية جيجل عن حلول خبراء من ولايتي قسنطينة وسطيف، من أجل دراسة الأضرار بجسر وادي القنطرة بمدينة جيجل، الذي انهار جزئيا بعد ارتفاع منسوب مياه الوادي لمستوى قياسي جراء الأمطار التي تساقطت على الولاية ليلة الأحد إلى الاثنين.

وأضاف الوالي لدى حلوله بعين المكان، أن الخبراء تم ارسالهم من طرف وزير الداخلية للوقوف على الأضرار بالجسر المحاذي للمحطة البرية الشرقية لنقل المسافرين الذي انهار جزئيا، مشيرا في ذات السياق إلى تعيين مكتبي دراسة محليين، يقومان بدراسة وضعية الجسر وتحديد ما يمكن فعله، وأن الخبراء المحليين أكدوا مبدئيا أن عودة الحركة العادية على مستوى الجسر قد تكون خلال مدة أسبوع..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!